الفلسطینیون یحیون انتفاضة الأقصى

الفلسطینیون یحیون انتفاضة الأقصى
أحیا عشرات الألوف من الفلسطینیین داخل الخط الأخضر وفی قطاع غزة یوم الجمعة الذکرى العاشرة لانتفاضة الأقصى، وأکدوا تمسکهم بحقوق الشعب الفلسطینی ورفضهم للمفاوضات، کما نددوا بسیاسات الاحتلال الإسرائیلی.فقد نفذ فلسطینیو الداخل الجمعة إضرابا عاما ومسیرات جماهیریة ومهرجانا، وشددوا على رفضهم یهودیة الدولة وتشبثهم بنضالهم من أجل محاکمة المجرمین الإسرائیلیین، وناشدوا الرئیس الفلسطینی محمود عباس "انسحابا مشرفا" من المفاوضات.وزارت وفود سیاسیة وشعبیة أضرحة الشهداء الـ13 الذین استشهدوا فی انتفاضة الأقصى التی اندلعت فی مثل هذا الشهر من العام 2000، ووضعوا أکالیل الزهور وتلوا الفاتحة على أرواحهم.
وفی کفرکنا التابعة لمدینة الناصرة أقیم مهرجان خطابی واسع شدد خلاله رئیس لجنة المتابعة العلیا لفلسطینیی الداخل محمد زیدان على مواصلة النضال على کل المستویات حتى تتم محاکمة "المجرمین" الإسرائیلیین ممن شارکوا بجریمة إطلاق النار على المواطنین العرب خلال ممارستهم حقهم الدیمقراطی فی التظاهر ضد انتهاک الاحتلال للقدس والأقصى عام 2000.
وطالب زیدان المستشار القضائی للحکومة الإسرائیلیة الجدید بإعادة فتح ملف القتل الذی أغلقه سابقه بذریعة عدم توفر الأدلة عام 2008. وتابع "شخصیا لا أثق بالقضاء الإسرائیلی لکن لا بد من ملاحقتهم محلیا وإلا فنحن ماضون لتقدیم دعاوى فی المحکمة الدولیة".
وأضاف زیدان "نحن مستعدون لدفع الثمن حتى لو کان باهظا، فقضیتنا غالیة وتستحق التضحیات"، لافتا لمخاطر وتحدیات غیر مسبوقة یواجهها فلسطینیو الداخل وأهمها مخططات التبادل السکانی.وأکد أن فلسطینیی الداخل متشبثون بأرضهم ولن یسمحوا "بنکبة جدیدة"، وقال "فإما علیها وإما فیها".ووصف زیدان المفاوضات بالمسخرة نتیجة اختلال موازین القوى وانحیاز الولایات المتحدة راعیة المفاوضات لجانب إسرائیل ضد الطرف الفلسطینی المستضعف.وناشد زیدان الرئیس عباس باسم فلسطینیی الداخل الانسحاب المشرّف من المفاوضات "العقیمة" لخطورتها على الثوابت الوطنیة.
بدوره حذر عریف المهرجان جمال دقدوقی من خطورة الاعتراف بیهودیة الدولة، وقال إن ذلک "یعنی الاعتراف بالحق التاریخی للیهود على البلاد، عدا أنه یمهد لتبادل سکانی ومحاولة لاستکمال ما شهده الفلسطینیون عام 48 وإقفال باب عودة اللاجئین قبل أن تبدأ مفاوضات".وشدد دقدوقی على بقاء ملف هبة القدس والأقصى نازفا طالما لم ینل القتلة الإسرائیلیون جزاءهم.
کما دعا رئیس لجنة الشهداء حسن عاصلة لمواصلة الجهود حتى تتم معاقبة المجرمین، مشیرا إلى أنه لا یثق بالعدالة والقوانین الإسرائیلیة. وردا على سؤال للجزیرة نت أشار إلى أن الطریق الأجدى هو التوجه للمحافل الدولیة للکشف عن الحقیقة.
من جانبه کشف النائب جمال زحالقة للجزیرة نت أن فلسطینیی الداخل سینتهون خلال أسبوع من إعداد مذکرة سترفع للأمم المتحدة ترفض خطاب وزیر الخارجیة الإسرائیلی أفیغدور لیبرمان بشأن التبادل السکانی.
وقال إن فعالیات رسمیة وأهلیة فی العالم جاهزة لملاحقة المتهمین الإسرائیلیین لکنها تحتاج لمن یطرح القضیة أمامها کما ینبغی.
وفی قطاع غزة جابت مسیرتان یوم الجمعة وسط وجنوب القطاع إحیاء للذکرى العاشرة لانتفاضة الأقصى، وتضامنا مع الأسرى فی سجون الاحتلال، واحتجاجا على مفاوضات السلام مع إسرائیل.
وقد طالب أنصار حرکة المقاومة الإسلامیة (حماس) -التی دعت لمسیرة فی مخیمات وسط القطاع- بالوقف الفوری للمفاوضات المباشرة مع إسرائیل الجاریة برعایة أمیرکیة.
وبدورها تبنت حرکة الجهاد الإسلامی فی المسیرة التی دعت إلیها بمدینة خان یونس جنوبی القطاع موقفا مماثلا من المفاوضات، وقال القیادی فی الحرکة محمد الهندی إن "الکیان الصهیونی یستمر فی جرائمه وتهویده للقدس متخذا من المفاوضات غطاء لجرائمه"، ودعا السلطة الفلسطینیة إلى الانسحاب من هذه المفاوضات.
ن/25