معرکة 2012 رسمت خریطة المواجهة مع الاحتلال
وکالة القدس للأبناء (قدسنا) - وکالات - أکد الخبیر العسکری یوسف الشرقاوی، أن معرکة "حجارة السجیل" التی استمرت لمدة ثمانیة أیام فی مواجهة العدوان الإسرائیلی الذی أعقب اغتیال الشهید أحمد الجعبری نائب القائد العام لکتائب الشهید عز الدین القسام، قد رسمت خریطة المواجهة مع الاحتلال بما کشفته من مفاجآت وإمکانیات.
وأوضح الشرقاوی خلال حدیثه فی الذکرى السنویة الثالثة لمعرکة "حجارة السجیل" التی اندلعت فی 14/11/2012م، أن تطور سلاح المقاومة من تلک المعرکة وحتى المعرکة الأخیرة "العصف المأکول" ظهر بشکل واضح، الأمر الذی یؤکد على أن هدف المقاومة "استراتیجی".
وأضاف الشرقاوی: "الاحتلال استخدم الکثیر من الأسلحة الفتاکة أثناء حرب الأیام الثمانیة، بما فیها الفسفور الأبیض، فجیش الاحتلال عادة ما یستخدم أشد أسلحته فتکا فی حروبه ضد القطاع، وکانت الأیام الثمانیة فرصة للاحتلال لاستعراض ما یمتلکه، کما کانت حرب 2014 کذلک بالنسبة له".
واستخدم الاحتلال فی عدوان الأیام الثمانیة الذی کان عبارة عن عملیة جویة، صواریخ وقذائف فتاکة أدت إلى استشهاد 191 مواطنا منهم 47 طفلا و12 سیدة و20 مسنا، وخلفت 1526 جریحا منهم 533 طفلا و103 مسنین، و254 سیدة.
کما دمر الاحتلال عددا کبیرا من المنازل، وصلت إلى 2175 منها 124 بشکل کامل، بما فیها منزل عائلة الدلو الذی استشهد فیه 11 فردا، غالبیتهم من الأطفال والنساء.
وتابع الشرقاوی: "کخبراء عسکریین یمکن أن نتحدث کثیرا عن تطور المقاومة وهو ما کان مشهودا لها فی الحرب الأخیرة (2014)، غیر أننا کنا فی انتظار صواریخ أکثر تأثیرا، خاصة وأن المقاومة اعتمدت على البعد والمدى للصواریخ أکثر من اعتمادها على قوتها التفجیریة".
واعتبرَ أن سریة العمل نقطة قوة لدى المقاومة إذ إن الفشل الاستخباراتی للاحتلال جعله یتخبط بشکل کبیر، ولم یتمکن من تحقیق أی إنجاز عسکری على الأرض.
وأکد الشرقاوی أن الاحتلال اتخذ فی حروبه العدوانیة الثلاثة على القطاع، أرض غزة وسکانها حقل تجارب لأسلحته الجدیدة، خاصة وأن العدوان الأخیر شهد تطورا غیر مسبوق فی أسلحة الاحتلال، وأفشل کذلک الکثیر من صفقات السلاح التی عقدها الاحتلال مع بعض دول العالم.
وتابع: "ألمانیا دعمت (إسرائیل) فی الحرب الأخیرة بأسلحة قدرت بـ700 ملیون دولار، وفی المقابل فشل عدد من الصفقات التی عقدتها (إسرائیل) لبیع القبة الحدیدیة"، مشیرا إلى أن اعتماد الاحتلال على نتائج عدوان 2012م جعل صدمته بأسلحة المقاومة أکبر.
وأضاف الشرقاوی: "المقاومة استفادت أکثر من الاحتلال فی رسم خریطة المواجهة، فحرب الأیام الثمانیة، والحرب الأولى 2008/2009 کانتا فرصة لها لتحدید نقاط قوة الاحتلال وضعفه، وتطویر قدرات المقاومین وأسلحتها لإحداث فرق واضح على الأرض".
وأشار إلى أن أبرز ما تمیزت به المقاومة هو "اخلاقیاتها"، إذ قال: "یحکم العمل العسکری أخلاقیا بتجنبه للمدنیین والمقاومة کانت أهدافها عسکریة صرفة، أما الاحتلال فبنک أهدافه مدنی".
ولفت الخبیر العسکری النظر، إلى أن عدوان الأیام الثمانیة کان نموذجا أخلاقیا تبعته المقاومة فیما بعد، وطورت علیه، وأن الانتصار فی هذا العدوان کان مقدمة لانتصار عسکری أعظم فی عدوان 2014م.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS