الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

قمة دمشق... المطلوب فلسطینیاً

 

قمة دمشق ستکون قمة فلسطینیة بامتیاز، الکلام السابق لوزیر الخارجیة السوری ولید المعلم کلام جمیل ومهم إلا أنه یحتاج إلى ترجمة أو حزمه من الأفعال لکی تتحول القمة إلى قمة فلسطین فعلاً لا قولاً , قیاساً إلى الواقع ثمة معضلات وملفات فلسطینیة عدیدة تکتیکیة واستراتیجیة ینبغی على القادة العرب حسمها یمکن إیجازها على النحو التالی:

 

أولاً: ثمة حصار مفروض على الشعب الفلسطینی خاصة فی قطاع غزة والحقیقة أن الأمر یتجاوز الحصار لیصل إلى حد التجویع والقتل البطیء لشعب بکامله، یجب اتخاذ قرارات جریئة وعملیة وضع آلیات للتنفیذ لکسر الحصار الذی لا تخفى إسرائیل أهدافه السیاسیة والأمنیة یمکن فی هذا الصدد العمل الجدی مع الأمم المتحدة  ووکالاتها المختلفة یمکن دعم الجهود والمصریة من أجل التهدئة کمدخل إلى الرفع الکلی للحصار غیر أن الأهم من ذلک الضغط الجدی على الولایات المتحدة على قاعدة أن لا یمکن قبول تجویع ومعاقبة شعب بکامله لتحقیق أهداف سیاسیة وأمنیة فبإمکان العرب الإشارة إلى أن ما جرى فی نهایة کانون ثانی ینایر للحدود مع مصر هو مقدمة أو تمهید للانفجار القادم فی حال لم یتم رفع الحصار وإلا فهذا الانفجار سیکون له تداعیات سلبیة هائلة لیس فقط على الأوضاع فی فلسطین بل مجمل المنطقة وتحدیداً على سیاسات والمصالح الأمریکیة.

 ثانیا ثمة انقسام سیاسی عمیق فی الساحة الفلسطینیة بین فتح وحماس وتحدیداً بین سلطة رام الله والرئیس محمود عباس وحکومة السید سلام فیاض وسلطة غزة أی حکومة حماس المقالة برئاسة السید إسماعیل هنیة، لا یمکن مقاربة أی ملف فلسطین بشکل جدی دون مقاربة هذا الامر وحسمه لصالح عودة الوحدة أو الوئام إلى الساحة الفلسطینیة، منذ حزیران یونیو الماضی وأحداثه، کان هناک جهود متواضعة ولکنه تراکمت بوضع فی النهایة بالمبادرة الیمنیة – صنعاء یجب لکن المبادرة والإعلان – وتشکیل لجنة مرعیة للمصالحة جدیة ولیس شکلیة تشرف على الحوار من أجل تنفیذ المبادرة ولیس فقط هدر الوقت والمماطلة، الجامعة والدول العربیة زاخرة بالکفاءات والشخصیات وخاصة المخضرمة آلت تنال احترام الشعب الفلسطینی وتلک مکانة اعتباریة کأنها من لعب دور مؤثر لجهة الصالحة الفلسطینیة یمکن إعطاء اللجنة الوقت الکافی لکن شرط أن تتوقف السجالات والتجاذبات الا فوراً وأن یتم العمل الهادئ من أجل وضع آلیات لتنفیذ المبادرة خاصة بما یتعلق بحکومة الوحدة الوطنیة وإعادة بناء الأجهزة الأمنیة والانتخابات المبکرة وخلال هذا الوقت یمکن دعم جهود القیادةالمصریة والرئاسة من أجل التهدئة لیس فقط بین إسرائیل والمقاومة ولکن بین الفلسطینیین انفسهم ولا یمکن تصور أن یکون هناک تنفیذ للمبادرة أو رفع الحصار دون تهدئة أو هدنة  تتیح تهئیة الأجواء والظروف المناسبة للخوض فی الملفات الحساسة والشائکة مثار ومحل الخلاف.

و ثالثا وفیما یتعلق بالملفات ذات الطابع الاستراتیجى ثمة دعم عربی لمسیرة أنابولیس وللمفاوضات الجاریة الآن بین الرئیس محمود عباس والحکومة الإسرائیلیة یجب الانتباه إلى أن المفاوضات مستمرة بشکل أو بأخر منذ ثمانیة عشر عشر عاماً تقریباً وأن السقف الزمنی أو التاریخ المستهدف للتوصل إلى اتفاق هو نهایة العام الحالی 2008 کما قال الرئیس جورج بوش راعى وعراب انابولیس الموتمر والمرحلة، الرئیس أبو مازن قال أنه سیعود إلى اخوانه العرب نهایة العام وخاصة فی حالة فشل المفاوضات لاتخاذ اللازم ولکى یبنى على الشىء مقتضاه ، على  العرب ألا یتخلوا عن مسولیاتهم ویعطوا الفرصة حتى القمة القادمة والتاکید للفلسطینیین انهم سیجدون المساندة والدعم عندما یستخلصوا العبرویبلورواالخیارات الملائمة للمرحلة القادمة تحدیداً لفشل عملیة التسویة والمفاوضات فی استرجاع کامل الحقوق الوطنیة.

 رابعا وفیما یتعلق بالاسترانتیجى ایضا قدم العرب مبادرة للسلام مع إسرائیل منذ عدة سنوات ردت علیها هذه الاخیرة بإعادة احتلال الضفة الغربیة واتخاذ قرار اغتیال الرئیس الشهید یاسر عرفات العام  ,الماضی جدد العرب خیاراتهم وقرروا تفعیل المبادرة بل وأرسلوا وفداً إلى إسرائیل للترویج لها، واضح بالطبع أن الخطوات الإسرائیلیة على الأرض خاصة فیما یتعلق بالقدس والمستوطنات تتجاهلالمبادرة وتتعامل معها باستخفاف وعدم احترام، ثمة تنبه الآن إلى الثغرات البنیویة الإستراتیجیة التى شابت تلک المبادرة لم یکن هناک جدول او سقف زمنى للتنفیذ ولم یکن هناک استعداد لبلورة البدائل فی حالة عدم التنفیذ تبدو قمة دمشق فی طریقها لإعادة تبنى المبادرة وشرط أن یکون ذلک لأخر مرة على أن تناقش القمة العربیة القادمة کیفیة الرد على السیاسات الإسرائیلیة وکذلک کیفیة دعم الفلسطینین فی مسعاهم لإنتزاع حقوقهم بعد فشل عملیة التسویة المفاوضات .     ثمة إیمان عمیق عند الشعب الفلسطینی بالعمل العربی المشترک  الجدی والبنّاء مع التشکیک فی الآلیات والاسالیب المتبعة غیر أن الواقع الفلسطینى وحتى العربى العربی یدفع باتجاه المراهنة عمل قیام العرب بمسولیاتهم ولو بالحد الأدنى دعم الشعب الفلسطینی فی مسعاه ومسیرته المتواصلة لأکثر من قرن تقریباً من أجل الحریة والاستقلال وتقریر المصیر.

( المقال لماجد عزام مدیر مرکز شرق المتوسط للدراسات والإعلام  )

ن/25


| رمز الموضوع: 142669







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)