یدیعوت:ما یحدث فی القدس معرکة على السیادة
وکالة القدس للانباء(قدسنا) قال المحلل ألیکس فیشمان، فی صحیفة "یدیعوت أحرونوت"، الصادرة صباح الیوم(الخمیس)، أنه مهما أطلقت من أسماء على ما یحصل من القدس، انتفاضة أو هبة شعبیة، فإن الحقیقة هی أن ما یحصل هو معرکة قاسیة على السیادة على القدس.
وبحسبه فإن کافة الفصائل الفلسطینیة شکلت جبهة تهدف إلى التخلص من الحکم الإسرائیلی، فی حین أن إسرائیل تستطیع أن "تثبت أن العنف غیر مجد بإحدى طریقتین؛ إما العودة إلى المفاوضات السیاسیة أو تفعیل المزید من القوة العسکریة وحشد المزید من قوات الشرطة".
واکد أنه "عندما تشتعل القدس فإن أبو مازن یوضح لإسرائیل أن الأخیرة غیر قادرة على السیطرة الفلسطینیین فی المواقع التی لا تخضع للسلطة الفلسطینیة، وبالتالی فإن إسرائیل تتورط فی "أحداث العنف"، وأنه فی اللحظة التی یتوقف فیها التنسیق الأمنی فإن إسرائیل ستتورط فی داخل الضفة الغربیة أیضا.
وبحسبه فإنه عندما أعلن أبو مازن قبل عدة أسابیع أنه ینوی خفض العلاقات مع إسرائیل إلى الحد الأدنى، و"تسلیم نتانیاهو المفاتیح"، فإنه لم یقصد تفکیک السلطة الفلسطینیة، وإنما أن "السلطة ستتوقف عن کونها أداة بید نتانیاهو للسیطرة على السکان فی الضفة الغربیة".
ویدعی الکاتب أن هناک فی إسرائیل من تصرف بغباء سیاسی، وقرر إغلاق الحرم المقدسی، الأمر الذی لعب لصالح أبو مازن، حیث أنه "سیثیر الخلافات مع الأردن، ویغضب العرب فی الداخل الفلسطینی، ویشعل العالم الإسلامی".
ویشیر فی هذا السیاق إلى قرار الأردن استدعاء سفیرها فی إسرائیل، رغم أن نتانیاهو تعهد للملک الأردنی عبد الله الثانی بتهدئة الأوضاع فی القدس.
ولکن بعد ساعات من هذا التعهد بادر أعضاء فی الائتلاف الحکومی إلى إطلاق تصریحات استفزازیة بشأن کسر الوضع الراهن فی الحرم المقدسی والتوجه إلى الحرم بشکل تظاهری، الأمر الذی أدى إلى إغلاقه.
ویخلص الکاتب إلى نتیجة أن تهدئة الوضع فی القدس یجب على إسرائیل أن تعمل على جعل السلطة الفلسطینیة تدرک أن "العنف فی القدس لن یکون فی صالحها"، وأنه یمکن تحقیق ذلک بإحدى طریقتین، إما العودة إلى المفاوضات، وهو أمر مستبعد فی الظروف السیاسیة الحالیة.
أما الطریقة الثانیة فهی تفعیل المزید من القوة، وهو أمر تتقنه إسرائیل جیدا، بحسبه، ویعنی نشر المزید من الحواجز فی القدس، ووقف التنقل بین إسرائیل والضفة الغربیة، وشن حملات اعتقالات وتفتیش، وقرارات تمس بالاقتصاد الفلسطینی، وفرض الإغلاق على مناطق معینة، ونشر المزید من قوات الاحتلال وعناصر الشرطة والشاباک.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS