السنیورة عمیل للموساد الاسرائیلی وشارک فی إغتیال الحریری
ونقل موقع "دبکا" العبری المعنی بالشئون الاستراتیجیة والامنیة عن المصادر قولها:" ان السنیورة عمیل للموساد الاسرائیلی منذ 34 عاما وتحدیداً مع بدایة عام 1974, عندما ألتقى مع أهارون غولدبرغ المقدم فی الموساد الاسرائیلی, کما تقول إن کلاهما أرسلا فرقة إغتیال فی فبرایر 2005 لتصفیة الحریری".
کما تؤکد الوثائق نجاح المخابرات الحربیة السوریة فی کشف اتصالات السنیورة مع الموساد بعد متابعة دقیقة لغولدبرغ, والذی خدم بالاستخبارات الاسرائیلیة فی الفترة من 1987-1989 وبعد انهى عمله الرسمی استمر فی اتصالاته الاستخباریة مع رئیس الوزراء اللبنانی, وکانت مهمة غولدبرغ والذی أستخدم جواز سفر فرنسی یحمل رقم 84/33455 تتمثل فی تجنید عملاء بلبنان وتدریبهم للتعاون مع الموساد الاسرائیلی.
ووفقا للوثائق التى کشفها "دبکا" فإن غولدبرغ التقى السنیورة أول مرة فی 1974 بجبل لبنان وتم تجنیده للموساد وتولى تدریبه, وبعدها بعامین خرج الاخیر من لبنان فی رحلة عمل کانت على مایبدو للیونان وتوجه من هناک الى اسرائیل حیث تم تدریبه على أجهزة إستخباراتیة متطورة جعلته أحد العملاء الهامین الذین لایوجد لهم نظیر فی العالم العربی, وفی عام 1977 عاد السنیورة لاسرائیل مرة اخرى لاستکمال التدریب الاستخباری ومن ذلک الحین وهو یلتقی بعملاء الموساد فی باریس ویسلمهم ما تم جمعه من معلومات ویتلقى منهم التعلیمات.
و تؤکد الوثائف أن غولدبرغ أعترف بتورطه فی إغتیال الحریری خلال لقاء جمعه بالبروفسیر إلیاهو بن سیمون للنظر فی الوضع اللبنانی, وحکى له الاول أنه کان ببیروت فی فبرایر 2005 وقت إغتیال الحریری وکان شخصیا معنی بتنفیذ العملیة حیث تولى مهمة إبلاغ القتلة بتوقیت وصول سیارة رئیس الوزراء الأسبق تحدیداً للموقع والوقت المثالی لتفجیر المفخخات الموضوعة تحت الارض لاصابة الهدف وضمان نجاح المهمة.
وتشیر الوثائق على قدرة الاول فی العمل بلبنان بحریة دون ممانعة مع مجموعة القتلة فی بیروت, وهذا یکمن فی علاقته بالسنیورة وکونه عمیلا ورغم قربه فی هذا الوقت بشدة من الحریری الا انه لم یمانع فی تصفیته للحصول على منصبه.
وفی نفس السیاق قال محللون إن تبریرات الحکومة اللبنانیة بوصفها حوادث اغتیال "جهاد جبریل والمهندس عیرانی، وحبیقة" بأنها مجرد أحداث عابرة تحصل فی أکثر البلاد أمنا واستقرارا، ولم یفد تصریح نائب الرئیس السوری عبدالحلیم خدام، ولا الشهادات الدولیة فی تصریح رئیس الإنتربول، والمبعوث الأوروبی، وظل المواطنون والمهتمون فی حال من الشک والریبة، بل أثارت السلطة شکوکا عندما لم یظهر علیها اهتمام جدی بالتعامل مع الأحداث الأمنیة، وعجزت عن کشف الملابسات والجهات المتورطة.
وبسبب طبیعة هذه العملیات ونجاحاتها البینة فی تضلیل التحقیق والأجهزة وتمویة الأعمال وعجز السلطات عن کشف خیوط جدیة یصبح القول بأن قرارا کبیرا قد اتخذ وبدأت عملیة تنفیذه قولا صحیحا, وجاء تصریح أحمد جبریل باتهام المخابرات الأردنیة بالتعاون مع المخابرات الإسرائیلیة والأمیرکیة فی عملیة إغتیال جهاد، وما قاله السید/ حسن نصر الله عن أدوار عملیة حاسمة کان یتولاها جبریل فی مساعدة الانتفاضة وإطلاق معتقلی حزب الله من السجون الأردنیة، بعد تأخیر غیر مبرر، لتشکل معادلات هامة وألغازا ربما تکون على علاقة بالأحداث الأمنیة الأخیرة وتضیف المزید من الاتهام والتساؤلات.
