إسرائیل تقرع طبول الحرب
عدنان بکریة
لا شک أن الأوضاع السیاسیة والدولیة والإسرائیلیة الداخلیة المتقلبة ستشجع نتنیاهو على الإقدام على عملیة عسکریة واسعة للخروج من المأزق السیاسی الخارجی والداخلی الذی یمر به، فنتنیاهو وغیره من القادة الاسرائیلیین دائما حاولوا الخروج من المأزق حتى لو کلف الامرالدخول فی أتون الحرب.. وحتى لو کانت نتائج تلک الحروب غیر مضمونة..
هکذا تعودنا على قادة الاحتلال على مر التاریخ.. فالاجواء الداخلیة والسیاسیة المتلبدة تدلل على ان هناک مخططا لعینا لاشعال المنطقة وقلب المعادلات قبل ایلول لافشال الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطینیة والخروج من المأزق الداخلی الذی تمر به حکومته.. ولا نبالغ اذا قلنا بأن الأجواء الداخلیة فی اسرائیل تشیر الى مخطط قد یأتی على الاخضر والیابس.
اعلان موفاز عن استدعاء الاحتیاط بالجیش الاسرائیلی له دلالاته العسکریة والمیدانیة.. فاسرائیل وعلى مر التاریخ لم تستدعی احتیاطها الا وقت الحروب او قبلها... هکذا کان ابان حرب 67 وحرب 73 وحتى حرب عام 2006.. واستدعاء الاحتیاط یعنی بالنسبة للمجتمع الاسرائیلی ان هناک حربا طاحنة ستدور.. فقد اعلن عن استدعاء الاحتیاط الشهر القادم تحت ذریعة مواجهة اعتراف دولی بفلسطین.. ومواجهة الاعتراف تبقى غطاء لما هو اکبر واضخم.. فاسرائیل لیست بحاجة لاستدعاء احتیاطها لمواجهة قرار اممی او حتى مظاهرات فلسطینیة.. بل ان الامر یتعدى ذالک لیصل الى حدود مواجهة ضخمة.
ان ما یدفع نتنیاهو لمثل هذه المغامرة "المقامرة" هو عدم قدرته على طرح مخرج للجمود الذی یسیطر على العملیة السلمیة وعدم رغبته بتقدیم تنازلات للطرف الفلسطینی، وفی نفس الوقت فهو یتعرض لضغوطات دولیة محرجة وقد یجد نفسه فی عزلة دولیة خانقة قد تقضی على الافق الدبلوماسی والسیاسی للدولة العبریة..
لذا یرى نتنیاهو بان اسهل الطرق لقلب الاوضاع هو خوض حرب طاحنة على اکثر من جبهة او على جبهة واحدة.. فلا یوجد امام نتنیاهو بدیل عن اشعال فتیل الحرب لتفادی الاعتراف الدولی بالدولة الفلسطینیة ولضرب حزب الله مستغلا الاوضاع المأزومة فی سوریا ولبنان.. والاهم من هذا کله اسکات صوت الشارع الیهودی المطالب بالاصلاحات الاقتصادیة والذی بات یهدد باسقاط حکومة نتنیاهو.
حکومة نتنیاهو تمر بازمة سیاسیة واقتصادیة داخلیة والمظاهرات التی تجوب الشوارع باتت تهدد بقاءه فی سدة الحکم.. واذا استمرت هذه التظاهرات سیجد نفسه خارج معادلة الحکم فی ظل تهدیدات باقی الاحزاب بفک الائتلاف الحکومی.. الطریق الاسهل للخروج من هذه الازمات هو افتعال حرب وانجاز نصر حتى لو کان صغیرا من اجل اسکات الشارع الاسرائیلی المطالب بتحسین الاوضاع الاقتصادیة..
من هنا فان کل المؤشرات تدلل على اندلاع الحرب قبل ایلول من اجل ضرب عصفورین بحجر واحد.. اسکات الشارع الاسرائیلی وافشال المجهود الفلسطینی وبالتالی تعطیل القرار الاممی واعادة الاوضاع الى نقطة الصفر والى دائرة المفاوضات العبثیة.
لا نرید الخوض فی نتائج حرب کهذه.. لکن ما ندرکه فعلا ان ایة مغامرة اسرائیلیة ستکون نتائجها وخیمة على الدولة العبریة ومجتمعها وعلى المنطقة وربما الاصطفافات العالمیة برمتها.. فاذا کانت اسرائیل دائما تخوض حروبها متذرعة بالامن والاستقرار.. فان مغامرتها الیوم لن تکون لها ایة ذریعة او حجة سوى تحدی قرار اممی بقوة السلاح الامر الذی سیثیر العالم ویزیده اشمئزازا من الغطرسة الاسرائیلیة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS