الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الاحتلال یواصل تهوید القدس ویدمر معلما إسلامیا بارزا

 المجلس الإسلامی الأعلى بالقدس بناه الحاج الحسینی عام 1929

 

شرعت شرکات إسرائیلیة فی تدمیر مبنى المجلس الإسلامی الأعلى التاریخی, وبناء فنادق وشقق سکنیة مطلة على حائط البراق بدلا منه لتطرح للبیع لأثریاء الیهودی فی العالم بأسعار کبیرة, فی إطار مساعی الاحتلال لتهوید القدس المحتلة.

 ولم تبق جرافات الاحتلال من البنایة التی شیدها مفتی فلسطین ورئیس المجلس الإسلامی الأعلى الحاج أمین الحسینی عام 1929 سوى الواجهة الخارجیة کجزء من واجهات الفنادق المزمع بناؤها بعد إزالة کل الکتابات الإسلامیة علیها.

واعتبرت مؤسسة الأقصى فی بیان أن ما تقوم به المؤسسة الإسرائیلیة من تدمیر بنایة المجلس الأعلى فی القدس هو جریمة بحق المعالم الحضاریة الإسلامیة بالمدینة تندرج ضمن المخطط المتسارع لتهویدها. وأوضحت أن الإبقاء على واجهة البنایة بادعاء الحفاظ على الآثار العربیة والإسلامیة للمبنى هو "فریة وکذبة واضحة".

و أکدت المؤسسة أن الاحتلال استولى على مقر المجلس الإسلامی الأعلى وأعمل یده تخریبا وتدمیرا له، ووجهت نداء عاجلاً إلى کل المسلمین والعرب للتحرک من أجل إنقاذ القدس من مخططات تهویدها.

ولفتت "الأقصى" إلى أن العمارة صممت على ید المهندس المعماری الترکی النحاس بک على الطراز المعماری الأندلسی، ونقش على واجهة المبنى بحروف بارزة "مثلما بنى آباؤنا وفعلوا نبنی ونفعل"، فی إشارة واضحة للاستمراریة والحفاظ على الهویة الوطنیة والدینیة.

وأفاد الناطق بلسان "الأقصى" محمود أبو عطا فی تصریح للجزیرة نت بأن هناک مخططا لبناء مجموعة کبیرة من المبانی على أنقاض مقر المجلس الإسلامی وبالمنطقة المجاورة له على الطراز المعماری الغربی.

وأضاف أبو عطا أن تلک المبانی ستصبح مجمعا لشقق إسرائیلیة لحساب أثریاء من یهود العالم خاصة من الأمیرکیین والأوروبیین مساهمین فی المشروع. وأضاف أن هناک هجمة کبیرة على معالم المدینة ومبادرات متواصلة لتهویدها.

بدوره قال المؤرخ الدکتور مصطفى کبها إن الحاج أمین الحسینی اهتم بإتمام بنایة المجلس الإسلامی الأعلى ودعا وجهاء وسیاسیین وأعیان البلاد للمشارکة فی افتتاحه عشیة استضافة المؤتمر الإسلامی عام 1930 فی مدینة القدس لافتا إلى أن المجلس لعب دورا مهما فی المحافظة على المقدسات وفی منع بیع الأراضی للیهود.

وأشار کبها فی تصریح للجزیرة نت إلى أن سلطات الانتداب البریطانی استولت على مقر المجلس الإسلامی الأعلى عام 1937 بعد تجرید الحاج الحسینی من مناصبه، وحولته لمقر حکومی لکنها أبقت على المجلس الذی ظل یعمل حتى سیطرة القوات الصهیونیة علیه عقب النکبة عام 1948 حیث تم احتلال الأحیاء العربیة غربی المدینة.

وسارعت سلطات الاحتلال للسیطرة على المبنى استنادا لقانون یعرف بـ"أملاک الغائبین" فاستخدمته لعدة وظائف کان آخرها مقرا لوزارة الصناعة والتجارة قبل شرائه عام 2003 من قبل شرکة یملکها ثری یهودی أمیرکی بقیمة 20 ملیون دولار.

یشار إلى أن الحاج أمین الحسینی ترأس المجلس الإسلامی الأعلى فی القدس فی منطقة الحرم فی عام 1922 وما لبث أن بادر لبناء العمارة الجدیدة خارج الأسوار بعد جولة واسعة فی البلدان الإسلامیة عام 1927 تم خلالها جمع الأموال اللازمة لبناء المقر الجدید قبالة مقبرة مأمن الله، الذی بات فندقا لاستقبال کبار ضیوف فلسطین.

ن/25


| رمز الموضوع: 142518







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)