الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

عام2007 عام کشف الأقنعة فی فلسطین

بعد أیام عدیدة تنطوی آخر صفحات عام 2007 الذی کان غنیاً بالأحداث الکبیرة فی فلسطین. ولا أغالی إذا قلت أنه کان عام کشف المستور ونزع الأقنعة عن وجوه المتأوسلین فی الساحة الفلسطینیة. فقد بان فیه الخیط الأبیض من الخیط الأسود. وظهرت مجموعة الأوسلة الفلسطینیة کما صنعوها فی مقرات الضغط الأجنبیة. وأتضح للجاهلین وللذین لم یقتنعوا بصحة کلامنا على مر السنین، بأن هؤلاء المتأوسلین، من جماعة " الأوسلویاها " الفلسطینیة، لا هم لهم سوى جمع الملایین عبر المتاجرة بحقوق شعب فلسطین. فلو کانوا أصحاب کرامة ویملکون القرار والسیادة، لما کانوا أهانوا شعبهم مثل الإهانة التی یلحقونها به منذ عادوا إلى البلاد. و هل یملک کرامة وسیادة وقرار مثل هؤلاء الذین یفاوضون الاحتلال فی أیام عید المیلاد المجید حیث أنه عید لقسم هام وأصیل من شعب فلسطین؟.. هؤلاء لا یکنون الاحترام حتى لشعبهم المضحی. ولا لکنیسة المهد التی أوت أبطال کتاب المقاومة من فتح وغیر فتح.  ولا للفدائی الفلسطینی الأول الذی ولد فیها وحمل صلیبه على کتفه مقاوماً. إذ کیف یقبلون على أنفسهم التفاوض فی أیام العید؟ ألیس فی هذا إهانة للشعب الفلسطینی؟ الجانب الصهیونی عندما تحل أعیاده یرفض حتى الحدیث مع الجانب الفلسطینی قبل بأسبوع من الأعیاد. یفعل ذلک لأنه جانب ذو سیادة، یحترم نفسه ویحترم جماهیره وأعیادها الدینیة. من أین جاءت " الأوسلویاها" التی أتى بها بعض المحسوبین ممثلاً شرعیاً ووحیداً على شعب فلسطین؟. سبق وکتبنا أنهم أخذوها من "الساترویاها"  للزعیم الهندی غاندی. ویهمنا هنا أن نؤکد أنه لا علاقة للأوسولیاها الفلسطینیة بنظریة بطل تحریر الهند من الإمبراطوریة البریطانیة. لأن الأوسلویاها عبارة عن مجموعة اختبارات یقوم بها نهج العبسلة والأوسلة فی فلسطین المحتلة. ینفذها کاختبارات موضعیة ونفسیة وسیاسیة وأمنیة على الشعب الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة. کما یحاول تطبیقها عنوة وبغض النظر عن النتائج الکارثیة التی تلحقها بحقوق الفلسطینیین منذ 13 أیلول الأسود. أی یوم توقیع اتفاقیة أوسلو فی حدیقة بیت أمریکا الأبیض. هذه الاتفاقیة التی وقعها الراحل یاسر عرفات دون أن یستشیر شعبه الفلسطینی. بعد اغتیال الرئیس الفلسطینی یاسر عرفات بالسم الإسرائیلی وبأیدی بعض العملاء الفلسطینیین المقربین منه، کما أدعت بعض المصادر الفلسطینیة والفتحاویة. ومن ثم بعد الانتهاء من عملیة تفکیک منظمة التحریر الفلسطینیة وتفریغها من میثاقها الوطنی ونهجها السیاسی الملتزم بالثوابت الفلسطینیة. ومن خلال الإبقاء فقط على مناصب ولجان وهمیة مثل اللجنة التنفیذیة ورئیسها، والمجلس الوطنی والآخر المرکزی اللذین أصبحا من الأنتیکا الفلسطینیة القدیمة التی نخر بها السوس ثم بان و برز " الشعشعبون" على مؤخرتها، نتیجة عدم عمل أجهزتها. هذا بالإضافة للسفارات والممثلیات والمکاتب الفلسطینیة فی الخارج التی یظل همها الأول کیف تحصل الأموال والمساعدات من الدول المستضیفة لکی تستمر فی  وجودها. أما العمل فحدث ولا حرج. إذ کیف یمکن لسفیر فلسطینی یتقاضى أمواله ومصروفاته ومیزانیته هو وسفارته من دولة أوروبیة أو عربیة أن یکون حراً فی مواقفه؟ لا یمکنه ذلک حتى لو کان من کریستال... بکل بساطة هذه السفارات سبق وکتبنا وقلنا أنها لا تمثل سوى القیادة الأوسلویة وتعمل فقط بتوجهاتها التی تعاکس توجهات الشعب الفلسطینی عامة. هؤلاء المتأوسلین هم أیضاً من هدم حرکة فتح، وفتتها وحولها إلى مجموعة من الکتائب، ثم إلى مجموعات من الشلل فمجموعات من الأشخاص، ثم أشخاص بشکل فردی ورمزی. ونکاد نقول أنه لولا وجود شخص کفاروق القدومی " أبو اللطف" ومعه مجموعة من شرفاء فتح المشتتین والموزعین هنا وهناک. لکنا قلنا أن فتح العاصفة، فتح الثورة، و العامود الفقری ، وأول الرصاص وأول الحجارة قد انتهت منذ استشهاد أبو عمار. لذا فعام 2007 الذی جاء بالاشتباکات الدمویة والحاسمة بین عسکر حماس وأجهزة الأمن الأوسلویة التی حافظت طوال 15 عاماً على تنسیق عملها مع الاحتلال. کانت سنة حماس وفتح. حماس لأنها خرجت عن المعهود وسجلت مخالفات کبیرة وصغیرة أثناء حسمها للمعرکة فی غزة فی حزیران یونیو الماضی. وکذلک بعد الحسم المذکور. وصلت شخصیاً إلى قناعة مفادها أن حماس متخبطة ولا تعرف ماذا ترید ، والى أین تتجه. لا هی مقاومة ولا هی سلطة. البرنامج غیر متوفر وغیر موجود. وعلى حماس ان تجده وتقره وتعلنه وتوضح للشعب الفلسطینی، الذی یصمد معها ویتحدى الحصار إلى جانبها، ویقدم لها الدعم والإسناد والشهداء والزاد والعطاء، وللذین انتخبوها وخاضوا معرکتها، عما تریده وما الذی تراه مناسباً ، والى أین تتجه بالشعب الفلسطینی. أما فتح التی یشفق المرء على شرفائها وهم یصارعون لاستعادتها من براثن المحتلین الداخلیین الدخیلین علیها. یجب ان یقوم الشرفاء فیها بتحدید موقف واضح من المتأوسلین الذین دمروا القضیة الفلسطینیة وشطبوا من برامجهم حقوق الشعب الفلسطینی العادلة والأساسیة مثل حق العودة و حق المقاومة. ویجب ان توافق فتح على عقد مؤتمر وطنی فلسطینی شعبی عام تحت شعار الوحدة الوطنیة ، دعم المقاومة، الدفع عن حقوق شعبنا والتمسک بالثوابت الوطنیة الفلسطینیة قولاً وممارسة. وعلى فتح أن تعی جیداً أنه أصبح من الصعب على الفلسطینیین أینما کانوا وحیثما تشردوا وهجروا سواء داخل أو خارج الوطن، القبول بهذه القیادة الضعیفة والهزیلة والخانعة التی تدعی أنها ممثله الشرعی والوحید. لأنها لیست کذلک ولأنها قسمت الساحة الفلسطینیة بعدما حسمت أمرها والتحقت برکب التوجه الأمریکی الصهیونی بشکل علنی وبلا مراعاة لمشاعر ملایین الفلسطینیین فی العالمین العربی والغربی.

( المقال بقلم الکاتب والصحفی الفلسطینی نضال حمد )

ن/25


| رمز الموضوع: 142491







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)