'مزحة' جندی تکشف هشاشة المنظومة العسکریة والأمنیة الإسرائیلیة

وکالة القدس للانباء(قدسنا) اتفق محلل عسکری وآخر سیاسی على أن حادثة الجندی الإسرائیلی الذی اختلق عملیة اختطافه فی مدینة الخلیل, کشفت عن الهواجس الأمنیة والسیاسیة والعسکریة التی تعصف بالکیان.

وأکد المحللان فی تصریحات نشرتها وکالة "فلسطین الیوم" أن تعاطی "إسرائیل" مع حادثة الخطف المختلقة تعکسُ حالة الرعب والعجز الصهیونی فی التعامل مع حوادث حقیقة فی حال وقوعها، وأن الحادثة أبرزت الخشیة الإسرائیلیة من خطف جنود بالضفة المحتلة وضعفها فی تحمل تبعاتها، متفقین فی أن خطف جندی حتماً سیزلزل "إسرائیل" من جمیع النواحی خاصة المعنویة والمادیة.

وکان جیش الاحتلال الإسرائیلی أعلن فجر الجمعة الماضیة، العثور على الجندی المفقود "نیر أسرف" بعد ساعات من اختفائه قرب مستوطنة "کریات أربع" قرب مدینة الخلیل جنوب الضفة الغربیة المحتلة.

وجاء على لسان الناطق بلسان الجیش "موتی الموز" أن خلفیات الحادث جنائیة بحتة وأن البلاغ کاذب وهدف لجلب الأنظار وإرباک قوات الأمن فی حین سیتم تحویل الجندی للتحقیق لدى الشرطة الإسرائیلیة.

وعلى الرغم من إعلان "اسرائیل" رسمیاً اعتقال صدیق الجندی المذکور إلا أنها لم تتحدث عن تفاصیل اختفائه رسمیاً؛ ولکن المؤکد ان هذه "المسخرة" التی قام بها الجندی الرومانسی کشفت عن أن أجهزة الاستخبارات الإسرائیلیة عبارة عن أجهزة من ورق؛ وفقاً لمراقبین! المحلل السیاسی حسن عبدو یوضح أن "المقاومة أخذت على عاتقها إخراج أسراها من سجون الاحتلال الإسرائیلی, وقد نفذت المقاومة عملیات عدة من ضمنها عملیة جلعاد شالیط والعملیات التی نفذت فی الحرب الأخیرة".

وبین عبدو أن الاحتلال الإسرائیلی"یدفع المقاومة والشعب الفلسطینی لتنفیذ عملیات خطف جنود إسرائیلیین بسبب اعتداءاته وعنصریته وانتهاکاته الدائمة والمتکررة بحق الفلسطینیین".

وقال إن "العدو یعطی لهذه القضیة زخماً وأهمیة کبیرة لأنه یدرک أنها الطریقة الوحیدة التی تستطیع من خلالها المقاومة إجبار العدو على إخراج الأسرى الفلسطینیین من سجونه", مشیراً إلى أن المقاومة نفذت عملیات خطف للجنود الإسرائیلیین ونجحت فی إبرام صفقات تبادل لإخراج الأسرى.

عبدو: استنفار العدو لکافة طاقاته فی الخلیل بعد ورود أنباء عملیة الخطف یدلل على حجم الخشیة من هکذا عملیات

وکانت آخر عملیات التبادل التی أبرمتها المقاومة مع الاحتلال الإسرائیلی عام 2011 والتی تعتبر أضخم عملیة تبادل منذ بدایة الصراع الإسرائیلی – العربی، حیث أفرج الاحتلال خلالها عن 1027 أسیر فلسطینی مقابل الإفراج عن الجندی الصهیونی جلعاد شالیط الذی اُسر خمس سنوات لدى المقاومة الفلسطینیة.

ولفت عبدو إلى أن ما قام به العدو من استنفار لکافة طاقاته فی الخلیل بعد ورود أنباء عملیة الخطف یدلل على حجم الخشیة من هکذا عملیات, متسائلاً فی الوقت ذاته"کیف یمکن لجندی مراهق مریض نفسیاً أن یلحق الضرر بمدینة فلسطینیة کاملة, جراء عمل صبیانی؟!".

وحول اعتقال الشاب الفلسطینی هادی العجلونی بعد کتابته کلمة "سامحونی" على الفیس بوک بحجة الخشیة من نیته تنفیذ عملیة فدائیة أوضح عبدو أن هذا الفعل "یدلل على حجم العنصریة والهاجس الذی یعیشه الکیان الإسرائیلی".

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب العجلونی صباح الجمعة من البلدة القدیمة فی القدس المحتلة، واقتادته إلى مرکز شرطة "القشلة" ومن ثم مرکز تحقیق" المسکوبیة" غربی المدینة للتحقیق معه على خلفیة نشره تدوینة فیس بوک تحمل کلمة واحدة "سامحونی".

ویتفق الخبیر العسکری واللواء المتقاعد واصف عریقات مع سابقه عبدو فی أن أکثر ما یخشاه العدو الصهیونی لدى المقاومة الفلسطینیة هو عملیات خطف الجنود؛ نظراً لتداعیاتها المکلفة على الکیان الإسرائیلی.

عریقات: عملیات الخطف خاصة الفردیة تهزُ المنظومة الإسرائیلیة

وأکد عریقات أن عملیات الخطف أکثر ما یؤرق الکیان الإسرائیلی بسبب تداعیاتها الأمنیة والمالیة والعسکریة التی یتکبدها للعمل على تحریر المختطف، موضحاً أن "مزحة" الجندی الأخیرة واختلاقه لحادثة اختطافه على أیدی فلسطینیین کلفت الکیان الإسرائیلی خسائر مادیة ومعنویة کبیرة، خاصة أنه لم یعرف تفاصیل أکثر بعد مضی وقت على "الکذبة", متسائلاً فی الوقت ذاته ما حال الجیش فی حال کانت "الکذبة" حقیقة؟!.

وأشار أن عملیات الخطف خاصة الفردیة تهزُ المنظومة الإسرائیلیة لضعف تعقبها للأفراد على عکس العملیات المنظمة التی تتبع لفصیل معین، لافتاً أنه من الصعب اکتشاف العملیات الفردیة لفقدان "طرف الخیط لتتبع الفرد".

وبین ان عملیة الخطف تلقی بظلال سیئة على المستوى السیاسی والعسکری والأمنی الإسرائیلی، وبالأخص یمس الجانب المعنوی للجیش الإسرائیلی والجبهة الداخلیة.

وأوضح أن عملیات الخطف ترهقُ المیزانیة العامة للکیان الإسرائیلی وخاصة میزانیة الجیش.

کما وأشار عریقات أن جغرافیة وطبیعة الضفة المحتلة مهیأة بشکل کبیر لخطف الجنود الصهاینة، وذلک لتداخلها مع المستوطنات الإسرائیلیة جغرافیاً وتمتعها بتضاریس وعرة.