العفو الدولیة: العدوان على غزة فی أغسطس یرقى لجرائم الحرب

وکالة القدس للانباء(قدسنا) قالت الیوم منظمة العفو الدولیة "أمنستی" إن الغارات الجویة التی قامت بها طائرات الاحتلال "الإسرائیلیة" فی نهایة الحرب على غزة فی آب/اغسطس الماضی بشکل مباشر ومتعمد على المبانی التاریخیة ترقى لمستوى جرائم الحرب.
وأوضحت "أمنستی" أن هناک أدلة على وجود هجمات على أربعة مبانی ذات طوابق متعددة خلال الأیام الأربعة الأخیرة من الحرب، حیث تعتبر مخالفة للقانون الإنسانی الدولی ودعت لأن یتم التحقیق فیها بشکل مستقل ونزیه.
وقال فیلیب لوثرمدیر برنامج الشرق الأوسط وشمال افریقیا فی منظمة العفو الدولیة: کل الدلائل لدینا تشیر إلى أنه تم التدمیر على نطاق واسع ومقصود ودون أی مبرر عسکری.
وأضاف لوثر، أن کل من الدلالات الموجودة على الأرض والتصریحات التی قام بها الناطقون باسم جیش الاحتلال فی ذلک الوقت تشیر إلى أن الهجمات کانت عبارة عن عقاب جماعی ضد سکان غزة، وکان المقصود منها تدمیر مصادر رزقهم والتی هی غیر مستقرة أصلاً.
وحین قام جیش الاحتلال بتحذیر سکان المبانی ودعاهم لترکها قبل تدمیرها أصیب عدد من الأشخاص القریبین بجروح، فی حین لحقت خسائر فادحة بمئات الأشخاص جراء فقدهم منازلهم وشرکاتهم وممتلکاتهم.
فی جمیع الحالات الأربعة، سارع السکان المذعورون لإخلاء مبانیهم، وفی معظم الحالات لم یتمکنوا من إنقاذ أی من ممتلکاتهم، بما فی ذلک وثائق مهمة، ومجوهرات ومدخرات.
المرکز التجاری التابع لبلدیة رفح والذی یحتوی على مرکز للتسوق، ومرآب لتصلیح السیارات، والعدید من المکاتب، وعیادة طبیة، کلها سویت کهیکل عظمی من العوارض الحدیدیة والخرسانة، حیث أن الأعمال التجاریة الموجودة فی هذا المبنى قدمت سبل العیش لمئات الأسر الذین یناضلون الآن من اجل تغطیة احتیاجاتهم، حیث لم تقدم سلطات الاحتلال "الإسرائیلیة" أی معلومات عن سبب تسویتها للمبانی الأربعة.
ویقول فیلیب لوثر "لقد قام جیش الاحتلال "الإسرائیلی" بشن غارات سابقا على شقق خاصة فی مبان شاهقة دون تدمیرها کاملة".
وأضاف "حتى لو کانت سلطات الاحتلال تعتقد بأن جزءً من المبنى کان یستخدم لأغراض عسکریة فإن لدیهم القدرة على اختیار وسائل وأسالیب للهجوم من شأنها تقلیل الضرر اللاحق بالمدنیین وممتلکاتهم".
وأرسلت منظمة العفو الدولیة النتائج التی توصلت إلیها حول الضربات الجویة لسلطات الاحتلال "الإسرائیلیة"، وطلبت توضیحات حول الهجمات التی تم تنفیذها وما الذی کان یجری استهدافه، وما الاحتیاطات التی اتخذت للحد من مخاطر وقوع أضرار للمدنیین، وعما إذا کانت قد أجریت أی تحقیقات أو لا تزال مستمرة.
وتم تلقی رد من مراقب الدولة حول محور التحقیقات فی العدوان الأخیر على غزة بأن لا أحد من السلطات یمکنه أن یرد على الأسئلة حول هذه الهجمات.
ودعت منظمة العفو الدولیة إلى تعیین لجنة تقصی حقائق تابعة للأمم المتحدة یسمح لها بأجراء تحقیقاتها دون أی عائق، وعلى سلطات الاحتلال أن ترفع الحظر عن منظمة العفو الدولیة وغیرها من منظمات حقول الإنسان والسماح لها لدخول غزة.