الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کذب مزاعم الانتصارات فی حرب اکتوبر

ممنوع من النشر...

کتاب جدید فى تل أبیب یرد على مزاعم التلیفزیون الإسرائیلى عن انتصارات حرب أکتوبر

فى مفاجأة جدیدة من مسلسل کشف فضائح فشل المخابرات العسکریة الإسرائیلیة، أعلن الجنرال الإسرائیلى المقدم السابق بالجیش الإسرائیلى، إلیاهو دیکل، 67 عاما الذى شارک فى کل من حرب 1967 وحرب أکتوبر عام 1973 أنه بصدد نشر کتاب خاص بشکل شخصى بعد أن منعت تل أبیب من نشره فى کل فروع المکتبات ودور النشر الإسرائیلیة، لما یتضمنه من حقائق موثقة بصفته شاهد عیان على فشل جهازى الموساد والمخابرات العسکریة الإسرائیلیة.

وکان التلیفزیون الإسرائیلى قذ أذاع أول أمس تقریرا على قناته الفضائیة العاشرة بمناسبة مرور 37 عاماً على انتصارات أکتوبر المجیدة وتحقیق القوات المسلحة المصریة بجانب الجیوش السوریة والعربیة لهزائم منکرة للجیش الإسرائیلى لن ینساها فى السادس من أکتوبر عام 1973، زعم بأن الجیش الإسرائیلى حقق انتصارات خارقة فى الأیام الأخیرة للمعرکة، مما دعا قادة الجیوش العربیة وعلى رأسهم الرئیس الراحل محمد أنور السادات لقبول قرار وقف إطلاق النار.

ووصفت صحیفة یدیعوت أحرونوت الإسرائیلیة الکتاب بالمزعج لتل أبیب والقادة العسکریین الإسرائیلیین القدامى، حیث یتحدث بشکل تفصیلى عن فشل الاستخبارات الإسرائیلیة على مدى 20 عاما، خاصة فى حرب السادس من أکتوبر.

الکتاب یحتوى على 310 صفحات جمیعها تلقى الضوء من وراء الکوالیس على الاستخبارات العسکریة منذ الستینیات وحتى الثمانینیات، بل وتکشف لأول مرة الإهمال والفشل العسکرى والاستخبارى المتعلق بحرب "یوم الغفران" السادس من أکتوبر.

وأشارت یدیعوت إلى أن دیکل، کان قد أشرف خلال خدمته فى الجیش الإسرائیلى على المعلومات الجغرافیة فى الاستخبارات العسکریة، حیث کان آخر القادة لهذه الدائرة التى تم إغلاقها فى زمن إنهائه للخدمة العسکریة عام 1983.

وتطرق دیکل فى کتابه إلى أنه کانت هناک إمکانیة الاستعداد بشکل أفضل لحرب أکتوبر، بل کان من الممکن منعها أصلاً، موضحا فى الفصل الثانى من الکتاب بأن الحرب وما سبقها من معلومات کانت بمثابة کنز من الاکتشافات، حیث إنه بعد عام من حرب یونیو 67 بدأ المصریون تجهیز خطوط عبور واجتیاز لقناة السویس، وذلک حسب ما ورد من معلومات من الاستخبارات العسکریة، ولم یفکر أحد من الجیش الإسرائیلى ولو للحظة بأن مصر ستبادر بحرب بعد هزیمتها بمدة قصیرة فى عام 1967.

وکشف مؤلف الکتاب أن المقدم بنیامین زائف، مسئول الدائرة الجغرافیة نفسها فى الاستخبارات العسکریة، کان قد حذر فى عام 1978 من أن المصریین یقومون بشق عدة طرق تصل إلى ضفة قناة السویس الجنوبیة، مما کان یدل على أن المصریین ینوون عبور القناة بقوات کبیرة جدا تصل إلى عدة کتائب وربما ألویة ضخمة أیضا، مضیفا بأن تلک المعلومات کانت قد وصلت بالطرق الرسمیة إلى رئیس الأرکان ووزیر الدفاع، موشیه دیان، فى ذلک الوقت ولکن المخابرات التابعة للواء الجنوبى لم تهتم بالأمر، بل وصفت زائف بـ "المعتوه".

وأوضح الکتاب الذى یحمل اسم 20 عاما من فشل المخابرات العسکریة أن زائف قد أصر على موقفه واستمر فى جمع المعلومات حول الاستعدادات المصریة لعبور القناة، ولکن أحد ضباط المخابرات لم یهتم بهذه المعلومات ووصف المصریین بأنهم "أصفار کبیرة" ولا یستطیعون فعل أى شىء، وتمنى أن یقوموا بذلک لکى یحول الجیش الإسرائیلى سیناء لمقبرة جماعیة لهم.

