الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الاردن یعارض الحماقات الامریکیة

 

یزداد شعور الأردن بالخطر جراء ما یبدو تسارعا فی العد التنازلی الأمیرکی لشن عدوان عسکری جدید على ایران هذه المرة، قد یشمل سوریا..!

ویتحدث مسؤولون اردنیون فی مجالسهم الخاصة والمغلقة عن ذلک بلغة لا ینقصها الوضوح.

ملخص هذه المخاوف یتمثل فی أن ضربة عسکریة امیرکیة لإیران ستؤدی لا محالة إلى تحول ولاءات التنظیمات الشیعیة الحاکمة فی العراق الآن مرة أخرى نحو طهران، بعد أن مالت نحو واشنطن منذ نجاح قواتها فی احتلال العراق.

ما یخیف الأردن أساسا هو التطورات اللاحقة على الضربة العسکریة الأمیرکیة لإیران، لا امتلاک ایران لقنبلة نوویة.

فالأردن یرى أن الضربة العسکریة الأمیرکیة لإیران لن تکون شاملة، ولن تؤدی إلى احتلال إیران، وذلک لجملة أسباب:

الأول: عدم امتلاک امیرکا قوات عسکریة کافیة لإحتلال ایران. فأمیرکا لا تستطیع فی الوقت الحالی زیادة حجم قواتها فی العراق، وأفغانستان، فما بالک ارسال قوات تحتل ایران، فضلا عن البقاء فیها..!

الثانی: احتلال ایران ـ إن حدث ـ یعنی مواجهة:

1. مقاومة ایرانیة شرسة و واسعة النطاق على اتساع الأراضی الإیرانیة. مع ضرورة الأخذ بعین الإعتبار أن مساحة ایران تساوی أکثر من ثلاثة أضعاف مساحة العراق، وکذلک یقارب عدد سکان ایران ثلاث امثال سکان العراق، خاصة إذا أخذنا بالإعتبار وجود أکثر من خمسة ملایین عراقی خارج بلادهم.

2. تصعید المقاومة العراقیة على نحو غیر مسبوق، خاصة وأن المیلیشیات الشیعیة ـ فی غالبیتها الساحقة ـ ستدخل المیدان فی هذه المرة.

3. وذلک إلى جانب تصاعد مقاومة حرکة طالبان فی افغانستان.

الثالث: ارتفاع حجم المدیونیة الأمیرکیة الخارجیة والداخلیة إلى أکثر من ترلیار دولار، بعد أن نجحت ادارة الرئیس السابق بیل کلینتون فی معالجة الإختلالات الإقتصادیة التی خلفها عهد بوش الأب، وتسدید الدیون التی تسبب بها ذلک العهد.

رابعا: عدم معقولیة أن یتسبب بوش الإبن فی إلحاق هزیمة عسکریة عاجلة بأمیرکا، وهی على أبواب الإنتخابات الرئاسیة والنصفیة البرلمانیة المقبلة نهایة العام الحالی، لأن فی ذلک ضمانة أکیدة بحصاد حزبه الجمهوری لنتائج هذه الهزیمة.

الضربة العسکریة الأمیرکیة لإیران ـ إن تقررت بشکل نهائی ـ ستکون إذا ضربة جویة وصاروخیة.

نتائج هذه الضربة، یلتقی الأردن مع السعودیة ودول خلیجیة أخرى، على أنها ستتمثل فیما یلی:

أولا: توجیه ضربات صاروخیة وجویة ایرانیة لأهداف استراتیجیة فی بلدان الخلیج الفارسی (آبار النفط، الموانئ والمطارات والقواعد العسکریة، وناقلات النفط).

ثانیا: إغلاق ایران لمضیق هرمز، الذی تشرف اراضیها على ساحله الشمالی، فیما تشرف دولة الإمارات على ساحله الجنوبی بهدف وقف صادرات النفط الخلیجی..علما أن عرض میاه المضیق الصالحة للملاحة لا تتجاوز الکیلو متر الواحد. ما یعنی قدرة ایران على إغلاق الملاحة فی المضیق بواسطة قصف مدفعی من داخل الأراضی الإیرانیة.

ثالثا: ارتفاع اسعار النفط عالمیا على نحو یتهدد الأردن استراتیجیا بشکل غیر مسبوق، وعلى نحو لا یستطیع انبوب النفط السعودی الممتد من شرق السعودیة إلى البحر الأحمر على تغطیة فارق طلب السوق.

رابعا: شیوع حالة من الفلتان الأمنی فی غرب وجنوب العراق تتهدد أمن الأردن وجمیع الدول الخلیجیة، التی ستشهد فی هذه الحالة، وفقا لرؤیة  الملک عبدالله بن عبدالعزیز، حربا طائفیة مدمرة قد تمتد إلى مئة عام..!

فیما یتعلق بالأردن على وجه التحدید، فإنه ما زال یعانی من نتائج احتلال العراق حیث کان ثانی دولة بعد العراق نفسه تضرر من هذا الإحتلال. وقد تمثلت الأضرار التی لحقت بالأردن فیما یلی:

أولا: تهدید الأمن الأردنی، وقد تجلى ذلک فی استهدافه من قبل التنظیمات الأصولیة التی نجحت فی تفجیر ثلاثة فنادق وقتل أکثر من ستین مواطنا اردنیا وغیر اردنی، وإطلاق صواریخ على أهداف فی مدینة العقبة حیث المنطقة الإقتصادیة الخاصة.

ثانیا: خسارة المنحة النفطیة العراقیة المجانیة التی کانت تقدر بنصف فاتورته النفطیة، وحصوله على النصف الآخر بأسعار تفضیلیة.

