وسط شکوک عمیقة حول المستقبل ، الکیان الصهیونی یبدأ مراسیم ذکرى اغتصاب فلسطین

بدأ الکیان الصهیونی  اعتباراًَ من لیل الأربعاء أسبوع الاحتفال بالذکرى الستین لاغتصاب فلسطین ، حیث من المتوقع أن یشهد مجموعة من الأحداث ومع ذلک الانقسام السیاسی الداخلی حاد للغایة، ورئیس الحکومة، أیهود أولمرت، مطوّق بالدعاوى القضائیة، فی حین یبرز الحضور الواضح للمخاطر الأمنیة التی تضفی غموضاً على مستقبل الدولة وقدرتها على مواصلة "الردع الاستراتیجی" الذی کان عاملاً حاسماً فی قیامها، کما یضیق أفق السلام مع الفلسطینیین وینعکس هذا بإقفال تام للضفة الغربیة وقطاع غزة.

وتشیر التقاریر الواردة من أوساط إسرائیلیة مطلعة إلى أن القضایا الجنائیة التی تطوّق حالیاً عنق رئیس الوزراء، أیهود أولمرت، ترخی ظلالاً من الشک حول مستقبله السیاسی وقدرته، لیس فقط على الاستمرار فی قیادة الحکومة الحالیة، بل مواصلة عملیة السلام المزعومة مع السلطة الفلسطینیة، والتی قد تتطلب تنازلات تحتاج إلى زعیم قوی لإقرارها.

هذا فی الوقت الذی أعلن فیه الکیان رفع مستوى التأهب الأمنی خشیة التعرض لهجمات دامیة فی أسبوع الاحتفالات التی ستبلغ ذروتها فی 15 من الشهر الجاری، وحظرت تل أبیب دخول الفلسطینیین من قطاع غزة والضفة الغربیة إلیها خشیة تسلل ناشطین من المقاومة الفلسطینیة  لتنفیذ هجمات.

ومن المقرر أن تقیم إسرائیل احتفالاً رسمیاً فی المناسبة بمدینة القدس، سیحضره الرئیس الأمریکی، جورج بوش، ورئیس الوزراء البریطانی السابق وموفد الرباعیة الدولیة إلى الشرق الأوسط، تونی بلیر، و وزیر الخارجیة الأمریکی الأسبق، هنری کسنجر، وآخر الرؤوساء السوفیت، میخائیل غورباتشوف وفقاً لأسوشیتد برس..

وبموازاة المخاطر الداخلیة فی إسرائیل، مع استمرار التوتر فی غزة وإشکالیة الهویة التی یعیشها "عرب إسرائیل" ( حسبما یسمیه البعض ) الذین یشکلون خُمس السکان فی البلاد، تبرز المخاطر الخارجیة أکثر من أی وقت مضى.

فقد تعرضت الکیان الصهیونی  قبل عامین لضربات موجعة فی جبهاتها الداخلیة مع تساقط صواریخ حزب الله اللبنانی علیه خلال مواجهات صیف عام 2006.

ومع دخول إسرائیل العقد السادس من عمرها، یدخل صراعها مع العرب العقد السادس من عمره أیضاً، وخلال تلک الفترة لم تنجح إسرائیل فی إنجاز السلام سوى مع الأردن ومصر، فی حین تستمر حالة عدم الاستقرار بینها وبین الفلسطینیین مع توتر فی غزة التی تسیطر علیها حرکة حماس، وجمود للعملیة السیاسیة مع السلطة فی الضفة الغربیة التی تتواصل فیها عملیات الاستیطان.

و على الجبهة اللبنانیة، فیبدو خطر وقوع مواجهة جدیدة أمراً محتملاً مع التهدیدات المتبادلة والتوتر المتصاعد، فی حین تظل الجبهة السوریة "الأهدأ" بالنسبة لإسرائیل التی زادت دمشق موقف أولمرت حرجاً بکشفها عن خطوط تواصل دبلوماسی معه وعن تعهدات قدمها بالانسحاب من الجولان مقابل السلام.

الجدیر ذکره أن الفلسطینیین سیحیون بدورهم ذکرى النکبة الفلسطینیة بفعالیات خاصة، تهدف إلى التذکیر بـ"النکبة" التی أصابتهم عام 1948، والتی أفقدتهم أرضهم و وطنهم وحولت الملایین منهم إلى لاجئین داخل إسرائیل وخارجها.

ص/ن/25