الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ثلاثة أسباب لفتور العلاقات بین السلطة والسعودیة

وکال القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- تصارع قیادة السلطة الفلسطینیة تحدیات جمة فی الفترة الأخیرة، فی ظل الفتور الذی بات یسیطر على علاقتها بعدة دول عربیة وخاصة الکبرى منها، تحدیداً مصر والسعودیة.

وقد برز بقوة هذا الفتور بعدما باتت مصر تتبنى القیادی الفتحاوی المفصول محمد دحلان رسمیاً وتدعمه فی ملف خلافة أبو مازن، فی سلسلة إجراءات اتخذتها مؤخراً أبرزها کان عقد مؤتمر العین السخنة، فی المقابل تتخذ السعودیة موقفا مبطنا من عباس لکنه برز فی السیاسة المالیة للمملکة التی أوقفت دعمها المالی للسلطة الفلسطینیة منذ نیسان الماضی، والمقدر بــ20 ملیون دولار شهریاً.

المدیر العام لدائرة المیزانیة العامة فی وزارة المالیة برام الله، فرید غنام، قال فی تصریحات صحفیة "إن السعودیة لم تدفع منذ سبعة أشهر التزاماتها الشهریة لمیزانیة السلطة، والتی تُقدر قیمتها بـ 140 ملیون دولار أمریکی".

وقد بینت أرقام رسمیة صادرة عن المالیة أن الدعم المالی السعودی للحکومة متوقف منذ نیسان الماضی لأسباب غیر معروفة، فکانت السعودیة حتى عام 2014، تقدم منحاً مالیة للحکومة الفلسطینیة بقیمة 14 ملیون دولار أمریکی شهریاً، قبل أن ترفعها إلى 20 ملیوناً، بمجموع سنوی یبلغ 240 ملیون دولار.

وتعانی السعودیة، -أکبر مُصدر للنفط فی العالم-من أزمة مالیة ناتجة عن تراجع أسعار النفط الخام بنسبة 60% عما کانت علیه منتصف 2014، نزولاً من 120 دولاراً للبرمیل إلى حدود 50 دولاراً فی الوقت الحالی.

ومقارنة مع الفترة المناظرة من 2015، بلغ إجمالی الدعم السعودی حتى أیلول 2015 نحو 710 ملیون شیکل، مقابل نحو 483 ملیون شیکل حتى أیلول 2016. ومنذ مطلع أیار حتى نهایة أیلول الماضی، لم تظهر أرقام المیزانیة الفلسطینیة أی دعم مالی من السعودیة للخزینة العامة، علماً أن السعودیة هی أکبر داعم عربی للموازنة الفلسطینیة.

ورغم الأزمة المالیة التی تعانی منها السعودیة إلا أن قضیة المساعدات المالیة لا یمکن أن تأتی بمعزل عن المواقف السیاسیة، وتحدیداً عندما یتعلق الأمر بالقضیة الفلسطینیة التی تسعى معظم الدول أن یکون لها تأثیر ودور مهم فیها.

ویمکن القول إن هناک ثلاثة أسباب رئیسیة لفتور العلاقات بین السعودیة والسلطة، الأول هو رفض أبو مازن الانصیاع للضغوط العربیة التی مورست علیه لإنهاء الخلاف مع دحلان وترتیب البیت الفتحاوی، والتحضیر لمرحلة ما بعد الرئیس.

ورغم موافقته فی البدایة لتفادی الصدام مع الدول العربیة لکنه عاد وتملص مجدداً من هذه الضغوط، رافضاً کل اشکال المصالحة مع دحلان، بل شن حربا جدیدة ضده وأنصار داخل فتح؛ ما جعل الرباعیة العربیة "السعودیة-مصر-الأردن-الامارات" تتخذ موقفا متقدما لصالح دحلان حتى وان کان غیر معلن.

وقد برز هذا الموقف من الإجراءات المصریة الأخیرة التی لا یمکن ان تجری دون مبارکة عربیة لدعم أشد خصوم عباس مالیاً وسیاسیاً.

والسبب الثانی یعود لرغبة السعودیة بأن یکون لها نفوذ کبیر فی القضیة الفلسطینیة، خاصة فیما یتعلق بملف التسویة والمفاوضات، حیث حاولت إعادة احیاء مبادرة السلام العربیة مجدداً بل واتخذت موقفاً متقدماً منها، عندما أعلنت أنها لا تمانع من إضافة تعدیلات علیها لتحظى بقبول إسرائیلی.

الموقف السعودی من المفاوضات لا یغضب السلطة لکنها تشعر بأن السعودیة ترید أن تدیر الملف بعیداً عنها وأن تفرض رؤیتها علیها للتخلص من صداع القضیة الفلسطینیة.

أما السبب الثالث، والذی قد یکون الأهم للسعودیة فهو الوضع الإقلیمی والترتیبات التی تحاول أن تجریها للمرحلة المقبلة وهنا یبرز الخلاف فی شقین: الأول ان جزءا أساسا من ترتیبات المنطقة هو ترتیب الوضع الفلسطینی الذی یبدأ بالمصالحة الفتحاویة مروراً بالمصالحة مع حماس، وانتهاءً بالتسویة مع (إسرائیل)، وذلک کمدخل أساس لحل باقی الأزمات والملفات المشتعلة فی المنطقة وهی الترتیبات التی رفضها عباس. أما الشق الثانی وهو تضارب الرؤى بین السعودیة والسلطة فی ملفات المنطقة، وفی التحالفات الجاریة حالیاً، ففی ظل الحرب الضروس بین إیران والسعودیة ترى الأخیرة فی أی لقاءات بین قیادات من السلطة وشخصیات إیرانیة أو محاولات لتحسین العلاقات بین الطرفین، اصطفافا ضدها.

ورغم الأسباب المذکورة التی تدفع نحو الفتور إلا أنه یمکن اعتبارها أسبابا طارئة نتیجة الأوضاع التی تدور فی المنطقة ککل، ویمکن أن تعود العلاقات نحو التحسن تدریجیاً خاصة ان السلطة لا یمکن أن تستغنی عن دور السعودیة المهم کونها أکبر دولة عربیة حالیاً، کما أن الطرفین یشترکان فی الکثیر من الرؤى الأساسیة حول المفاوضات والتسویة السیاسیة إلى جانب الموقف من الحرکات الإسلامیة.


| رمز الموضوع: 151513







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)