الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الدعم القوی من قبل بوش لإسرائیل یحقق وصیة توراتیة بحمایة الدولة الیهودیة

هاجی :  الدعم القوی الذی یقدمه الرئیس جورج دبلیو بوش لإسرائیل "یحقق وصیة توراتیة بحمایة الدولة الیهودیة

 

 قفز اسم القس الإنجیلی البارز جون هاجی مجددا مع إعلان المرشح الجمهوری جون ماکین رفضه لتصریحات صدرت عن هاجی وصف فیها الکنیسة الکاثولیکیة بأنها "العاهرة الکبرى"، رغم دفاع ماکین عن هاجی، الذی یرأس واحدة من أبرز المنظمات المسیحیة الداعمة لإسرائیل فی أمریکا، داعیا إلى إعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه. فمن هو القس جون هاجی، وما هو مدى تأثیر منظمته فی الانتخابات الرئاسیة وفی السیاسة الأمریکیة فی الشرق الأوسط؟

جون هاجی هو أحد أبرز قیادات الیمین الدینی الأمریکی، وهو قس إنجیلی فی کنیسة کورنر ستون الأمریکیة فی سان أنتونیو بولایة تکساس الأمریکیة.

لکن نفوذ وشهرة القس هاجی لا تنبع فقط من رئاسته لهذه الکنیسة، أو من رئاسته لـ"تلفزیون الإنجیلیة العالمیة"، لکنها مستمدة من تأسیسه ورئاسته لمنظمة "مسیحیون متحدون من أجل إسرائیل"، وهی من أبرز المنظمات المسیحیة الأمریکیة الداعمة للاحتلال الإسرائیلی، والتی تتخذ موقفا متشددا بشأن السیاسة الأمریکیة فی الشرق الأوسط.

وتصف منظمة "مسیحیون متحدون من أجل إسرائیل" نفسها بأنها منظمة صهیونیة مسیحیة، ویجذب مؤتمرها السنوی العشرات من أبرز السیاسیین وصناع القرار وأعضاء الکونجرس فی الولایات المتحدة.

وتضم کنیسة کورنرستون، التی یرأسها هاجی وتأسست فی 1975، أکثر من 19 ألف عضو، کما تصل برامجه الدینیة إلى ملایین المشاهدین، من خلال شرکة "تلفزیون الإنجیلیة العالمیة".

ورغم کونه رمزا بارزا بین الجمهوریین والإنجیلیین المحافظین فإن هاجی اکتسب المزید من الاهتمام فی انتخابات الرئاسة الأمریکیة بسبب دعمه للسیناتور جون ماکین.

فمثل الکثیرین من الأصولیین المسیحیین یعتبر هاجی أن عودة الیهود إلى "الأرض المقدسة" تنفیذا لنبوءة توراتیة، وأن تأسیس دولة الاحتلال الإسرائیلی هو بمثابة "عد تنازلی" یُنذر بقرب المجیء الثانی للمسیح فی نهایة العالم، وهو ما عبر عنه هاجی فی کتابه "العد التنازلی لأورشلیم: تحذیر للعالم" الصادر فی 2006.

ویعتبر هاجی أن الدعم القوی الذی یقدمه الرئیس جورج دبلیو بوش لإسرائیل "یحقق وصیة توراتیة بحمایة الدولة الیهودیة"، کما أنه یلعب "دورا محوریا فی المجیء الثانی" للمسیح.

ومنذ تسعینیات القرن العشرین یعتبر المسیحیون الإنجیلیون المؤمنون بسفر الرؤیا من أمثال هاجی أن الإسلام "دین زائف" یدعمه المسیخ الدجال فی عصور نهایة العالم، وهو ما عبر عنه القس الإنجیلی المعروف رود بارسلی مؤخرا فی تصریح أثار انتقادات واسعة اضطرت جون ماکین فی النهایة إلى رفضها رغم احتیاجه الشدید إلى دعم بارسلی فی انتخابات الرئاسة.

وقد وجد الیمین المسیحی، الذی یُعد هاجی من رموزه فی أمریکا، والمحافظون والمتشددون، وجدوا جمیعا أنفسهم فی تحالف قلق فی ظل إدارة بوش، یروجون جمیعا لحدوث مواجهة فی الشرق الأوسط.

ففی مقابلة مع المذیع تیری جروس، فی الرادیو الوطنی (ناشونال ببلک رادیو)، قال هاجی إنه "لا مجال لحل وسط" مع "الإسلام المتطرف". وعندما سأله جروس عن تعریفه لهذا "الإسلام المتطرف" کانت إجابة هاجی: "حسنا، الإسلام بشکل عام.. هؤلاء الذین یعیشون بالقرآن، ولدیهم أمر روحی بقتل المسیحیین والیهود".

