الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

صعود نتینیاهو ومتاعب عمّان القادمة

سیکون النظام الأردنی من أکثر أنظمة المنطقة نصیباً فی مواجهة تداعیات صعود بنیامین نتینیاهو إلى السلطة فی تل أبیب و تشیر التحلیلات إلى أن توجهات نتینیاهو لجهة التشدد على حملات التسویق السیاسی المعادی لحرکة حماس ستکون هی السبب الرئیسی لمتاعب عمان القادمة.

* سیناریو الحکومة الإسرائیلیة الیمینیة القادمة:

تقول التقاریر بأن الرئیس الإسرائیلی شیمون بیریز قد قام یوم أمس الجمعة بتکلیف الزعیم اللیکودی نتینیاهو رسمیاً بتشکیل الحکومة الإسرائیلیة الجدیدة، على ضوء نتائج انتخابات العاشر من هذا الشهر. هذا، و تشیر التحلیلات إلى أن محددات خارطة طریق نتینیاهو لتشکیل الحکومة ستحدد ضمن القیود الآتیة:

• الفترة الزمنیة المتاحة للقیام بعملیة تشکیل الحکومة الجدیدة هی 42 یوماًَ فقط بما یتضمن إجراء المشاورات مع الأطراف السیاسیة الإسرائیلیة وعقد الصفقات والحصول على موافقة الکنیست الإسرائیلی المکون من 120 عضواً.

• سیظل إیهود أولمرت طوال فترة 42 یوماً مکلفاً بتصریف أعمال رئیس الوزراء.

• الکتل الرئیسیة التی سیلعب موقفها دوراً حاسماً فی تشکیل نتینیاهو لحکومته هی: کادیما (28 مقعداً) واللیکود (27 مقعداً) وإسرائیل بیتنا (15 مقعداً) وحزب العمل (13 مقعداً) وحزب شاس (11 مقعداً) وحزب التوراة المتحدة (5 مقاعد).

و على خلفیة المحددات التی ستحدد مسار نتینیاهو خلال الـ 42 یوماً القادمة فإن السیناریوهات المتوقعة تتضمن الآتی:

• تشکیل حکومة "وحدة وطنیة" تستند على الأغلبیة العظمى داخل الکنیست بعدد مقاعد یقدر بحوالی 95 مقعداً، بشرط أن ینجح نتینیاهو فی إقناع  کل من کادیما، إسرائیل بیتنا، الأحزاب الدینیة الصغیرة، فی الدخول مع اللیکود فی حکومة ائتلافیة.

• تشکیل حکومة أغلبیة بسیطة تستند إلى 65 مقعداً (نصف المقاعد + 5) فی حالة لجوء نتینیاهو إلى خیار التحالف الیمینی بما یجمع اللیکود مع إسرائیل بیتنا مع الأحزاب الدینیة الصغیرة.

• فشل نتینیاهو فی تشکیل الحکومة الجدیدة خلال فترة الـ 42 یوماً، وفی هذه الحالة سیلجأ الرئیس بیریز إلى تکلیف تسیبی لیفنی زعیمة کادیما.

هذا، وفی حالة تشکیل نتینیاهو لحکومة الوحدة الوطنیة أو حکومة الیمین فإن التوجهات المتشددة إزاء حرکة حماس ستکون على قائمة جدول أعمال حکومة نتینیاهو.

تشیر التحلیلات والتسریبات أن حکومة الیمین الإسرائیلی القادمة سترکز على تنفیذ أولویات أعمالها الآتیة:

• خیار تصعید المواجهات مع حرکة حماس.

• خیار الضغط على حرکة فتح من أجل القبول بتقدیم التنازلات فی ملف القدس وحق العودة.

• خیار الضغط على الإدارة الأمریکیة وحرکة فتح لجهة القبول بـ"الخیار الأردنی" کحل لإقامة الدولة الفلسطینیة.

تأسیساً على ذلک، فإن کل واحد من هذه الخیارات ینطوی على قدر کبیر من التداعیات على النظام الملکی الأردنی ویمکن توضیح ذلک على النحو الآتی:

• خیار تصعید المواجهات مع حماس سیؤدی إلى إشعال الرأی العام الأردنی وتوتیر علاقات خط عمان – تل أبیب.

• خیار الضغط على حرکة فتح من أجل تقدیم التنازلات فی ملف القدس، وملف حق العودة وسیترتب علیه إشعال الضفة الغربیة.

• خیار الضغط على الإدارة الأمریکیة وحرکة فتح للقبول بالخیار الأردنی لإقامة الدولة الفلسطینیة سینطوی على خطر وجودی بالنسبة لوحدة وسلامة الأردن.

على ما یبدو، فإن هامش المناورات المتاح أمام عمان سیکون ضیقاً للغایة بسبب العوامل "غیر المواتیة" الآتیة:

• إن حکومة الیمین الإسرائیلی سوف لن تقبل بالتهدئة مع حرکة حماس.

• إن حکومة الیمین الإسرائیلی سوف لن ترضى بالتنازلات التی ظلت تقدمها عمان لتل أبیب لأن هدف تل أبیب هذه المرة هو إرغام النظام الملکی الأردنی بالقبول بالخیار الأردنی لإقامة الدولة الفلسطینیة فی الأردن وهو الخیار الذی ترفضه حرکة حماس بشکل قاطع. بینما تقول المعلومات أن حرکة فتح قد تحدثت مع الإسرائیلیین حوله.

هذا، وتشیر التحلیلات إلى أن الحراک الجاری حالیاً فی مسرح الصراع الإسرائیلی – الفلسطینی سیلقی بتداعیاته على:

• توازنات القوى السیاسیة فی الساحة الأردنیة.

• التأثیر على صیغة توازن المصالح التی أفرزتها اتفاقیة السلام الأردنیة – الإسرائیلیة على علاقات خط عمان – تل أبیب.

بکلمات أخرى لن تستطیع عمان أن تتفادى -مهما قدم لها الإسرائیلیون والأمریکیون– تداعیات الصراع داخل الأراضی الفلسطینیة بین حرکة حماس وحرکة فتح ولن تستطیع تل أبیب مهما قدمت لها عمان وواشنطن من دعم أن تتفادى خطر المواجهة مع حرکة حماس.

على هذه الخلفیة یقول المحلل السیاسی الإسرائیلی الدکتور دومینیک موران أن صعود حکومة الیمین الإسرائیلی بقیادة نتینیاهو سیجعل من النظام الملکی الأردنی کمن یمشی على الحبل!!

المصدر: موقع الجمل

م/24


| رمز الموضوع: 142917







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)