الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

دولارات العرب وأسلحة أمریکا وما بینهما

دولارات العرب وأسلحة أمریکا وما بینهما

فتحی أحمد

 

نسمع کثیرا عن صفقات بیع الأسلحة التی یصدرها الغرب وعلى رأسه أمریکا للعرب، وأخیرا تصدر الإعلام فی صفحاته خبر بیع أمریکا للسعودیة ترسانة سلاح، ما بین طائرات مقاتلة وأسلحة أخرى لم یفصح عنها، وقدر ثمنها بحوالی ستین ملیار دولار، فضلا عن توفیر حوالی خمسة وسبعین ألف وظیفة لأمریکان لهم الباع الطویل لتوجیه السعودیین على کیفیة استخدام السلاح المنْوی تصدیره.

هذا السلاح لم یوجه إلى إسرائیل ولا حتى إلى الجنود الأمریکان الرابضین فی القواعد العسکریة الأمریکیة؛ هو عبارة عن نهج سیاسی واقتصادی وعسکری، هو اللعب فی المنطقة وتفتیتها وتخویف الخلیج والسعودیة والعرب قاطبة من المد الإیرانی فی المنطقة، فسرعان ما صدق العرب الکذبة الصهیونیة الأمریکیة وباتوا یحسبون لإیران ألف حساب.

هذا الدور تقوم به أمریکا من تحت الطاولة لتألیب العرب ضد إیران، وتقول إن إیران لدیها الرغبة التوسعیة وإعادة أمجاد دولة الفرس المندثرة منذ مئات السنیین، وهذا واضح فی تدخل إیران فی العراق ودعمها لبعض حرکات التشیع فی الخلیج والسعودیة.

أما اقتصادیا فإن أمریکا فی سباق مع الزمن لکی تتخلص من تبعات الأزمة الاقتصادیة التی حلت بها وأیضا من أجل تأمین مصاریفها ونفقاتها العسکریة فی أفغانستان والعراق؛ فهی تبحث عن أسواق خارجیة لتبیعها ما تصنع من سلاح وغیره، فحلفاء أمریکا من غیر العرب لدیهم من المصانع ما یکفی لتغطیة حاجاتهم، ویبقى السوق العربی هو الأکثر استهلاکا وأکثر فائدة من حیث الأرباح التی تجنیها الولایات المتحدة الأمریکیة من بیع السلاح.

وأخیرا عسکریا نعلم جیدا أن "الحدید" الذی تخزنه السعودیة والعرب لا یستخدم ضد أعداء الأمة ولا ضد إسرائیل التی تحتل فلسطین؛ نلاحظ هذا من خلال رسائل التطمینات التی تتلقاها إسرائیل من أمریکا.

ولو بحثنا فی صلب قضیة بیع السلاح سنجد أن لإسرائیل الید الطولى فی تمریر هذه الصفقة، کما مولت إیران فی حربها مع العراق، وکما أسهمت بأموالها فی الحرب العالمیة الأولى والثانیة، فکیف إذن تتقاتل الأمة وتضرب رقاب بعضها البعض دون أن یکون للصهیونیة العالمیة الید الخفیة فی الموضوع؟! فکتاب أحجار على رقعة شطرنج والقوة الخفیة شاهدان على خبث الصهاینة.

فی المحصلة سلاح السعودیة القادم لیس مصدر فرح لنا، بل هو تعس لنا، الأنظمة العربیة برمتها ترفض فکرة محاربة إسرائیل ولکل دولة من دول العالم العربی مشکلة مع جارتها، فهی- أی الدول العربیة- على استعداد لتوجیه السلاح ضد بعضها البعض فیخسرون الغالی والنفیس فی سبیل إرضاء الغرب لأن تحریکهم یحتاج إلى قرار خارجی، فحتى السلاح المکدس لا تتحرک طائرة ولا دبابة إلا بإذن! هذا حال العرب وهذا نهجهم. واللاعب الوحید فی العالم الیوم هو أمریکا ومن خلفها إسرائیل.

بالأمس کانت مصر والسعودیة هما أبرز رواد وقادته، ولا ننسى السباق المحموم بینهما على قیادة العالم العربی، الیوم صفت مصر وطفت والسعودیة أیضا، وباتت قطر هی التی تصول وتجول، دولة صغیرة لا تتجاوز ربع القاهرة لها دور فعال فی المنطقة، فی لبنان تتدخل فی الخلاف الفلسطینی- الفلسطینی، تحشر أنفها فی کل مکان؛ فالدول الکبرى وعلى رأسها أمریکا تقوم بتوزیع الأدوار بین الدول الصغرى والکبرى حسب الحاجة، فالغرب یلعب بالسبع ورقات ویحرض الشعوب ضد الحکام وبالعکس، من أجل مصالحة.. ومن یدفع الثمن على صعید الأرواح والدماء والأموال ومتى تستفیق الأمة ؟ الله أعلم.

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 143061







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)