بوش بین إسرائیل وفلسطین
کتب کثیرون من العرب والفلسطینیین حول زیارة بوش، منهم المتفائلون، وأغلبهم لا یرون فی بوش غیر نصّاب عالمی یستطیع تسویق بضاعته لدى العرب. أحاول هنا الإشارة إلى بعض عناوین الأحادیث التی سیتبادلها بوش مع مضیفیه:
القضیة الأولى: آخر المعلومات
سیتبادل بوش مع الإسرائیلیین الحدیث حول آخر المعلومات المتوفرة حول قدرات إیران وحزب الله العلمیة والقتالیة، وسیذهب الطرفان إلى تقییم انعکاسات ذلک على إسرائیل ومصالح الولایات المتحدة فی المنطقة.
أما مع الجانب الفلسطینی فسیدور الحدیث حول ما آلت إلیه أمور حماس فی غزة، وفیما إذا کانت الضربات الإسرائیلیة مجدیة أم لا، وحول تأثیر الأموال الأمریکیة وصرف الرواتب على مواقف الناس السیاسیة فی الضفة الغربیة، وحول جهود السلطة فی ملاحقة الإرهاب (المقاومة) وتدمیر البنى التحتیة لفصائل الإرهاب: حماس والجهاد وبعض شهداء الأقصى.
القضیة الثانیة: الاستعداد للمواجهة
سیتحدث الجانبان الإسرائیلی والأمریکی عن استعداداتهما العسکریة لمواجهة قوة إیران وحزب الله، وسیبحثان فی متانة التنسیق الاستراتیجی العسکری بینهما. وسیتحدثان عن الخیارات الأخرى غیر العسکریة التی یمکن أن توفر علیهما المجهود العسکری، أو التی تستهلک الوقت وتقود إلى نزاعات داخلیة فی البلدان العربیة والإسلامیة، أو بین دول المنطقة.
مع الجانب الفلسطینی سیبحث بوش استعدادات السلطة لمزید من التعاون الأمنی مع اللواء کیث دایتون ومع إسرائیل، وسیحاول أن یعرف بوش مدى تأثیر الأموال على تمریر السیاسات الأمنیة للسلطة لصالح إسرائیل.
القضیة الثالثة: ما یسمى بالإرهاب الإسلامی
سیتبادل الطرفان الأمریکی والإسرائیلی القلق من تنامی قوة المنظمات الإسلامیة التی یسمونها إرهابیة ومن خطرها الداهم على إسرائیل کدولة وعلى المشروع الأمریکی فی المنطقة. وسیقیم الطرفان مساهمة دول الاتحاد الأوروبی والیابان وروسیا فی مکافحة الإرهاب.
مع الجانب الفلسطینی، سیصر بوش على ضرورة ضرب حماس والجهاد الإسلامی، وملاحقة من یسمیهم بالمتطرفین، وسیجیب الجانب الفلسطینی بأنه جاد جدا فی هذه المسألة، وسیقدم إحصائیات حول الاعتقالات التی قام بها ضد أفراد حماس، وبالمؤسسات الحمساویة التی تم إغلاقها. سیسأل بوش عن ملاحقة الجهاد الإسلامی، وسیطلب الجانب الفلسطینی مهلة قائلا بأن الأمور ستتم تدریجیا.
القضیة الثالثة: حشد الطاقات العربیة
سیقیم الطرفان الأمریکی والإسرائیلی مدى استعداد الدول العربیة للوقوف عملیا ضد إیران وحزب الله، أی أن یساهموا فی المجهود الحربی ضدهما فیما إذا نشبت حرب. وسیتفق الطرفان بأن الأمر محرج للدول العربیة، ولا بد من تقدیم شیء ما لهم فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینیة لإعطائهم مبررا أمام شعوبهم لحشد جیوشهم إلى جانب جیش إسرائیل. وسیتفق الطرفان على تضمین بیانهما الختامی الموافقة على إقامة دولة فلسطینیة قابلة للحیاة، وعلى التخفیف من معاناة الفلسطینیین. وسیتفق الطرفان على ضرورة الترکیز على ما یسمونه بالإرهاب الإسلامی وخطره على الأنظمة العربیة واستمرار وجودها.
أما فی رام الله فسیتم الحدیث عن حشد الطاقات العربیة لدعم جهود السلام بین الفلسطینیین وإسرائیل، وحول مدى التزام العرب بالاستمرار فی استجداء حلول من أمریکا.
القضیة الرابعة: جهود التفاوض
سیقیم الجانبان الأمریکی والإسرائیلی مفعول الأموال القادمة من الغرب على إجراءات السلطة الفلسطینیة فی تقدیم المزید من التنازلات. فمثلا سیقیمان حدة رد الفعل الفلسطینی تجاه الاستیطان وفیما إذا کانت أخف من السابق أم لا، وسیقیمان مدى ترکیز السلطة الفلسطینیة على حق عودة اللاجئین. سیرى الطرفان مدى نجاح سیاسة الدافع والاستجابة التی یتبعانها حیال الفلسطینیین.
أما مع الجانب الفلسطینی فسیقدم الرئیس الأمریکی مزیدا من اللهایات اللفظیة والمالیة، وسیطبطب على ظهر عباس وسیقول له: "ما یهمک کل شیء سیکون تمام. إذا کانت المسألة متعلقة فی بناء بیت جدید فی إفرات أو قدومیم فإننی سأطلب من إسرائیل التوقف، وإذا کانت المسألة متعلقة بالمعتقلین فأنت تعلم أن الإفراج عنهم قد یسبب لک المتاعب."
باختصار، قضایا أمریکا مع إسرائیل کبیرة وإستراتیجیة وتحالفیة، وقضایاها معنا إلهائیة استدراجیة یمکن أن تحلها الأموال والمتع.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS