یستعمرون أرضنا ویقتلون أبناءنا ونستجدیهم!

یستعمرون أرضنا ویقتلون أبناءنا ونستجدیهم!

زیاد ابوشاویش

الجریمة النکراء التی ارتکبتها قوات الاحتلال الصهیونی فی الخلیل باغتیال قائدین مقاومین من کتائب القسام أشعلت الغضب فی نفوس الفلسطینیین فی مشارق الأرض ومغاربها لأنها جاءت مترافقة مع أکثر القرارات والإجراءات الإسرائیلیة صلفاً وعنجهیة ضد مجمل العملیة السلمیة، وفی مواجهة التساهل الفلسطینی والعربی الذی مهد الطریق لهکذا إجراءات لا تطال استمرار الاستیطان وتوسیعه بل وکذلک تغییر شروط المواطنة لتناسب توجههم لفرض الاعتراف بیهودیة کیانهم على الجمیع بمن فیهم مواطنینا العرب الفلسطینیین الذین اضطروا لحمل الجنسیة الإسرائیلیة بعد نکبة عام 1948.

بالطبع لیست هذه أول جرائمهم ولن تکون الأخیرة، لکنها أتت لتلقی المزید من ظلال الشک على عملیة المصالحة الجاریة فی الساحة الفلسطینیة، وخصوصاً أن کتائب القسام اتهمت أجهزة السلطة الأمنیة فی رام الله بالتنسیق مع سلطات الاحتلال لاصطیاد الشهیدین الکرمی والنتشة فی مدینة الخلیل، ولقاءات قادة هذه الأجهزة مع جابی أشکنازی رئیس أرکان الجیش الإسرائیلی فی بیت لحم قبل عملیة الاغتیال بثلاثة أیام لعدة مرات قدمت مادة دسمة لإثارة الشکوک حول دور هذه الأجهزة وطبیعة عملها ودرجة تعاونها مع الاحتلال.

فی الجانب الآخر من الصورة نجد الانسداد الذی صنعته إسرائیل فی وجه العملیة السیاسیة برمتها وفی وجه کافة الوسطاء دون أن یرف لها جفن، ونسمع أصوات من هنا وهناک تتعالى طالبة الرحمة والمرونة من قادة الکیان الصهیونی العنصری بمن فیها أصوات بعض العرب، هؤلاء الذین لا یملکون من أمرهم شیئاً.

الرئیس الفلسطینی وفریقه حشروا أنفسهم فی أضیق الزوایا ولم یفتحوا أمام شعبهم خیارات أخرى وبقی السید عباس یتحدث عن المفاوضات التی یجب أن یستمر بها حتى لو کانت نسبة نجاحها 1%، والأنکى أنه حین کان یسأل عن خیارات أخرى کالمقاومة والکفاح المسلح یسخر ویکرر ذات الاسطوانة حول السلام واستعادة الحقوق بالمفاوضات، ولا أعرف ماذا سیقول الیوم.

إن عملیة القتل فی الخلیل والحدیث عن حزمة الضمانات الأمریکیة للعدو الإسرائیلی إن جمد الاستیطان جزئیاً ولشهرین مع اقتراب التصویت على قسم المواطنة الإسرائیلیة الجدید هی زوایا لصورة مروعة ثلاثیة الأبعاد لما سیکون علیه حال الشعب الفلسطینی إن ترک قیادته تترنح بهذه الطریقة وتسیر على غیر هدى، وإن لم یقل کلمته الفصل بالعودة لبرنامج الإجماع الوطنی، واللجوء لخیارت أخرى بخلاف المفاوضات العبثیة والإجرامیة، کما بالضغط لانجاز وحدة وطنیة جدیة وصادقة فربما نخرج من مأزقنا المزمن الذی وضعتنا فیه قیادتنا.

ن/25