ثالثا: اضطراره لاستقبال اعداد کبیرة من اللاجئین العراقیین یترواح عددهم بین النصف والثلاثة ارباع الملیون نسمة.

کل هذا تعرض له الأردن بسبب الإحتلال الأمیرکی للعراق، وفی وقت تتواجد فیه القوات الأمیرکیة المحتلة فی العراق، فکیف إذا اضطرت واشنطن تحت وطأة حماقتها الجدیدة فی ایران لسحب قواتها فجأة من العراق ومن کل المنطقة..؟!

فی هذه الحالة سیجد الأردن أن أمنه واستقراره باتا فی مهب الریح..!!

سیجد الأردن نفسه مضطرا للتعامل ابتداء مع القفزة الجدیدة لأسعار النفط عالمیا. وسیجد نفسه جارا لحالة غیر مسبوقة من الفلتان الأمنی..! وسیجد نفسه بلدا مستوردا للفلتان الأمنی ما دام جاره العراقی سیعمل على تصدیر هذا الفلتان على نحو غیر مسبوق.

فکیف إذا شملت الحماقة الأمیرکیة سوریا إلى جانب ایران..؟!!

وکیف کذلک إذا شارکت اسرائیل فی الحماقة الأمیرکیة، ما دامت اسرائیل ومحافظیها الجدد فی واشنطن هم الذین یدیرون السیاسة الأمیرکیة فی الوقت الراهن، مستهدفة لبنان ومقاومته الشعبیة ممثلة فی حزب الله..؟!!!

بالطبع یجب عدم اغفال تعنت اسرائیل فی مفاوضاتها مع الرئیس الفلسطینی محمود عباس، وإبقاء المسار الفسلطینی قنبلة موقوتة تتهدد أمن کل المنطقة.

فی هذه الحالة سیواجه الأردن اخطارا تمس أمنه الإستراتیجی بکل معنى الکلمة.

لذا؛ فإن الأردن یعمل منذ الآن على وضع خطة تحرک استراتیجیة هدفها الأساس الحفاظ على أمنه واستقراره، والحیلولة دون أن تتهدده الأخطار المحدقة به.

وتتمثل ملامح هذه الخطة فی:

أولا: نسج تحالفات مع قوى عشائریة عراقیة، خصوصا فی غرب العراق، کی تتولى المشارکة فی حمایة الأمن الأردنی من الغرب.

ثانیا: رفض الموافقة على توجیه ضربة عسکریة امیرکیة لإیران..ما دامت کل هذه الأخطار ستترتب على مثل هذه الضربة. وبالطبع عدم المشارکة فی أی جهد عسکری أو لوجستی لغایة الإعتداء على ایران.

ثالثا: فتح حوار استراتیجی مع ایران وسوریا. وهذا ما یفسر الزیارة التی قام بها الدکتور باسم عوض الله رئیس الدیوان الملکی الأردنی لدمشق خلال الیوم الأول للقمة العربیة الأخیرة، ونقله رسالة من العاهل الأردنی الملک عبدالله الثانی للرئیس السوری بشار الأسد، الذی استقبله فی قصر المؤتمرات، غیر بعید عن قاعة اجتماع الزعماء العرب، فی وقت اضطر الأردن فیه إلى خفض مستوى تمثیله فی القمة إلى مستوى ممثله لدى جامعة الدول العربیة.

خفض مستوى تمثیل الأردن فی قمة دمشق کان تماهیا مع الضغوط السعودیة لا الأمیرکیة، ولحسابات نفطیة فی المقام الأول، تأخذ فی اعتبارها کل ما سبق..!

ولهذا، تؤکد المصادر أن عمان التی سبق لها تجربة الوعود الأمیرکیة، لا یمکن أن توافق فی هذه المرة على تکرار الخطأ الذی ارتکبته عام 2003، حین وافقت تحت وطأة ضغوط امیرکیة لم تتمکن من تحملها فی حینه، على نشر خمسة آلاف جندی امیرکی فی اراضیها الشرقیة المحاذیة لغرب العراق، والمشارکة فی المجهود الحربی الأمیرکی الهادف إلى احتلال العراق، مقابل وعد امیرکی بأن یصبح العراق نموذجا دیمقراطیا، وأن یحصل الأردن على مبلغ سبعمائة ملیون دولار تعویضا عن خسائره النفطیة من العراق، دون أن یدری أن عراق الإحتلال سیوقف المساعدات النفطیة عنه، وأن هذه المساعدة الأمیرکیة لا تساوی شیئا مقارنة بالمساعدات السخیة التی کان یتلقاها من عراق صدام حسین..!

الأردن لیس وحده الذی بات یفکر بضرورة اقامة نظام أمنی اقلیمی، ولهذا وجدنا السعودیة تتماهى مع الحکمة القطریة التی تجلت مؤخرا فی دعوة الرئیس الإیرانی احمدی نجاد للمشارکة فی أعمال القمة الخلیجیة فی الدوحة. ولهذا أیضا یتم تسریب معلومات تفید أن الأردن یدرس امکانیة تعزیز علاقاته مع کل من سوریا وإیران، وربما کذلک صقور الإخوان المسلمین و"حماس".

وتؤکد المصادر أنه بالنسبة لبلد مثل الأردن، فإن الخیار الأفضل فی کل الأحوال هو الإستناد إلى نظام أمنی اقلیمی وعربی یعکس مصالح اطرافه المباشرة، دون ورطات تتمثل فی الإستجابة لضغوط الحماقة الأمیرکیة من جدید..!

ن/25


| رمز الموضوع: 142747







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)