الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

السیاسة الخارجیة السعودیة والازمة اللبنانیة

 

ربما لیس هناک سیاسة خارجیة، خصوصا فی ما یتعلق بقضایا الشرق الاوسط، یلفها الغموض، وتتعدد وجوه تفسیرها کتلک التی تمارسها الدولة السعودیة.

ویصعب الجزم بأی من تلک الوجوه، واعتباره تفسیرا کافیا لدبلوماسیة الریاض علی اربعة أصعدة: الخلیج ( الفارسی ) ، الدول العربیة، الدول الاسلامیة والعالم. فلکل من مواقفها وسیاساتها تفسیرات عدیدة، اما لانها مطاطة، او انها تبدو متناقضة مع الافتراضات الاولیة التی لدی المراقب، او لانها متلونة بألوان البیئة السیاسیة القائمة. ویمکن طرح عدد من القضایا المهمة التی تبدو السیاسة السعودیة ازاءها لغزا غامضا. فالمواقف السعودیة مما یجری فی لبنان فی الاعوام الاخیرة ما یزال یکتنفه الغموض، وکذلک سیاساتها ازاء العراق، وایران، وفلسطین. ویصعب الجزم باتجاه تلک السیاسة بشکل قاطع. ومن هنا تتداخل التفسیرات والتأویلات، وتتعدد النظرات لتزید الغموض غموضا، ولتجعل تصرفات الری اض أغرب من الخیال احیانا. فمثلا هل هی مع زیادة الانتاج النفطی للسیطرة علی الاسعار ام ضدها؟ فوزیر النفط السعودی یصرح الاسبوع الماضی ان العرض والطلب الیوم فی حالة توازن، فما الذی على السعودیة ان تفعله لاقناع اولئک الذین یتساءلون عن ممارساتنا النفطیة وسیاساتنا؟ ملمحا الى عدم استعداد بلاده للاستجابة لطلب الرئیس جورج بوش زیادة الانتاج. بینما أبلغت الریاض الرئیس الامریکی خلال زیارته الاخیرة بانها رفعت معدلات الانتاج الى اعلى مستوى منذ عامین، وانها اضافت 300 الف برمیل یومیا لانتاجها الذی یتجاوز عشرة ملایین برمیل یومیا. فالایحاء بان السعودیة لم تستجب للطلب الامریکی لا تصدقه الارقام التی اعلنها وزیر النفط نفسه للصحافیین. والواضح ان السعودیة لا تمتلک طاقة انتاجیة اوسع، والا لما ترددت فی رفع الانتاج.

على الصعید الخلیجی، لا یبدو ان السیاسة السعودیة واضحة تماما، او مقبولة، لدى زعماء الدول الاعضاء بمجلس التعاون لدول الخلیج ( الفارسی )العربیة، برغم ما یبدو من وئام خارجی. فقد کانت تأمل ان یکون المجلس ذراعها السیاسی الضاربة فی المنطقة ومع العالم، ولکن تجربة ربع قرن من العمل المشترک تؤکد ان العلاقات الیوم بین الریاض وجاراتها الخلیجیات لیست فی أفضل حال. فهی متوترة الى حد ما مع دولة الامارات العربیة بسبب الخلاف الحدودی خصوصا ازاء حقل الشیبة على الحدود المشترکة بین السعودیة وعمان والامارات. کما ان السعودیة غیر مرتاحة لبناء جسر یربط بین الامارات وقطر ویمر فی ما تعتبره السعودیة میاهها الاقلیمیة. وازدادت حدة التوتر بعد قرار الامارات توقیع اتفاقیة التجارة الحرة مع الولایات المتحدة قبل عامین. وثمة ازمة غیر معلنة فی العلاقات بین السعودیة والکویت بسبب رفض السعودیة ترسیم الجرف القاری، بالاضافة الى سیطرتها على جزیرة قاروه التابعة للکویت، منذ ازمة الاجتیاح العراقی للکویت فی 1990. وثمة ازمة صامتة مع قطر، بسبب النزعة القطریة للاستقلال فی القرار السیاسی الخارجی عن السعودیة.

