الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل والرباعیة.. مفاوضات مفاوضات حتى المفاوضات!

 

ماجد عزام

 

ردت إسرائیل بطریقتها الخاصة على بیان اللجنة الرباعیة نهایة أیلول الماضی الذی دعا لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطینیة ضمن سقف زمنی محدد -حتى نهایة العام القادم 2012- دون تحدید المرجعیات بشکل دقیق وحاسم والاکتفاء بالإشارة بشکل عام وفضفاض إلى حزمة من الخطط والخطب والبیانات الدولیة والأمریکیة الخاصة بعملیة التسویة وآلیة التوصل إلى اتفاق نهائی للسلام فی فلسطین، وعلى هذا الأساس وافقت ایضا على عقد لقاء مع الجانب الفلسطینی نهایة تشرین أول الحالی وتحت سقف الرباعیة لمناقشة آلیة أو کیفیة العودة المفاوضات المجمدة منذ عام تقریبا.

نعم ولکن، هذا العنوان الأنسب للرد أو الموافقة الإسرائیلیة الملغومة على البیان المذکور.. وعموما لفهم أوسع وأشمل لخلفیات وأهداف المناورة الاسرائلیة المکشوفة یمکن عرض النقاط الأساسیة التالیة:

- فهمت إسرائیل البیان على أنه دعوة للتفاوض دون شروط مسبقة ما یتلاءم مع موقفها المعلن وهی لا ترفض بشکل کلی المرجعیات التی تمت الإشارة الیها مثل خارطة الطریق وخطاب باراک أوباما- 19 ایار/مایو وبیان الرباعیة نفسها نهایة العام الماضی ولکن تملک فهمها أو تفسیرها الخاص لتلک المرجعیات وتعتبر، کما أعلن نتنیاهو، صراحة أن طاولة المفاوضات هی المکان الملائم کی یعرض کل طرف وجهة نظره من أجل التوصل الى فهم موحد أو مشترک لها؛ والهدف واضح وجلی هنا جر الفلسطینیین ألى طاولة التفاوض دون شروط أو مرجعیات قاطعة لکسب الزمن وفرض الوقائع على الأرض فی الضفة الغربیة بشکل عام وفی القدس ومحیطها بشکل خاص، ما یفرغ أی مفاوضات من جدواها ومحتواها مع إظهار إسرائیل بمظهر الساعی إلى السلام ونزع صفة الرافض أو المعرقل عنها.

- لم تتوقف حکومة نتنیاهو- أو عصابة الثمانیة وفق تعبیر جورج میتشل الشهیر- کثیرا أمام الجدول الزمنی الذی تضمنه البیان، وهی هنا تصرفت وفق طریقتها المعتادة التی تعتبر نهایة العام القادم موعدا مستهدفا ولیس نهائیا من أجل التوصل إلى اتفاق کما أنها ما زالت وفیة لمنهج أو مصطلح رابین الشهیر "لا مواعید مقدسة" ومن لا یعجبه فلیتصبب عرقا، کما لمنهج شامیر الشهیر عن التفاوض مع الفلسطینیین لمائة عام.. واعتقد أن هذا کان الهدف لمعظم الحکومات الاسرائلیة خلال العقدین الماضیین إغراق السلطة فی مفاوضات لا تنتهی دون نتائج جدیة وملموسة..!!

- لم تکتف حکومة نتنیاهو أو عصابة الثمانیة -المجلس الوزاری الثمانی- بالتحفظات السابقة وإنما عرضت تحفظات أخرى کفیلة بنسف المفاوضات من أساسها وذلک عبر اعتماد تکتیک یتضمن الترکیز على ملفات وقضایا إجرائیة وتمهیدیة وأیضا دون سقف زمنی محدد، حیث یرفض نتنیاهو مناقشة ملفی الأمن والحدود بمعزل عن الملفات الأخرى مثل یهودیة الدولة وحق عودة اللاجئین وغلق الصراع بشکل نهائی، ویصر فی المقابل على أن تتم المفاوضات على کافة الملفات بشکل متزامن ما یعنی نسف بیان الرباعیة من أساسه وتحویل العملیة برمتها أو إعادتها بالأحرى إلى ما کانت علیه طوال العقدین الماضیین ماراثونا مفتوحا دون أفق أو نهایة واضحة المعالم..!!

- ثمة هدف آخر وقف خلف الموافقة الملغومة على بیان الرباعیة ویتمثل بقطع الطریق على استحقاق أیلول، وتزویر أو تشویه الواقع عبر تصویر إسرائیل بمظهر المستعد للعودة للمفاوضات والمنفتح على فکرة التوصل إلى اتفاق سلام بینما یأتی الرفض من قبل السلطة الذاهبة إلى الخطوات الأحادیة تهربا من المفاوضات وتعقیداتها واستحقاقاتها.

- المعطیات أو الحقائق السالفة تعبر عن فهم راسخ لدى نتنیاهو وحکومته باستحالة استئناف المفاوضات فی المدى المنظور، وأن الأمر قد لا یتحقق قبل الانتخابات الأمریکیة القادمة.. وثمة قناعة أخرى تتضمن ضرورة المراوحة فی المکان وعدم تقدیم أی "تنازلات" إلى حین اتضاح مآلات وآفاق الربیع العربی ومیدان التحریر المتنقل من دولة إلى أخرى، علما أن ثمة قناعة أخرى مستترة ذات طابع استراتیجی یتم التعبیر عنها فی الجلسات المغلقة، وأحیانا بشکل ضمنی عبر التصریحات والمواقف العلنیة ترى أن هذا النزاع غیر قابل للحل، لا الآن ولا فی المستقبل أیضا..!! وما یجب عمله هو إدارته فقط بأقل الخسائر الممکنة للدولة العبریة..!!.

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 143320







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)