خریطة زائفة لإسرائیل الکبرى تثیر جدلا بین أکادیمی أمریکا

یدور جدل حاد الآن فی إحدى الجامعات الأمریکیة بسبب قیام مرکز تابع للجامعة بتوزیع برنامج یحتفل بالذکرى الستین لتأسیس الیهود دولتهم فی فلسطین یحتوی على خریطة لإسرائیل تشمل الضفة الغربیة وغزة ومرتفعات الجولان والقدس وباقی الأراضی العربیة المحتلة على أنها جزء معترف به من دولة إسرائیل.

حیث أرسل مؤخرا "مرکزغرینبرغ للدراسات الیهودیة" التابع لجامعة هارتفورد بولایة کنیتیکت جدول الأحداث الخاص به لدراسات فصل ربیع 2008 بعنوان "الاحتفال بالذکرى 60 لدولة إسرائیل".

حیث أطلعت وکالة أنباء " أمریکا إن أرابیک "  (  AmericaInArabic  )  فی واشنطن على الصفحة 5 من النشرة الإعلانیة للمرکز واسمها " فصل دراسی صیفی عن إسرائیل" تم وضع ضمنه خریطة لإسرائیل تدمج الضفة الغربیة وغزة ومرتفعات الجولان والقدس المحتلة.

وقد قام مدرسون وأعضاء أکادیمیون من خارج وداخل جامع هارتفورد بالتعبیر عن غضبهم تجاه هذه الخریطة وصمت إدارة الجامعة عنها وعرضها على الآلاف من الطلاب بدون أیة إشارة إلى احتلال إسرائیل لهذه الأرض.

هذا وتلقت وکالة أنباء " أمریکا إن أرابیک " رسالة من روبرت لانغ، أستاذ السینما بجامعة هارتفور، یعبر فیها عن احتجاجه الشدید على الخریطة ومطالبته لأکادیمی العالم بالتحرک من أجل تغییرها قال فیها :"أننا نظهر بصورة وقحة وکأننا قاعدة نشیطة للوبی الإسرائیلی عن طریق السماح لقسم داخل کلیة العلوم والآداب فی الجامعة باللجوء إلى أسالیب هی دعایة واضحة."

وأضاف لانغ، الذی یدرس فی هذا الفصل الدراسی" السینما الإسرائیلیة" قائلا: "نشر خریطة زائفة لإسرائیل فی مثل هذه النشرة الإعلانیة، غیر مقبول، باعتبار أنّ هذه الحدود المتنازع علیها هی أصل النزاع الذی خلقته إسرائیل فی المقام الأول".

وقال لانج فی رسالته التی بحوزة وکالة أنباء أمریکا إن أرابیک انه بمناسبة الذکرى الستین لإعلان الیهود قیام دولتهم فی فلسطین "فإن العدید من العیون حتما ستکون مرکّزة على ما تفعله الجامعات الأمریکیة هذه السنة لإحیاء الذکرى."

یذکر أن أکادیمیین أمریکیین قالوا لوکالة أنباء أمریکا إن أرابیک إن هذه الخریطة أصبحت کذلک مثار جدل فی أوروبا خاصة فی فرنسا وألمانیا وأنهم تلقوا العدید من رسائل التندید من بعض جامعات أوروبا.

وقال "المکتب البریطانی لحملة تضامن فلسطین" فی بیان صحفی تلقت وکالة أنباء أمریکا إن أرابیک نسخة منه أنه سینشر رسالة لانغ التی لفتت الانتباه للخریطة فی جامعات بریطانیا وفرنسا وفی ألمانیا.

وقال المکتب البریطانی انه وجه کلمة إلى جامعة هارتفورد الأمریکیة جاء فیها:" إن إبقاء هذه الخریطة على موقعکم یتناقض مع الأخلاق الأکادیمیة".

وأضاف:"من المهم لنا أن نعلم أنکم لا توافقون على المعلومات الزائفة بشأن حدود دولة عضو فی الأمم المتحدة، وهی الحدود التی لم تعلنها الدولة نفسها حتى الآن حدودا رسمیة لها. لا شیء یعطی الحق لمرکز موریس جرینبرج للدراسات الیهودیة لتزییف خرائط البلدان بشکل متعمد، ولا لأیّ بلد، وصمتکم حول هذا الأمر یمکن أن یُنتج ضرر کبیر لصورة مؤسستکم".

وقال المکتب: "یحتاج العالم لأکادیمیین شرفاء یتجاسرون من أجل الحدیث، ویستعملون شجاعتهم ولا یصمتوا أبدا لأی سبب."

م/ن/25