وتشیر حوادث الاغتیالات فی لبنان إلى أن الجهة التی نفذتها محترفة تملک تقنیات هامة، وحریة الحرکة والرصد والمتابعة والعمل فی شتى الظروف وفی أکثر المناطق خطورة أمنیا، وبازاء أکثر الأشخاص حرصا ومعرفة وتدریبا أمنیا، وبالتالی فهی متمکنة ولها شبکات آمنة، وقادرة على الضرب حیث ترغب وفی التوقیت السیاسی والأمنی الذی یناسبها وقد اتخذت قرار الشروع بالعمل المیدانی.
ویجمع أصحاب الخبرة والمعرفة الأمنیة والسیاسیة، أن تلک الأعمال تصنف فی خانة التأسیس لمرحلة أمنیة سیاسیة اجتماعیة مختلفة، فبالإضافة لاغتیال حبیقة وجبریل وعیرانی والغیاب المفاجئ والمثیر للنائب السابق جان غانم وهو الشخصیة الثانیة فی بنیة مجموعة حبیقة (حزب الوعد) قبل أیام من اغتیال حبیقة، وما أثیر حولها من روایات حول اقتحام مکتبه والسطو على الوثائق والعبث بمحتویاته، ومن ثم اغتیال الشخصیة الملتبسة والأساسیة فی مجموعة حبیقة الممول مایک نصار فی البرازیل، إلى وقوع عدد کبیر من عملیات السطو المسلح، فی الشمال والجنوب وبعض مناطق بیروت تجرؤ مجموعات من المطلوبین للسلطات الأمنیة والقضائیة على الاشتباک المسلح مع قوى الأمن، کلها على استهداف الأمن اللبنانی، من جهات منظمة تعرف ما ترید.
ویقول میخائیل معوض المحلل السیاسی اللبنانی أنه بسبب طبیعة هذه العملیات ونجاحاتها البینة فی تضلیل التحقیق والأجهزة وتمویة الأعمال وعجز السلطات حتى اللحظة عن کشف خیوط جدیة یصبح القول بأن قرارا کبیرا قد اتخذ وبدأت عملیة تنفیذه قولا صحیحا مدعما بالوقائع ویستند إلى قراءة الأوضاع والظروف والبیئة لاحتضان هذا النمط من الأعمال.
ویضیف:" مع تنشیط الإدارة الأمیرکیة وأجهزتها لعلاقاتها ومرتکزاتها فی لبنان بعد أن أعلن الرئیس جورج بوش الحرب على القوى الإرهابیة وأستهداف الدول والمنظمات المصنفة إرهابیاً والقیام بأعمال الاغتیالات والتصفیات وافتعال الحروب الأهلیة فیها، وفی سیاق التهدیدات والوعید الإسرائیلی المتکرر وعلى ألسنة جمیع القادة العسکریین والأمنیین والتلویح الدائم بمسؤولیة لبنان وسوریة عن أعمال المقاومة الإسلامیة التی تصاعدت فی الآونة الأخیرة وأثناء عملیة السور الواقی کل هذا یدلل على وجود بیئة مناسبة تم تحضیرها على مهل وبعمل متواتر وأسهمت فیها جهات متنوعة الأطیاف والمواقع تحت شعارات تخدم الجهود الإسرائیلیة الأمیرکیة التی بدأت عملیا منذ اتخذت إسرائیل قرار الانسحاب من الجنوب اللبنانی".
ویؤکد أن قرارا اتخذ فی أعلى المستویات المؤثرة للشروع بالعمل الأمنی فی الساحة اللبنانیة، والسعی لإعادتها ساحة صراع إقلیمی ودولی، ویشکل انعکاسات الصراع العربی الإسرائیلی والحاجة الإسرائیلیة وبعض العربیة لفتح جبهة جدیدة لتنفیس الاحتقانات والتفرغ لمهمة ترتیب الوضع الفلسطینی، وتصاعد الخلافات العربیة العربیة، واشتداد التناقضات بین القوى الإقلیمیة والدولیة عناصر هامة ومساعدة دافعة بقوة لاضطراب الأمن فی لبنان.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS