الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مغالطتان من جملة مغالطات!

حسن البطل

  

"ریان یا باذنجان؟"، "أصابیع البوبو یا خیار؟" دعکم من نداءات باعة البسطات، وهاکم نداء الباعة الجوالین بعد النکبة، کما رواها لی، أمس، أبو إلیاس: "حیفا یافا الرملة اللد/ مسکة نوجا جوز الهند".

تذکرت طفولتی أول المنفى، عندما کان باعة بسطات البرتقال السوریون یقسمون للاجئین الفلسطینیین أن هذا هو برتقال یافا.. وأمی لا تصدق!

الوزیر اللیکودی بنی بیغن، مع شهادة جامعیة فی الجغرافیا (مثلی!) یخلص الى القول (اسرائیل الیوم، 25 أیلول) أن "التخلی عن مهد شعبنا فی السامرة ویهودا لن یأتی بسلام.. بل بعکسه بخاصة".

ما هی حیثیات بیغن الابن؟ أن أبو مازن فی خطبة حیاته تحدث عن 63 سنة احتلال، لا عن 44 سنة . لا بأس، لکن الحیثیة الأساس هی اقتطاف من برامج الاطفال فی التلفزیون الفلسطینی.

المذیع: هل زرت المدن المحتلة منذ 1948؟

الطفل: کنت فی الخلیل.

المذیع: أقصد اللد والرملة وحیفا ویافا وعکا.. هل زرتها؟

الطفل: کنت فی حیفا ویافا.

المذیع: أهی جمیلة؟

الطفل: أجل!

***

لنقل أن عباس ألقى خطبة 63 عاماً، لکن نتنیاهو ألقى خطبة حزقیاهو-یشعیاهو-نتنیاهو، حسب سخریة غدعون لیفی (هآرتس 23 أیلول) وقال، أیضاً: "عندما یقول عباس أن المشکلة هی المستوطنات، أفترض أنه یتحدث عن حیفا، یافا، بئر السبع".

لکل خطبته وروایته، لکن فی الروایة الاسرائیلیة التی صارت کلاسیکیة مغالطة حول رفض الفلسطینیین مشروع التقسیم، الذی کان سیعطی "الدولة العربیة" 44% من المساحة، والباقی لـ"الدولة الیهودیة". کان الرفض الفلسطینی محقاً فی أوانه وزمانه ومعطیاته. لماذا؟

أولاً: حیفا ویافا وعکا أغلى على الفلسطینیین من معالیه أدومیم، أرئیل، غوش عتصیون، التی ترید اسرائیل قضمها وضمها.

ثانیاً: هناک غالبیة عربیة فی "الدولة الیهودیة" ومئات آلاف الیهود فی "الدولة العربیة". دون الاستشهاد بندم المرتد بنی موریس على عدم استکمال "التطهیر العرقی"، فإن الدعوة الحدیثة لـ "یهودیة دولة اسرائیل" تفصح عن أن "الدولة الیهودیة" فی مشروع التقسیم کانت ستمارس التطهیر العرقی ضد الغالبیة الفلسطینیة فی وقت لاحق.

ثالثا: "الدولة العربیة" ستلحق بالاردن، الذی قد یلحق بسوریة لإرضاء فیصل الأول، بغض النظر عن شعار "حیروت": "للاردن ضفتان أولاهما لنا، وثانیهما لنا".

رابعاً: الحجة الأقوى لصالح الرفض الفلسطینی آنذاک، هی أن اسرائیل حطمت العمود الفقری للشعب الفلسطینی، عددیاً (700 ألف لاجئ من أصل ملیون) وکذلک اقتصادیاً وثقافیاً.. وما کان الشعب الفلسطینی فی مقدوره إدارة دولة، إزاء دولة یهودیة مسلحة، ونوعیة، وفتیة وذات مؤسسات راسخة.. وبالتالی، کان سیفقد هذه الدولة فی غضون فترة قصیرة. کنا المهزومین وکانوا المنتصرین.. ولا أهمیة کبیرة لـ 44% من الارض، لکن الأهمیة لـ22% من الارض الآن، مع بناء الشعب الفلسطینی لنفسه على کل صعید، وبناء مؤسسات قادرة على حمل عبء الدولة الفلسطینیة وإدارتها. الشعب أهم من الأرض أحیاناً، ونوعیة الشعب أهم من کمیة الأرض أحیاناً.

***

المغالطة الأثیرة الثانیة، وهی أمنیة ذات بعد سیاسی، أن خصر اسرائیل عام 1967 هو 9 أمیال. هذه مغالطة تکفل بتسفیهها کتاب اسرائیلیون، لاحظوا أنه من حدود 1967 حققت اسرائیل أکبر انتصاراتها.. لکن، من حدود الأمن الاستراتیجی عام 1973 کان وجود اسرائیل فی خطر (الهیکل الثالث فی خطر-موشی دایان).

کما حققت "أوسلو" ربیعاً سیاسیاً واقتصادیاً ودبلوماسیاً لاسرائیل، فإن "الحل بدولتین" سیعنی اعترافاً عربیاً-إسلامیاً حلاً بإسرائیل القویة، المزدهرة.. الخ.

ثمة مغالطات عن کامب دیفید 2000، وأخرى عن عرض أولمرت على عباس بعد مؤتمر أنابولیس، حیث یقول أولمرت فی مقالة له (نیویورک تایمز-الاسبوع الماضی) إن عباس لم یرفض الاقتراح، بل طلب مهلة للدراسة.. ثم ذهبت اسرائیل الى الحرب على غزة! فتوقفت الوساطة الترکیة بین سوریة وإسرائیل، وأیضاً المفاوضات مع أولمرت.

***

فی خطبته اقنع عباس معظم شعبه ومعظم العالم، وربما أقنع نتنیاهو فی خطبته معظم شعبه وبعض العالم.. لکن البلاغة الکلامیة لا تشفع للمغالطات.

ن/25

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143300







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)