الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

انقسام مستشاری أوباما بشأن الکیان الصهیونی

أشار الکاتب الأمیرکی جوش روغین إلى الخلاف بین کبار رموز الإدارة الأمیرکیة الحالیة وإسرائیل, وقال إنه رغم أن جذوة المشاحنات بین الزعماء الأمیرکیین والإسرائیلیین قد خبت فی الأیام الأخیرة, فإن جدلا قویا اندلع داخل إدارة أوباما بشأن أفضل السبل لتحقیق محادثات سلام الشرق الأوسط نتائج إیجابیة ونهایة ناجحة. ومضى روغین فی مقال نشرته له مجلة فورین بولیسی الأمیرکیة إلى أن تقاریر حدثیة تحدثت عن وجود معسکرین داخل إدارة أوباما, أحدهما یرکز على محاولة إقناع الإسرائیلیین والفلسطینیین بالعودة إلى مائدة المفاوضات وحل المشاکل واحدة بعد الأخرى، وآخر یطالب الرئیس بوضع خطته للتسویة على الطاولة.

وقال أحد المسؤولین الأمیرکیین وثیقی الصلة بالقضیة, إنه لا یوجد احتمال لبروز خطة سلام لأوباما قریبا، وإن مثل هذه الخطة متروکة للقادم من الأیام، وإنه لا یوجد قرار أو خطة للقیام بذلک حالیا.

ویعتبر مستشار الأمن القومی الأمیرکی جیم جونز أحد أکثر المؤیدین لوضع الولایات المتحدة خطتها الخاصة بها للتسویة فی الشرق الأوسط، وأنه کان وراء عقد اجتماع لمجموعة من مستشاری الأمن القومی الأمیرکی السابقین فی البیت الأبیض.

وبینما حث المستشارون المجتمعون أوباما على التفکیر فی وضع خطته الخاصة به, نفى جونز مؤخرا أن یکون أوباما قرر الأخذ بنصیحتهم، مضیفا أن المناقشات تجری على قدم وساق، وأنه لم یتم اتخاذ قرار بهذا الشأن بعد یمکن أن یشکل تغیرا دراماتیکیا فی موقف الولایات المتحدة، ونافیا أن تکون هناک مفاجآت.

ومضى جونز بالقول فی مؤتمر صحفی إن : "البعض ینادی بوضع خطة أمیرکیة وإن البعض الآخر یعترض على ذلک، وإن الرئیس ما زال یدرس الوضع ولم یتخذ قرارا بالأخذ بهذا الرأی أو ذاک".

وأما المبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج میتشل الذی یرعى محادثات عن کثب على أمل أن تؤدی إلى مفاوضات مباشرة، فیرى أن الحدیث عن خطة أمیرکیة للتسویة أمر سابق لأوانه.

وأشار غورین إلى أن میتشل لیس معارضا بالضرورة لعرض خطة أمیرکیة فی هذا الوقت, وأن میتشل یفضل التفاوض بطریقة ما ولا یحبذ طرح أفکار أمیرکیة فی هذه المرحلة.

ویخشى میتشل إزاء عرض خطة تسویة أمیرکیة یمکن أن تکون نتائجها کارثیة، لأنها من المؤکد ستشمل بنودا تربک کل طرف، فی ظل الخشیة من أن یرفضها کل من الإسرائیلیین والفلسطینیین.

ویتفق موقف وزیرة الخارجیة هیلاری کلینتون مع رأی میتشل بأن الوقت لم یحن بعد لتقدیم خطة أمیرکیة، بالرغم من قولها إنه یجب ممارسة الضغط على کلا الطرفین الفلسطینی والإسرائیلی من أجل القیام بأعمال قد لا یرغبان بالقیام بها.

ویختلف رأی کلینتون ومیتشل عن وجهة نظر جوزیف بایدن نائب الرئیس الأمیرکی الذی یفضل حل الخلاف بین الولایات المتحدة وإسرائیل أولا، ثم التفکیر فی کیفیة حل المشکلة.

ویتفق رأی بایدن مع وجهة نظر دینس روس من مجلس الأمن القومی الذی تفجرت مؤخرا قضیة ولائه لأمیرکا والذی یرى ضرورة الترکیز على حل الخلاف بخصوص المستوطنات ویطالب أکثر من غیره بالتعامل برفق مع الإسرائیلیین.

وأما المستشارة فالیری جاریت فتشارک فی کافة الاجتماعات، وسط الخشیة من تداعیات طریقة تعامل واشنطن مع تل أبیب على الرأی العام والمنظمات غیر الحکومیة والکونغرس.

ویثیر تزاید نفوذ کل من جونز وجاریت على أوباما قلق من یخشون اندفاع واشنطن لاتخاذ موقف أشد صرامة من تل أبیب، الأمر الذی دفع برئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو إلى إلغاء مشارکته فی قمة الأمن النووی.

وأشارت تقاریر إلى أن أوباما أصدر شخصیا توجیهاته باتخاذ موقف أشد حزما تجاه نتنیاهو، فضلا عن الاستقبال الفاتر الذی لقیه الأخیر فی البیت الأبیض، مما أثار قلق أنصار إسرائیل من أن الرئیس الأمیرکی مصمم على ترویض نتنیاهو وإخضاعه.

ولا یزال البیت الأبیض بانتظار رد نتنیاهو على قائمة المطالب التی تقدم بها أوباما، إذ منحه فرصة لإثبات التزامه بعملیة السلام، وأما الولایات المتحدة فلا تزال تجری حساباتها وتقییماتها.

ن/25


| رمز الموضوع: 142956







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)