الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

النرویج تدعو إسرائیل إلى شرق أوسط خال من النووی

فی مؤتمر حول نزع السلاح والعولمة عقد فی لندن بدعم من وزارة الخارجیة النرویجیة

النرویج تدعو إسرائیل للانتماء إلی شرق أوسط خال من السلاح النووی، وشیرلی ویلیامز تنصح بوش بعدم تدمیر ما بناه والده

 

أکد " کنوت لانغلاند " ، الوزیر ـ السفیر النرویجی المتجول لشؤون نزع السلاح، فی مؤتمر انعقد فی لندن، أن النرویج ملتزمة بالمساهمة فی إنشاء منطقة خالیة من السلاح النووی فی الشرق الأوسط، مما یعنی بذل الجهود لدفع إسرائیل للانتساب إلی اتفاقیة منع انتشار الأسلحة النوویة NPT، شأنها شأن معظم دول المنطقة الأخری.

وکان لانغلاند یفتتح مؤتمرا نظمه مرکز الدراسات الدولیة والدیبلوماسیة فی کلیة الدراسات الشرقیة والإفریقیة (سواس) فی جامعة لندن، بتمویل من وزارة الخارجیة النرویجیة، شارک فیه مسؤولون وخبراء وألقی کلمتی الترحیب فیه رئیس الجامعة البروفسور بول ویبلی ومدیر المرکز دان بلیش.

وأکد لانغلاند بأن سیاسة الجزرة والعصا التی استخدمها المجتمع الدولی مع کوریا الشمالیة نجحت لأن دول العالم الفاعلة اتفقت فیما بینها لدى التعامل مع النظام الکوری الشمالی فی هذا الشأن، ولم تکن منقسمة فی مواقفها. ودعا إلى تطبیق سیاسة دولیة تبدأ بتخفیض السلاح النووی فی کل الدول التی تملکه وإلی إجراء مشاورات عاجلة بین أمریکا وروسیا تتم خلالها إعادة إحیاء المفاوضات المستمرة بشأن التسلح التی جرت فی العقود الماضیة، والتی تتعرض لأزمة حالیا. وقال إن تحسن التفاعل بین هاتین الدولتین العظمیین لا بد (برأیه) أن یؤدی إلی تشجیع دول العالم الأخرى التی تملک السلاح النووی على الانطلاق فی عملیة تخفیض هذا السلاح، علما أن المؤتمر کان بعنوان: نزع السلاح والعولمة، الحکم الماضیة والحاضرة . ودعا لانغلاند إلی إنشاء مناطق خالیة من السلاح النووی فی أجزاء أخری من العالم، بالإضافة إلی الشرق الأوسط، کما حض الدول التی لا تملک الأسلحة النوویة على المشارکة فی العملیات والجهود الدولیة لنزع هذا السلاح وللترکیز على استخدام الطاقة النوویة للأهداف السلمیة.

وفی الجلسة الأولی للمؤتمر، التی أدارها اللورد دیفید هانای، الذی کان ممثلا لبریطانیا فی الأمم المتحدة، وأحد أعضاء اللجنة العلیا لإصلاح المنظمة الدولیة، قال هانای: عندما قرأت مؤخرا مذکرات المندوب الأمریکی السابق فی الأمم المتحدة جون بولتون، أدرکت لماذا تتجه بعض دول العالم الثالث للتسلح النووی. السبب هو الخوف من تعرضها لهجوم وشعور منها بأنها قد تُستهدف عسکریا من الدول القویة فی أی لحظة. إن هذا التوجه لبولتون وغیره یجب أن یتبدل فی أمریکا وفی العالم، لخلق أجواء تسمح بالابتعاد عن التسلح النووی .

وکانت الدکتورة الیسون بایلز، المسؤولة السابقة عن السیاسات والبرامج الأمنیة فی وزارة الخارجیة البریطانیة، ومدیرة مرکز استوکهولم للأبحاث حول السلام الدولی حتى عام 2007، المتکلمة الأولى فی الجلسة وطرحت مقترحات مختلفة یمکن استخدامها لإقناع دول العالم بالتخلی عن خیار التسلح النووی، وشددت فی مقترحاتها على أهمیة اعتماد التعاون والتحفیز والمساعدة الاقتصادیة والسیاسیة والتنمویة بدلا من السیاسات الحربیة والهجومیة العسکریة أو خطابات التهدید، وعلى عدم التوقع من دول کالعراق، مثلا، کانت تعتمد سیاسات قومیة ومدافعة عن حقوق شعبها التحول فجأة إلى قاعدة أمنیة تحقق أهداف الآخرین.

وحول سیاسة دولیة تعتمد الضغوط والتحفیز فی وقت متزامن على إسرائیل وعلى الدول الإسلامیة والعربیة معا التی تملک أو تسعی إلى امتلاک السلاح النووی؟ (سیاسة المسارین المتزامنین)، و ماذا تفعله النرویج للتفاعل مع إسرائیل أو الضغط علیها لتخفیض أو إزالة تسلحها النووی؟ علما أن النرویج تعتبر من الدول الصدیقة لإسرائیل.

فردت بایلز على السؤالین، فیما کان رد لانغلاند مقتضبا، وعلى هامش المؤتمر. وقالت بایلز: إن قضیة التسلح النووی الإسرائیلی تؤکد ما کنت أحاول أن أطرحه فی کلمتی. ولا یمکن إیجاد منطقة خالیة من السلاح النووی فی الشرق الأوسط أو إقناع إیران بعدم التسلح النووی طالما لا نعترف کمجتمع دولی بوجود أسلحة نوویة فی إسرائیل ونعالج هذا الموضوع. ولکن إذا طلب المجتمع الدولی من إسرائیل التخلی عن سلاحها النووی فستقول بأن هذا السلاح هو ضمانتها لعدم زوالها من الوجود، وستعطی حججا، بینها تعرضها لحرب الصواریخ من لبنان فی صیف 2006، وإمکان تکرر حدوث هذا الأمر فی المستقبل على نطاق أوسع، والقضیة معقدة، ولکن لیس بالإمکان حل المشاکل الهامة، والخوف من مواجهة تعقیداتها فی الوقت عینه، وعدم محاولة العثور على حلول عملیة حتى من وجهة النظر الإسرائیلیة . وأشارت إلى ضرورة إرسال بعثات دولیة لتقصی أوضاع التسلح النووی فی إسرائیل، کما فعلت الأمم المتحدة فی العراق فی الماضی، وکما تفعل وکالة الطاقة الدولیة التابعة للأمم المتحدة حالیا فی إیران.

أما لانغلاند فرد قائلا : إن طرح النرویج لفکرة منطقة خالیة من السلاح النووی فی الشرق الأوسط وشمول هذا الطرح لإسرائیل هو بحد ذاته خطوة جدیة وفاعلة، وفضل عدم التعلیق على  إمکان عقد مؤتمرات فی إسرائیل نفسها تدعو إلی تخفیض التسلح النووی فی هذه الدولة، أو إلى استقطاب معارضی التسلح النووی فی إسرائیل نفسها، فی هذه المرحلة.

وکانت أبرز المتکلمات فی جلسة بعد الظهر البارونة شیرلی ویلیامز، المستشارة الحالیة لرئیس الوزراء البریطانی غوردون براون لشؤون انتشار التسلح النووی والشؤون الخارجیة عموما، والرئیسة السابقة لمجموعة اللوردات اللیبرالیین الدیمقراطیین فی مجلس الشیوخ البریطانی، والوزیرة السابقة فی أکثر من حکومة بریطانیة. وقالت ویلیامز إن جورج بوش الأب (والد الرئیس الأمریکی الحالی) کان ربما من رؤساء الولایات المتحدة الذین فعلوا أکثر من أی رئیس آخر لإنجاح عملیات نزع السلاح والتفاوض لنزعه مع الدول الأخرى فی العالم وخصوصا روسیا، على الرغم من أن بوش الابن، برأیها، یفعل العکس تماما ویحطم إنجازات والده فی هذا المجال، وفی وقت اختار فیه بوش الأب (حسب قولها) الحلول التفاوضیة متعددة الأطراف فی شأن التعامل مع روسیا، اختار نجله السیاسات الأحادیة المستندة إلى التهدید والعملیات العسکریة. وهذا بالنسبة إلیها، خطر على سلامة العالم، لأن أمریکا جزء أساسی فی عملیة نزع السلاح وإزالة أو تخفیض التسلح النووی .

 وأشارت ویلیامز إلى أن القیادة الأمریکیة فی السنوات الثلاث الأخیرة بدأت تدرک بأن مشروعها الأحادی فی العراق قد فشل، وأن علیها اعتماد حلول متعددة الأطراف. ولکن على الرغم من ذلک فإنها عقدت اتفاقیة نوویة أحادیة التوجه مع الهند تؤمن تزوید أمریکا للهند بمواد نوویة لدعم برنامجها النووی من دون أی شروط، فی وقت تمارس فیه واشنطن الضغوط المستمرة على إیران وغیرها فی هذا المجال. ونبهت ویلیامز إلى أن اتفاقیات نزع سلاح ومراقبة تسلح هامة بین أمریکا وروسیا شارفت على انتهاء مدتها الزمنیة، وأن بوش الابن یسعی إلی فرض أوضاع جدیدة علی روسیا بالنسبة لاتفاقیة عدم نشر صواریخ بالستیة فی مواقع أوروبیة قریبة من روسیا. وبوش یطرح نشر مثل هذه الصواریخ فی بولندا وتشیکیا (جمهوریة التشیک)، بحجة حمایة أوروبا من صواریخ معادیة قد تطلق من أماکن أخرى.. وهو یتخذ هذه القرارات، حسب ویلیامز، بشکل أحادی، یثیر حنق القیادة الروسیة، ویدفع دول العالم الثالث التی تسعی إلى تکثیف تسلحها إلی الاستمرار فی ذلک بدلا من التوجه نحو عدم التسلح. وطرحت ویلیامز أن تساعد أمریکا والدول الکبرى دول العالم الثالث للحصول على الوقود النووی المطلوب لإنتاج الطاقة النوویة السلمیة وأن تدرک القیادة الأمریکیة بأن اتفاقیة ستارک 1 التی وقعت فی التسعینیات بین أمریکا وروسیا تنتهی مدتها فی عام 2009، وبالتالی سیستمر انخفاض حق الدولتین فی مراقبة تسلح کل منهما للأخرى. کما أن اتفاقیة منع انتشار الأسلحة النوویة ستتم مراجعتها فی عام 2009، أی أن العالم مقبل على تحدیات کبیرة فی مجال التسلح، والمطلوب اتخاذ الخطوات الفاعلة فی أسرع وقت ممکن لمواجهة هذه التطورات، ولإعادة التمدید للاتفاقیات والوکالات الدولیة الهامة، بدلا من طرح التساؤلات حول وجودها والاستمرار فی تأزیم الأوضاع الدولیة. کما طالبت بوش الابن بالتفاعل مع المقترحات والمبادرات الروسیة فی هذا الشأن.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 142557







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)