الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ارتیاح إسرائیلی لدور السیسی فی إجهاض المبادرة الفرنسیة

وکالة القدس للانباء(قدسنا) هناک ما یدلّ على أن الزیارة التی قام بها، أخیراً، وزیر الخارجیة المصری، سامح شکری، لإسرائیل کانت مجرد جزء من تحرّک مصری شامل یهدف إلى إنقاذ تل أبیب من تبعات المبادرة الفرنسیة بشأن استئناف مفاوضات السلام. فقد کشف "مرکز یروشلیم لدراسة المجتمع والدولة" الإسرائیلی، المرتبط بدوائر صنع القرار فی تل أبیب، عن أن مصر تسعى بالتنسیق مع إسرائیل لتهیئة الظروف أمام عقد مؤتمر إقلیمی لمناقشة سبل عودة المفاوضات بین إسرائیل والسلطة الفلسطینیة، وذلک بالتعاون مع الأردن ودول عربیة أخرى.

وبحسب "مرکز یروشلیم لدراسة المجتمع والدولة"، الذی یرأس مجلس إدارته وکیل الخارجیة الإسرائیلی، دوری غولد، فإن التحرک المصری بالتنسیق مع إسرائیل، وبإسناد عربی، یهدف إلى نسف مبررات عقد المؤتمر الدولی الذی دعت إلیه فرنسا، أواخر العام الحالی، والذی تخشى حکومة الیمین المتطرف فی تل أبیب، أن یمثّل نقطة تحول نحو تمریر قوانین فی المحافل الأممیة تجبرها على اتخاذ قرارات تتناقض مع خطها السیاسی ومنطلقاتها الأیدیولوجیة وتمس بمکانة إسرائیل الدولیة.

التحرک المصری لمؤتمر إقلیمی بالتنسیق مع إسرائیل، وبإسناد عربی، یهدف إلى نسف مبررات عقد المؤتمر الدولی الذی دعت إلیه فرنسا


وفی ورقة تقدیر موقف، أصدرها ونشرها المرکز ذاته على موقعه، أول من أمس الإثنین، یشیر المرکز إلى أن المؤتمر الإقلیمی الذی تسعى مصر، أساساً، لتنظیمه یهدف إلى "توجیه ضربة قاضیة" لفکرة تنظیم المؤتمر الدولی، الذی تسعى إلیه فرنسا. ویلفت إلى أن التحرک المصری وضع السلطة الفلسطینیة بموقف حرج، إذ إن رئیسها، محمود عباس، بات بین المطرقة والسندان، لأنه یدرک أن التحرک المصری لا یخدم المصالح الفلسطینیة لکنه، فی الوقت ذاته، یخشى الخروج ضد مبادرة الرئیس المصری عبدالفتاح السیسی.

وبحسب التقدیر، فإن الرئیس الفلسطینی یعی أن قبوله بالعرض المصری یعنی وضع نهایة لاستراتیجیة السلطة الفلسطینیة الهادفة إلى "تدویل" الصراع وتشجیع المقاطعة ضد إسرائیل. وتشیر ورقة تقدیر المرکز إلى أن عباس یحاول التملّص من الرد على العرض المصری بتنظیم لقاء یجمعه مع کل من السیسی ورئیس الوزراء الإسرائیلی، بنیامین نتنیاهو، وملک الأردن عبدالله الثانی، یهدف لمؤتمر إقلیمی. ویجزم التقدیر مجدداً أن الهدف من التحرک المصری الهادف لعقد المؤتمر الإقلیمی هو "إنقاذ" نتنیاهو من تبعات الإقدام على خطوات یمکن أن تفضی إلى تفکیک حکومته، على اعتبار أن الأحزاب المشارکة فی الائتلاف ترفض الوفاء بالشروط التی تطالب بها السلطة الفلسطینیة لاستئناف المفاوضات بین الجانبین.

ویلفت التقدیر ذاته إلى أن ما یریح إسرائیل فی التحرک المصری حقیقة أنه یهدف إلى تهیئة الظروف أمام إجراء مفاوضات مباشرة بین إسرائیل والفلسطینیین من دون طرح شروط مسبقة. ویذکر أن کلاً من قیادة السلطة وحرکة "فتح" سبق أن أعلنتا أن استئناف المفاوضات مع إسرائیل یجب أن یتم فقط بعد تلبیة إسرائیل الشروط التالیة: إعلان إسرائیل وقف الأنشطة الاستیطانیة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطینیین الذین اعتقلوا قبل التوقیع على اتفاقیة أوسلو عام 1993، وخطوات إسرائیلیة لبناء الثقة، مثل رفع الطوق والحواجز العسکریة وتسهیلات اقتصادیة. ویضاف إلى ذلک، إعلان إسرائیل قبولها القرارات الدولیة بشأن حق الفلسطینیین بدولة مستقلة على حدود 1967 وحلّ قضیة اللاجئین.


تهدف الخطوة المصریة إلى تهیئة الظروف أمام إجراء مفاوضات مباشرة بین إسرائیل والفلسطینیین من دون طرح شروط مسبقة

من ناحیته، یرى وکیل وزارة الخارجیة الإسرائیلی الأسبق، أوری سافیر، والذی قام، فی ذلک الوقت، بدور رئیسی للتوصل إلى اتفاق "أوسلو" أن التحرک المصری یعکس فی الواقع "تنکّر" الدول العربیة للفلسطینیین. وفی مقال نشرته صحیفة "معاریف" فی عددها الصادر، الأحد الماضی، ینقل سافیر عن مسؤول فلسطینی بارز مقرّب من الرئیس الفلسطینی قوله، إن القیادة الفلسطینیة تشعر بالإحباط لأنّ مصر لا توظف عضویتها فی مجلس الأمن لدعم المواقف الفلسطینیة، لا سیما عدم مساعدة عباس فی تمریر قرار فی المنظمة الأممیة یلزم بإقامة دولة فلسطینیة.

ویلفت سافیر إلى أن نتنیاهو یستغل حقیقة أن الدول العربیة مشغولة حالیاً بمواجهة تنظیم "الدولة الإسلامیة" (داعش) ولیس القضیة الفلسطینیة. ویوضح سافیر أن کلاً من مصر والأردن ودول عربیة أخرى معنیّة باستنفاد الطاقة الکامنة فی التعاون الأمنی وتبادل المعلومات الاستخباریة مع إسرائیل لمواجهة الإرهاب أکثر من اهتمامها بالقضیة الفلسطینیة.

ویشیر إلى أن کبار وزراء الحکومة الإسرائیلیة یدعون إلى تمریر مشاریع قوانین تسدل الستار على أیّ فرصة للتوصل إلى تسویة سیاسیة للصراع مع الفلسطینیین. فقد أعلن وزیر التعلیم والتربیة الإسرائیلی، رئیس حزب "البیت الیهودی"، نفتالی بنیت، أنه یتوجب على إسرائیل ضم مناطق "ج" التی تشکل أکثر من 60 فی المائة من مساحة الضفة الغربیة المحتلة لإسرائیل. وفی الوقت ذاته، بدأت أحزاب الیمین الإسرائیلی بتحرکات برلمانیة لتمریر مشاریع قوانین تهدف إلى ضم المستوطنات الکبرى لإسرائیل، لا سیما مدینة "معالیه أدومیم"، التی تقع شمال شرق القدس المحتلة، و"أرئیل"، التی تقع شمال غرب مدینة نابلس، شمالی الضفة الغربیة.

العربی الجدید


| رمز الموضوع: 150591







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)