وفی أوائل 2006 بدأ هاجی خطواته لتأسیس منظمة "مسیحیون متحدون من أجل إسرائیل" للترویح لرؤیته للسیاسة فی الشرق الأوسط؛ حیث دعا هاجی فی فبرایر/شباط 2006 إلى تأسیس حرکة واسعة لدعم إسرائیل، وهی الدعوة التی لباها أکثر من 400 من القیادات المسیحیة لیتم تأسیس منظمة "مسیحیون متحدون من أجل إسرائیل"، المعروفة اختصارا باسم "کوفی"، والتی تقول إن هدفها هو توفیر "تجمع قومی تستطیع من خلاله کل کنیسة مؤیدة لإسرائیل، أو منظمة کنسیة، أو کهنوتیة، أو شخص فی أمریکا، یستطیع الکلام والتصرف بصوت واحد دعما لإسرائیل فی الأمور المرتبطة بالقضایا الخاصة بالتوراة".

وقد اکتسبت المنظمة سریعا نفوذا واسعا لدى إدارة بوش؛ حیث قال الکاتب الصحفی الأمریکی ماکس بلومنثال فی مقال له فی 2006: "خلال الشهور الأخیرة عقد البیت الأبیض سلسلة من اللقاءات غیر المعلنة عن السیاسات فی الشرق الأوسط مع قیادات مسیحیون متحدون من أجل إسرائیل".

وأضاف بلومنثال: "لقد أخبرنی دیفید بروج، الناشط فی جماعات الضغط فی واشنطن، أن ممثلی منظمة کوفی فی اللقاءات ضغطوا على مسئولی البیت الأبیض لتبنی موقف مواجهة أکبر تجاه إیران، ورفض مساعدة الفلسطینیین، وإطلاق ید إسرائیل مع تصعیدها لصراعها العسکری مع حزب الله".

وقد أدت آراء هاجی بشأن الشرق الأوسط، وقدرته على تعبئة وحشد مشاعر أعداد کبیرة من المسحیین الإنجیلیین فی الولایات المتحدة، أدى هذا إلى تمتعه بعلاقة متمیزة ودعم من العدید من رموز الصقور فی السیاسة الأمریکیة، ومن بین أبرز هذه العلاقات علاقته بالسیناتور الجمهوری جون ماکین، الذی حصل على دعم هاجی فی الانتخابات التمهیدیة فی الحزب الجمهوری والتی تمهد للانتخابات الرئاسیة أواخر العام الجاری.

ففی المؤتمر الذی عقدته منظمة کوفی فی یولیو/تموز 2007 فاجأ ماکین الحضور بزیارة مفاجئة وقال فی کلمة له: "إن العلاقة بین الولایات المتحدة وإسرائیل لیست إستراتیجیة فقط، رغم أنها مهمة، (لکن) الرابطة الأکثر عمقا بین بلدینا هی رابطة أخلاقیة؛ فنحن دیمقراطیتان یتشکل ائتلافهما من قیمنا المشترکة".

وأضاف ماکین: "أن تکون مؤیدا لأمریکا ومؤیدا لإسرائیل بفخر لا یعنی وجود ولاءات متصارعة، إنه یتعلق بالدفاع عن مبادئنا التی یعتز بها البلدان، ولهذا السبب أنا أقف الیوم مسیحیا، مؤید لأمریکا ومؤید لإسرائیل بفخر، کما أعتقد أن الکثیرین منکم یفعل الشیء نفسه".

وتتجاوز وجهات نظر هاجی قضایا الشرق الأوسط؛ حیث قال هاجی فی تسجیل مصور واسع الانتشار إن الزعیم النازی أدولف هتلر أتم عمل "الکنیسة (الکاثولیکیة) الرومانیة" فی قیامه بإراقة "دماء القدیسین" الذی کانوا فی الأغلب من الیهود، واصفا الکنیسة الکاثولیکیة بـ"العاهرة الکبرى" وأنها "نظام لطائفة زائفة".

لکن هاجی تراجع عن تصریحه هذا قائلا إنه أراد بتعبیر "العاهرة الکبرى" "الکنیسة المرتدة، أی هؤلاء المسیحیین الذین یعتنقون نظام الطائفة الزائفة الخاص بکراهیة الیهود ومعاداة السامیة".

وعندما سُئل جون ماکین رأیه فی تصریحات هاجی، قال المرشح الرئاسی: "أنا أرفض بوضوح أیة تصریحات معادیة للسامیة أو معادیة للکاثولیکیة أو عنصریة أو غیرها، وأدینها، وأدین هذه الکلمات التی من الواضح أن القس هاجی.. کتبها".

لکنه استدرک قائلا إن هاجی قال "إن کلماته نُزعت من سیاقها، ودافع عن موقفه، وأتمنى أن تعطوا له ربما فرصة للرد".

ویبث هاجی حالیا برامجه التلفزیونیة على ثمانیة شبکات کبرى، و162 محطة تلفزیون مستقلة، و51 محطة إذاعیة، تصل جمیعها إلى أکثر من 190 دولة فی العالم، بحسب سیرته الذاتیة على موقع منظمته على الإنترنت.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 142887







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)