لماذا یاسیادة الرئیس
لماذا هذا الاصرار على رفضکم الحدیث مع حرکة المقاومة الاسلامیة (حماس) الا بعد التراجع عما فعلته فی غزة یوم 14/06/2007 , مما یعنی أنکم لستم راغبین فی المصالحة الوطنیة.
لماذا لاتصرون على عدم المشارکة فی محادثات عبثیة مع أولمرت مادامت حکومته ماضیة فی مصادرة الأراضی وبناء المستوطنات.
لماذا تسعون الى تشریع یمنع أی فلسطینی من ترشیح نفسه (ها) مالم یکن موافقا على الاتفاقات الموقعة والتی لم یبق منها سوى الاعتراف باسرائیل.
لماذا لم یوافق أصلا أفیغدور لیبرمان زعیم حزب اسرائیل بیتنا على الاتفاقات الموقعة مع الفلسطینیین ولکنه یتمتع فی (بلده) بحق التصویت والقتل بل ویصبح وزیرا , ویطالب باعدام النواب العرب فی الکنیست, وحینما یأتی وزیر أوروبی لزیارة اسرائیل فانه یسعى للقاء لیبرمان وتستاؤون من أی وزیر یلمح ولو من بعید بلقاء یجمعه مع أحد وزراء حکومة حماس التی أقلتموها مرضاة لأطراف أنتم تعرفونها أکثر منی.
لماذا یاسیادة الرئیس لاترفعون صوتکم مجلجلا لرفع الحصار عن غزة وتطرحون هذا الأمر بجدیة مع أصحاب الجلالة والسمو والفخامة وتقومون بزیارات خاصة لهذا الملف بدلا من الحدیث عن انجازات أنابولیس التی انحصرت بتشکیلکم لجان مفاوضات تلتقی, وتلتقی, وتلتقی, وتکون النتیجة جعجعة بلا طحن.
لماذا یاسیادة الرئیس تطیرون الى بقاع شتى فی هذا العالم, ولا یصل موکبکم الى دمشق, ولو من باب المجاملة, لبلد عشتم وترعرعتم وعملتم فیه أعمالا شتى, فضلا عن أنه یؤوی نصف ملیون فلسطینی یتمتعون بکل الحقوق والواجبات التی یتمتع بها مواطنو سوریة حتى أنهم شکلوا ثقلا لایستهان به فی الحیاة الآقتصادیة لهذا البلد الشقیق.
لماذا تعملون بکد وجهد متمیزین لعقد المجلس الوطنی المنتهیة صلاحیته , وبقرار من لجنة تنفیذیة تفتقد الشرعیة وتدیرون ظهورکم للآلاف من المناضلین الذین قدموا فلذات أکبادهم فداءا للوطن ولا یزالون على العهد الذی قطعوه على أنفسهم بالثبات على الموقف والحفاظ على ثوابت الشهید أبوعمار. بل ویسعون للتلاقی معکم ویمدون لکم الأیدی وعلى رأسهم المناضل المخضرم بهجت أبوغربیة.
لماذا یاسیادة الرئیس لاتستفیدون من التجربة اللبنانیة, وتبدؤون التحقیق فی اغتیال القائد الراحل یاسرعرفات, وهل یوجد فی حکومتکم من لدیه الجرأة الأدبیة للاطلاع بهذه المهمة . ألیس من الأجدى تشکیل لجنة تحمل على عاتقها هذه المهمة النبیلة بدلا من تشکیل لجان مفاوضات عبثیة.
کیف یمکن لنا نحن الفلسطینیین الذین لانملک الدواء لمعالجة مرضانا فی غزة , ولا الأکفان لدفن قتلانا وشهدائنا الذین ترفض بعض الفضائیات اطلاق کلمة شهید بحقهم, کیف لنا أن نثق أو نعتز برئیس وزرائک الذی وصف الیوم الذی قتل فیه المناضلون الفلسطینیون جندیین اسرائیلیین بأنه یوم حزین للشعبین الاسرائیلی والفلسطینی. أیة کبریاء ترک لنا سلام فیاض؟
کیف یمکن لرئیس الوزراء هذا الذی تشکل کتلته فی المجلس التشریعی عضوین اثنین, کیف یمکن له القول عن معبر رفح (لاأحد یملک الحق بالتدخل فی معبر رفح وتحدیدا حرکة حماس) فی حین أن هذه الحرکة لها 74 عضوا فی المجلس المذکور ؟ أی دیمقراطیة هذه التی یعبر عنها رئیس وزرائک.
لماذا تقبل العرض الذی تقدم به رئیس وزرائک, والقاضی بتسلیم مبلغ من المال لکل من یسلم سلاحه من مناضلی کتائب شهداء الأقصى, أو کل من یحمل السلاح لمقاومة الاحتلال. رحم الله أبا عمار.
لماذا یقدم وزیر اعلامک, والذی یحمل أیضا حقیبة الخارجیة, معلومات أمنیة لاسرائیل عندما حشر أربعة الاف فلسطینی على المعبر صیف العام المنصرم بین مصر وغزة, حیث أعلن للملأ وأمام حشد من الصحفیین أن بین هؤلاء العائدین الى غزة والمحشورین فی المعبر 77 متشدد اسلامی ومعهم سیدتان متشددتان وجمیعهم تلقوا تدریبات على السلاح فی ایران وسوریة. هذا ماقاله بالضبط ریاض المالکی الذی تطاول بعد اتفاق أوسلو على القائد الرمز أبو عمار , وقال : على یاسرعرفات ان یقدم طلب لجوء الى اسرائیل لأنه وقع الاتفاق.
وأخیرا, لماذا یاسیادة الرئیس اتهمت حماس فی مقابلتک مع صحیفة الحیاة بأنها هی التی ساعدت القاعدة للتواجد فی غزة. وأنا لاأملک معلومات مثل تلک التی تتوفر لک, ولکنی لاأجد تفسیرا آخر لاتهامک هذا سوى تحریض الأعداء على محاربة حماس (للقضاء على القاعدة فی غزة). ولوافترضنا جدلا أن هذا الاتهام صحیح, ألا ترون معی یاسیادة الرئیس بأن تصریحکم هذا هو خطأ تکتیکی سوف یعطی غطاءا لاسرائیل لمحاربة (القاعدة فی غزة) , والحقیقة هی محاربة شعبک الذی صوت لک کی تصبح رئیسا؟ ألا یکفی غزة المنکوبة هذا الدمار والقتل الیومی لخیرة أبنائها من شهداء الأقصى وسرایا القدس وأبی علی مصطفى والقسام وألویة صلاح الدین؟
لماذا؟
( المقال استلمته وکالة قدسنا من للسفیر الفلسطینی السابق عمر صبری کتمتو )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS