ممارسة اسلوب الخنق الاقتصادی لأجبار المقدسیین علی هجر المدینة

وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ وکالات ـ أکد أستاذ علم الاجتماع فی جامعة القدس د.عزمی أبو السعود، أن هناک انعکاسات خطیرة للسیاسات الإسرائیلیة المبرمجة على المقدسیین وعلى الوضع الدیمغرافی فی القدس، مشیراً إلى أن الاحتلال یتبع أسلوب الخنق الاقتصادی لتهجیر المقدسیین من أراضیهم.
وحذر أبو السعود من ارتفاع مقلق فی معدل الجریمة فی المدینة ناجم بشکل مباشر وغیر مباشر عن سیاسات الاحتلال الرامیة إلى تهویدها وطرد أکبر عدد من سکانها لحسم قضیة القدس قبل بحث وضعها على طاولة المفاوضات مع السلطة برام الله. وقال أستاذ علم الاجتماع فی دراسة أعدها على مدار العام الماضی ونشرها یوم أمس الأحد، بعنوان "أثر سیاسات الاحتلال الصهیونی على رفع معدلات الجریمة فی مدینة القدس المحتلة، إن هدف الدراسة التعرف على أثر سیاسات سلطات الاحتلال على أهل القدس وسکانها، وعلى الوضع الاقتصادی والاجتماعی والمشاکل الاجتماعیة والاقتصادیة المترتبة على السیاسات الإسرائیلیة.
وبینت النتائج أن 86 % من المقدسیین قد تعرضوا لمضایقات من قبل سلطات الاحتلال، وأن أکثر أنواع المضایقات التی یتعرض لها السکان فی مدینة القدس حسب درجة تکرارها تتمثل فی المضایقات التی یتعرض لها السکان عند مراجعتهم للدوائر الرسمیة الإسرائیلیة فی الحاجات الیومیة، والمضایقات التی یتعرض لها المقدسیون من قبل الجیش والمخابرات على ( الحواجز الأمنیة، المداهمات، الاعتقال)، والمضایقات المتعلقة بالغرامات المالیة المترتبة على المخالفات، واعتداءات من قبل المستوطنین الیهود، واستخدام الیهود لکامیرات المراقبة فی الشوارع والممرات داخل مدینة القدس بهدف التضییق علیهم وکبت حریاتهم العامة.
وأوضح أن 55 % من أفراد عینة الدراسة قد تعرضوا لاعتداء من قبل السلطات وجیش الاحتلال، وکان من أکثر أنواع الاعتداءات التی یتعرض لها المواطنون فی القدس حسب درجة تکرارها الاعتداء اللفظی (العنف اللفظی) بالترتیب الأول، والاعتداءات على الممتلکات الخاصة، والاعتداء بالضرب، وأخیرا اعتداءات أخرى وکان من أهمها استخدام القوة لمنع المصلین من دخول ساحات الأقصى المبارک، وإغلاق المحال التجاریة بالقوة وتدمیر الممتلکات وسلب المقتنیات خلال الحملات الاستخباریة الإسرائیلیة وعدم مراعاة المشاعر الدینیة وحرمة البیوت.
وعن المشاکل الاقتصادیة أظهرت نتائج الدراسة أن المجتمع المقدسی المحافظ یعانی بدرجة مرتفعة، حیث احتلت مشکلة ارتفاع أجور السکن فی المدینة المرتبة الأولى، فی حین جاءت فی المرتبة الثانیة مشکلة ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ومن بین المشاکل الاقتصادیة الأخرى التی یعانی منها السکان کثرة الدیون ونقص الأجور وقلة فرص العمل، وارتفاع أجور النقل والمواصلات وأسعار الوقود، وأظهرت النتائج بأن جمیع المشاکل الاقتصادیة التی یعانی منها السکان فی مدینة القدس العربیة والتی شملها هذا المحور جاءت بدرجة موافقة مرتفعة، وتعکس هذه النتائج خطورة السیاسات التی اتبعها الاحتلال فی الاستیطان والضغط على المواطنین وما ینتج عنها من مشاکل اقتصادیة بین السکان فی مدینة القدس المحتلة.
تاتی الاشارة الی هذه الجرائم المنظمة من قبل الاحتلال الصهیونی فی ظل مواصلة بناء المستوطنات الصهیونیة فی الضفة و القدس و تشرید الآلاف من سکان النقب من اراضیهم ناهیک عن الجرائم التی یرتکبها الاحتلال بحق الاسری فی السجون.