وجاء دور الدوحة مؤخرا فی التوسط بین الفرقاء اللبنانیین واستضافة المفاوضات الشائکة بینهم، لتزید من الامتعاض السعودی غیر المعلن. ولیس مستبعدا ان یؤدی ذلک الى تصاعد حدة الخلافات بین البلدین الجارین، خصوصا ان السعودیة تشعر انها هی الخاسر الاکبر من الاتفاق بسبب موقفها المعلن مع طرف لبنانی ضد آخر. فما أفق الدور السعودی فی مجلس التعاون الخلیجی الذی تأسس فی 1981 واعتبرته السعودیة أداة لدعم سیاساتها الاقلیمیة وتقویة مواقفها الدولیة؟ فهل هی مع القرار الخلیجی المشترک على قدم المساواة مع الآخرین؟ ام تصر على دور قیادی یحجم الادوار الاخرى ویجعلها تابعة لسیاسات الریاض؟ هل هی مع منظور خلیجی شامل للعلاقات الاقلیمیة مع ایران والعراق، وسیاسات موحدة حول نمط التطویر السیاسی الداخلی، ام ستظل معارضة للانفتاح وتطویر نظام الحکم بما یتناسب مع روح العصر؟ هل الریاض مع استراتیجیة عسکریة موحدة، ام مع الابقاء على ما بقی من قوات درع الجزیرة التی تتخذ من حفر الباطن مقرا لها؟ هل تبقی محایدة ازاء اسالیب الاستخلاف فی دول الخلیج ( الفارسی ) الاخرى ، ام تسعی للتدخل السافر کما فعلت مع قطر، وکما حاولت مع الکویت قبل عامین؟

على الصعید العربی، لا تقل السیاسة السعودیة غموضا، واثارة للجدل. ففی العراق، کان الموقف السعودی من اکثر المواقف غموضا. فهی ضد التغییر السیاسی، ولکنها لم تجرؤ على مواجهة الاحتلال الامریکی، وبدلا من مواجهته، سعت لاستغلال الوضع بدفع العناصر المهیأة للقتال لمغادرة اراضیها والتوجه الی العراق، وبدلا من توحید الموقف ضد الاحتلال، تحول بعض قطاعات المقاومة بقدرة قادر الى حرکة ذات بعد مذهبی، وأدخلت العراق فی دوامة من العنف، الامر الذی نجم عنه تطوران خطیران: وضع العراق على حافة حرب طائفیة مذهبیة کانت ستأتی على الاخضر والیابس، وثانیهما، اعادة صیاغة مواقف العناصر المقاومة بشکل اضعف مشروع المقاومة ضد الاحتلال، وتحول الى حالة اقتتال داخلی بین مکونات الشعب العراقی: فکانت حربا سنیة ذ شیعیة، ثم تحولت الی مواجهات سنیة ـ سنیة، وشیعیة ـ شیعیة. وبقیت قوات الاحتلال تتفرج على الوضع عن کثب، غیر خائفة او وجلة من تصاعد العنف الذی اصبح أقل استهدافا لقوات الاحتلال وأکثر ترکیزا على تصفیة الحسابات على أسس عرقیة ومذهبیة وطائفیة. ان التصدی لکافة اشکال الوجود الاجنبی على الاراضی العربیة والاسلامیة أمر لیس مشروعا فحسب، بل مطلوبا کخیار وطنی وقومی واسلامی. ولطالما صدرت فتاوی من علماء السعودیة تبیح استقدام القوات الاجنبیة لمحاربة العراق خلال أزمة الکویت. تلک الفتاوی أسست لحضور عسکری مکثف من قبل القوات الاجنبیة فی المنطقة لم یعهد من قبل، وساهمت فی توسیع هیمنة الولایات المتحدة علی وجه الخصوص علی المنطقة وشؤونها. ولیس الوجود العسکری الاجنبی فی العراق الیوم الا امتدادا لذلک الوجود الذی حظی بمبارکة شرعیة من قبل علماء السعودیة لتبریر الحرب المدمرة قبل سبعة عشر عاما.

وینسجم الموقف السعودی فی فلسطین مع السیاسات العامة للمملکة. فقد وقفت حکومة الریاض مع زعامة محمود عباس ضد حکومة حماس المنتخبة، وشجبت اجراءات حماس العام الماضی، وطرحت فی قمة بیروت فی العام 2002 ما أسمته المبادرة العربیة، لشرعنة الاعتراف بالکیان الاسرائیلی . صحیح انها رعت اتفاق مکة بین الطرفین (حماس والسلطة الفلسطینیة) فی الثامن من شباط/ فبرایر 2007 ولکنها تسعی باستمرار لتهیئة الظروف لموقف خلیجی یتصالح مع اسرائیل رسمیا. وقد عقد مسؤولون سعودیون، على رأسهم السفیر السعودی السابق فی واشنطن، بندر بن سلطان، لقاءات مع مسؤولین اسرائیلیین ویهود مرات عدیدة، واصبح هناک منحى سعودی لتخفیف بؤر التوتر مع الکیان الاسرائیلی لتسهیل مهمة التطبیع مع ذلک الکیان لاحقا.

السعودیة هی التی سعت لتدویل قضیة لبنان، بعد ان دعمت الموقفین الامریکی والاسرائیلی ضد الوجود السوری. وفی حرب تموز/ یولیو 2006، وقفت مع مصر والأردن ضد المقاومة الاسلامیة اللبنانیة، وسعت لاحداث شرخ فی الموقفین اللبنانی والعربی، وحمَلت المملکة العربیة السعودیة المقاومة على لسان بعض المسؤولین فیها، بأنها تورط لبنان فی أسمته مغامرة غیر محسوبة ، بینما انتقدت مصر ما أسمته عدم التنسیق بین المقاومة والحکومة اللبنانیة"، فی ما یبدو أنه محاولة لتعریة المقاومة داخلیاً وکشفها عربیاً، وإعطاء ضوء أخضر ضمنی لبدء الحملة الإسرائیلیة على لبنان، أو علی الأقل تأمین تغطیة سیاسیة کافیة لضرب المقاومة وشن العدوان على لبنان. وفی مؤتمره الصحافی بالریاض فی 12 ایار/ مایو هاجم الامیر سعود الفیصل، وزیر الخارجیة السعودی، ایران، واعتبرها مصدر تهدید لامن لبنان، وانذرها من ردة فعل عربیة ضدها. وکان واضحا ان موقف کل من السعودیة ومصر على وجه الخصوص، مع الدعوة لنزع سلاح المقاومة ضد الاحتلال الاسرائیلی، وداعما لحکومة السنیورة ومجموعة 14 آذار. هذا الموقف اعاد للاذهان موقف البلدین ابان حرب تموز، عندما وجها سهامهما لـ حزب الله فی الحرب التی شنتها قوات الاحتلال الاسرائیلیة ضد لبنان. ولم یعد سرا القول بان السعودیة تلجأ لاثارة البعد الطائفی حالما تدرک ان مصالحها ونفوذها فی خطر. فاثارة هذا البعد من شأنه تجاوز الحقائق واحداث حالة استقطاب لیس على اسس عقلانیة ومبدئیة، بل على خطوط التماس المذهبی المقیت. فان من أسهل الامور اثارة النعرات المذهبیة والدینیة ایضا، وهی اکثر خطرا من الخلافات السیاسیة التی لا تلامس قلب الانسان وضمیره. السعودیة تراهن على حالة التداعی التی تعیشها الامة، وانتشار حالة الجهل والتخلف لاستقطاب الحلفاء والمؤیدین، مستغلة الخطاب الدینی تارة، والفتوی أخری، والمال النفطی الهائل ثالثة. وکما انها فشلت فی الحصول على دعم من الشعوب العربیة والاسلامیة عندما استدعت القوات الاجنبیة خلال ازمة الکویت فی 1990 ـ 91 فقد خسرت الموقف ایضا فی حرب تموز/ یولیو 2006، وفشلت هذه المرة کذلک فشلا ذریعا.

وازداد انزعاج الساسة السعودیین عندما نجحت دولة قطر فی احتضان لقاء المصالحة الذی تمخض عن اتفاق کان یبدو مستحیلا بسبب المواقف السعودیة المتناغمة مع السیاسات الامریکیة والاسرائیلیة، التی تطالب بنزع سلاح المقاومة. الریاض لا تستطیع القبول بمبدأ الندیة خصوصا من دول الخلیج ( الفارسی )الاخرى الأصغر حجما وسکانا واموالا، وبالتالی لم یعد خافیا ان قطر نجحت فی ما اخفقت فیه السعودیة، وان سعی الریاض لاظهار القضیة اللبنانیة فی اطار مذهبی وطائفی باء بالفشل.