وأشار الکتاب العبرى، الممنوع من النشر، إلى أنه قبل حوالى 3 أشهر من أکتوبر دعا رئیس المخابرات فى حینها، المقدم تسبى شیلر، بعض العناصر ذات العلاقة، وناقش کافة الاستعدادات المصریة لعبور القناة، فکان الجواب "إن قائد سلاح الهندسة المصرى یستطیع الآن أن یقول لرئیس أرکانه نحن الآن جاهزون"، وبالفعل فى أغسطس 1973 أى حوالى قبل شهرین من بدء المعرکة أصدرت المخابرات الإسرائیلیة مستنداً جاء فیه أن المصریین على استعداد تام لعبور القناة.

ویکشف الکتاب أیضا أنه لیس فقط عبور القناة من قبل الجیش المصرى هو الذى أثبت صدق ما قالته أجهزة المخابرات الإسرائیلیة، بل إن رئیس الأرکان المصرى فى ذلک الوقت، سعد الدین الشاذلی، قد أصدر کتابا عام 1980 باسم "عبور القناة" جاء فیه أن مصر خططت لهجوم 1973 فى عام 1968.

ویعرض الکتاب أیضا اکتشافات مفاجئة جدیدة، فقد اتضح أنه حتى حرب 67 وخلالها لم یکن لدى الجیش الإسرائیلى أى معلومات عن هیئة الأرکان وغرفة العملیات المصریة، وأنه تم تغییر مکانه الذى کان موجودا على الخارطة، حیث أوضح أن التحقیقات مع الأسرى المصریین هى التى کشفت عن مکان هیئة الأرکان المصریة الجدید، إلا أن المعرکة کانت قد انتهت.

وکشف الکتاب عن أن الجیش الإسرائیلى أراد فى الحرب التالیة أن یعوض ما تم فقده فى الحرب السابقة، ولکن دون جدوى، حیث کانت الخطة تقضى باقتحام غرفة العملیات المصریة واعتقال الطاقم الأعلى للقوات المسلحة، ولکن الجیش فشل فى هذه المرة أیضا بسبب عملیة إطلاق النار التى جرت بین الجیشین.

واعترف المقدم السابق بالجیش خلال صفحات کتابه بفشل وحدته المخابراتیة، حیث أوضح أنه قبل حوالى نصف عام من حرب أکتوبر تم اکتشاف مخبأ أرضى کبیر فى منطقة الکیلو 105 على طریق السویس القاهرة الصحراوى، وظنوا فى بدایة الأمر أن المخبأ الأرضى یخدم سلاح المشاة المصرى، وبعد فترة قصیرة ظن البعض أنه یخدم سلاح الطب المصرى، وبالفعل وبعد احتلال المنطقة وخرج المسئولون العسکریون لفحص المکان، فکانت المفاجأة أنه مستشفى عسکرى میدانى.

وأوضح دیکل، فى کتابه قائلا، "لو أن المخابرات أخذت الأمر على محمل الجد، لاتضح أن المصریین یعدون فعلا لمعرکة ضخمة"، مشیرا خلال کتابه لمهازل ومهاترات أخرى حدثت من قبل الاستخبارات الإسرائیلیة، عندما قام دیکل بنفسه بتأکید وجود أسلحة کیمیائیة لدى العراق، فکان الرد، "لا یوجد أسلحة کیمیائیة فى العراق، وأرجو أن تکفوا عن مثل هذه المعلومات"، ولکن عندما نشبت الحرب العراقیة الإیرانیة استعمل صدام حسین مثل هذه الأسلحة، فما کان من الاستخبارات إلا أن قامت بالاعتذار إلى دیکل، کما أوضح فى کتابه.

وخصص الکاتب الإسرائیلى مساحة کبیرة فى کتابه لمدح المقدم بنیامین زائف، حیث وصفه بأنه من کبار المحققین المیدانیین، والذى لم ترض عنه زمرة الضباط الکبار بسبب جهوده المکثفة وکشفه عن عدم مهنیتهم، مشیرا إلى أنه توفى، ولم یذکر اسمه فى أى کتاب یتعلق بحرب أکتوبر، ولم یحظ بشهادة تقدیر من أى جهة عسکریة إسرائیلیة طوال تلک الفترة.

ن/25


| رمز الموضوع: 143035







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)