الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

سقفان لإسرائیل وسقف واحد للملک!!

المستورد الرئیسی للخوف فی الشرق الاوسط

 

فایز صلاح أبو شمالة

 

"لو کنت إسرائیلیاً لخفت جداً"، هذه الجملة قالها الملک الأردنی "عبد الله"، فی سیاق حدیثه عن مستقبل إسرائیل، حین قال: "إسرائیل توجد فی وضع هو الأصعب من أی وقت". وأزعم أن هذا الرأی هو السقف الذی ارتقى إلیه معظم العرب والمسلمین، ما عدا أولئک الذین غسلت إسرائیل أدمغتهم بقدرتها الخارقة على فعل کل شیء، بالإضافة إلى المحللین السیاسیین الإسرائیلیین؛ الذین أوغلوا فی تحلیل کلام الملک، وتشعبوا فی تفسیر الأسباب الکامنة خلف حدیثه المستهجن عن مستقبل إسرائیل المظلم أمام الأکادیمیین والکتاب الأردنیین!

قال المحللون الإسرائیلیون کل شیء عن خوف الملک على مستقبل مملکته، وعن الحراک الشعبی داخل الأردن، وعن الربیع العربی، وعن المتغیرات الدراماتیکیة فی المنطقة، وعن المزاج الشعبی فی الأردن، ولکنهم لم یقولوا کلمة واحدة عن توصیات قیادة الجبهة الداخلیة فی دولة الصهاینة، التی أوصت مواطنیها بزیادة الحیطة والحذر، والاختباء فی حالة إطلاق الصواریخ تحت سقفین ولیس تحت سقف واحد!.

وأضاف قائد الجبهة الداخلیة فی رئاسة أرکان الجیش الإسرائیلی، اللواء "إیال آیزنبرغ"، فی محاضرة له أمام معهد أبحاث الأمن القومی فی تل أبیب: "إن الأزمة بین إسرائیل وترکیا، وثورات الربیع العربی، تخلقان ظروفا من شأنها أن تؤدی إلى حرب شاملة فی الشرق الأوسط". "إن ما یسمى بربیع الشعوب العربیة، قد یتحول إلى شتاء إسلامی متطرف، وهذا یرفع منسوب احتمالات الحرب الشاملة إلى أعلى درجة، ویمکن أن تستخدم فی هذه الحرب أسلحة دمار شامل.

فأین وجه الخلاف بین سقف الملک "عبد الله" وبین السقفین فی حدیث قائد الجبهة الداخلیة؟ ولماذا یهرب الإسرائیلیون من الحقیقة الساطعة التی تنتظر کیانهم؟ لماذا لم یرق لقیادة الجیش الإسرائیلی کلام قائد الجبهة الداخلیة، فراحوا یبعثون برسائل اطمئنان للسکان من خلال علماء النفس، والاجتماع، والقیادات العسکریة العلیا، والخبراء الإستراتیجیین، الذین حرصوا على بث روح الاطمئنان والثقة فی نفوس الإسرائیلیین؟.

فی هذا السیاق أجرت الإذاعة العبریة لقاءً مع رئیس الدائرة السیاسیة الأمنیة فی وزارة الحرب "عاموس جلعاد"، الذی راح یطمئن الجمهور، ویشید بالوضع الأمنی الإسرائیلی، ویؤکد أن إسرائیل تعیش أحلى أیام حیاتها الأمنیة، ولا سیما مع توقف العملیات الاستشهادیة، وتوقف التفجیرات، وتوقف إطلاق صواریخ المقاومة من جنوب لبنان، والانضباط السائد فی الضفة الغربیة، وتواصل هدوء الجبهات العربیة.

قبل عشرات السنین، حرص الیهود على إنتاج الخوف، وتصدیره إلى العرب والمسلمین، بل اجتهدت المخابرات الإسرائیلیة فی إیجاد أسواق رائجة للخوف من إسرائیل، کان أهم زبائنها بعض القادة والزعماء العرب، الذین حرصوا على استیراد الخوف من إسرائیل، واحتکار توزیعه على الشعوب.

لقد ظل الخوف من إسرائیل سائداً حتى جاء مقاتلو المقاومة الإسلامیة فی لبنان، ومقاتلو المقاومة الإسلامیة فی قطاع غزة، ولملموا شظایا الخوف المتناثر فی الطرقات، وأعادوا تصنیعه من جدید، وکتبوا علیه جملة "لا إله إلا الله"، جملة مفیدة استعصى على المستورد الإسرائیلی للخوف أن یفک رموزها، حتى صارت الدولة التی اسمها إسرائیل هی المستورد الرئیسی للخوف فی الشرق الأوسط.

ن/25

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143289







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)