وها هو مفتیها، الشیخ عبد العزیز بن عبد الله آل الشیخ، رئیس هیئة کبار العلماء رئیس اللجنة الدائمة للإفتاء یشن فی 12 ایار/ مایو الحملة على حزب الله وحلفائه قائلا: هؤلاء جاءوا لیهیئوا المکان للیهود وللدول الکبرى ویهیئوا لهم الجو ویسهلوا علیهم الدخول ویعینوهم على السیطرة على بلاد الإسلام بکل ما تحم له الکلمة متناسیا ان الذین أصدروا الفتاوی فی 1991 لشرعنة استقدام القوی الاجنبیة هم الذین جاؤوا بها و وفروا الغطاء الشرعی للاستنجاد بها ضد مجموعات اخرى من المسلمین. اولئک العلماء هم انفسهم الذین اصدروا الفتاوی التی تبیح دماء المسلمین الآخرین الذین یخالفهونهم فی المذهب الفکری، وأسسوا لثقافة التکفیر التی نجم عنها حمامات دم فی العراق، وأضعفت المقاومة للاحتلال.

وکما تمت الاشارة، فطالما سعت السعودیة لعدم الافصاح عن مواقفها بصراحة، الا فی الحالات التی تعتبرها مصیریة لاستراتیجیاتها. دبلوماسیة الریاض قادرة ایضا على ارتداء کافة الألبسة. فعندما کان عبد الناصر یقود العروبة الثوریة کانت السعودیة تتزعم الاسلام المحافظ الذی لا یحمل مشروعا جادا للانسانیة او للشعوب المسلمة نفسها. وعندما تصدرت ایران مشروع الاسلام الثوری فی نهایة السبعینات، تصدرت السعودیة العروبة المحافظة المرتبطة سیاسیا بالولایات المتحدة، والرافضة مقولات الاصلاح والتحرر والاستقلال. انها مع الوحدة الخلیجیة طالما حققت لها موقع القیادة والهیمنة، ولکنها مستعدة للدخول مع ای من دول الخلیج ( الفارسی ) فی نزاعات مفتوحة الامد من اجل مساحات حدودیة صغیرة. وهی مع الوحدة الاسلامیة کشعار، ولکنها مع طرح النزعة المذهبیة عندما تقتضی الحاجة. انها مع الاسلام ولکن من خلال النظرة الوهابیة التکفیریة التی لا تؤمن بالآخر، ولا تسمح بالتعددیة الفکریة او الفقهیة. انها مع الصفقات العسکریة العملاقة، ولکنها ایضا مع دعوة القوات الاجنبیة للمنطقة، والاعتماد المطلق علی دعمهم العسکری والامنی والسیاسی. فتلک الصفقات انما هی جزء من التبادل السیاسی والدعم المعنوی المتبادل بین السعودیة والدول الغربیة، ولم تستطع قط ان توفر للسعودیین، حکومة وشعوبا، شعورا بالامن والاستقرار. فالمدخولات النفطیة الهائلة فی الوقت الحاضر تدر على المملکة اکثر من ملیار دولار یومیا، ولکن النظام لا یستطیع شراء أمنه وراحة رموزه بتلک الاموال. انه یشعر انه مستهدف کنظام وایدیولوجیة سیاسیة، انه مستهدف من قبل حملة المشاریع السیاسیة التغییریة، خصوصا المحسوبین على الاسلام السیاسی الذی لم یحظ یوما بقبول المملکة. ان بامکان السعودیة ان تصبح قوة من اجل الخیر والتنمیة والامن والتعاون والتطور، ولکن ذلک یحتاج الی نفسیات کبیرة واستیعاب حقیقی للوقائع، بعیدا عن التنمیط او المبالغة او التعمیم. السعودیة بحاجة لقیادات شابة غیر محصورة برموز العائلة الحاکمة، بل مستمدة من بین ابناء الشعب الذین تعلم اکثرهم فی افضل الجامعات الغربیة. ان السعودیة الیوم تعیش عقدة الصراع بین القدیم والحدیث، الانغلاق والانفتاح، التخلف او التطور. وتعیش صراعا آخر بین هویتها الاسلامیة وانتمائها السیاسی المرتبط بشکل وثیق بالمشاریع الامریکیة فی المنطقة. مطلوب من المملکة العربیة السعودیة اعادة النظر فی ما تعتبره من ثوابت، لاستیعاب دروس أزمتی لبنان اللتین فشلت سیاساتها ازاءهما بشکل مهین، وما ینطبق من تلک الدروس على الواقع السعودی المریر. وباختصار فان قادتها بحاجة لتقییم الاداء الذاتی وحساب الربح والخسارة، خصوصا بعد خسارة الموقف فی ثلاث محطات مهمة: العراق وحرب تموز/ یولیو والأزمة السیاسیة الاخیرة فی لبنان.

للکاتب والصحافی البحرینی  الدکتور سعید الشهابی)

ن/25


| رمز الموضوع: 142886







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)