الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الومیض المجهول فوق المحیط الهندی: سر إسرائیلی نووی

وکالة القدس للانباء(قدسنا) عادت مسألة التعاون النووی بین نظام التفرقة العنصریة فی جنوب أفریقیا وإسرائیل إلى الواجهة مجدداً فی أعقاب نشر وثائق أمیرکیة تظهر احتمالات أن یکون النظامان العنصریان قد أجریا تجربة نوویة فی المحیط الهندی قبل سبعة وثلاثین عاماً.

ومعروف أن أمیرکا حاولت على مدى عقود التغطیة على ومیضٍ، سبق والتقطه قمر صناعی تابع لها، وتجاهلت أن هذه تجربة نوویة وعززت لاحقاً تعاونها العسکری والأمنی مع "إسرائیل".

وقد ظهرت هذه المسألة فی وثائق جدیدة نشرت أمس، وهی من ترکة السفیر الأمیرکی الخاص لمنع انتشار الأسلحة النوویة فی عهد الرئیس جیمی کارتر، جیرارد سمیث. وقد تم الکشف عن مضمون الوثائق هذه فی مقالة نشرها أمس، باحثان مختصان بهذا الشأن، وهما أفنیر کوهین وبیل بور.

وتذکر المقالة اسم شخص "إسرائیلی" هو الدکتور إنسلم یارون، بوصفه مصدراً محتملاً للمعلومات حول قدرات "إسرائیل" النوویة لزمیل أمیرکی هو البروفسور جاک رواینی الذی حقق لصالح الإدارة الأمیرکیة فی المسألة. وکان قمر صناعی أمیرکی للتجسس قد التقط فی 22 أیلول 1979 ومیضاً فوق المحیط الهندی على بعد بضع مئات کیلومترات من الساحل الجنوب أفریقی.

وقد التقطت الومیض محطات أخرى فی العالم وفی أعقابه أثیرت شکوک بأنه نجم عن تجربة نوویة مشترکة بین "إسرائیل" وجنوب أفریقیا.

وعلى مر السنین، أنکرت "إسرائیل" وجنوب أفریقیا أن تکونا أجرتا تجربة نوویة، لکن الشکوک الأمیرکیة تأکدت على خلفیة المعرفة بالتعاون النووی الوثیق بین الدولتین والذی شمل تبادلاً للعلماء والمواد. وادعى خبراء "إسرائیلیون" بأن الومیض کان حدثاً مناخیاً ما دفع إدارة کارتر لتعیین البروفسور جیم رواینی من معهد MIT لترؤس لجنة خبراء لفحص الأمر.

وکان البروفسور رواینی مرشد الدکتور یارون "الإسرائیلی"، عندما کان طالبا عنده فی معهد ماسوشتس التکنولوجی. وبحسب المقالة، فإن البروفسور "الإسرائیلی" کان فی السبعینیات رئیساً لمشروع بناء صواریخ أرض ـ أرض من طراز «یریحو» المستندة إلى تکنولوجیا لصاروخ تسلمته "إسرائیل" من فرنسا فی الستینیات. وکتب المراسل الأمنی لـ "یدیعوت أحرنوت" رونین بیرغمان أنه طوال عقود أثیرت شکوک بأن الومیض فی المحیط الهندی کان تجربة نوویة وکان هذا یتم إنکاره ولکن منذ نشر الوثائق، یتأکد بشکل رسمی: "فی ید الاستخبارات الأمیرکیة توجد أدلة على أن هذه کانت تجربة نوویة مشترکة بین نظام الابرتهاید فی جنوب أفریقیا وإسرائیل".

وأشار إلى أن الوثائق والشهادات کشفت أمس فی موقع "أرشیف الأمن القومی" لجامعة جورج تاون وتظهر أنه "فور الانفجار الغریب سارعت الولایات المتحدة إلى توجیه إصبع اتهام نحو "إسرائیل" وجنوب أفریقیا.

ووضع ثلاثة من أصل أربعة علماء جنّدتهم السی.أی.ایه تقریراً تنکشف أجزاء منه لأول مرة وتقول إن الإشارات (من القمر الصناعی) تتطابق ومظاهر التفجیر النووی فی الغلاف الجوی".

واستندت استنتاجاتهم إلى مادة استخباریة متجمعة، بما فی ذلک قیاس الإشارات فی منطقة استرالیا ـ وبقرة واحدة فی الدولة نفقت وعثر فی دمها على مادة إشعاعیة کثیرة یتمیز بها التفجیر النووی. ومع أن تلک الأدلة بقیت سریة حتى الیوم، یقتبس البروفسور کوهن مقابلة أجراها فی الموضوع مع الأدمیرال ستانسفیلد تیرنر، رئیس الـ «سی.أی.ایه» فی تلک الفترة والذی قال إنه یؤمن بأن إسرائیل وجنوب أفریقیا کانتا مسؤولتین عن التفجیر.

ویضیف بیرغمان أن الرئیس کارتر هو الآخر اقتنع بذلک، فی البدایة على الأقل. وکتب فی مذکراته فی یوم التفجیر یقول إنه «توجد أدلة على تفجیر نووی فی منطقة جنوب أفریقیا ـ إما أن تکون جنوب أفریقیا وإسرائیل استخدمتا السفن أو لا شیء».

وقبل بضع سنوات من ذلک شک کارتر بالتعاون الإسرائیلی ـ الجنوب أفریقی وطلب إیضاحات بهذا الشأن من رئیس الوزراء مناحیم بیغن.

فتملص من الجواب مدعیا أن إسرائیل لا تساعد جنوب أفریقیا فی تطویر سلاح نووی. ومع ذلک: بیغن لم یرد على السؤال بشأن التعاون النووی مع دولة الابرتهاید، التی أصبحت فی تلک السنین معزولة فی العالم.

فی تشرین الثانی 1979، أمر البیت الأبیض بتشکیل لجنة خبراء فی التحقیق فی القضیة. وعند نشر استنتاجاتها قررت على نحو مفاجئ. هذه لیست تجربة نوویة بل أغلب الظن خلل فی القمر الصناعی. المصدر: وكالات تجدر الإشارة إلى أن إعلان وقوف "إسرائیل" خلف التجربة النوویة بعد نصف سنة فقط من التوقیع على اتفاقات کامب دیفید ـ والتی کانت تعتبر الإنجاز الأکبر لکارتر ـ کان سیدفع الولایات المتحدة لفرض عقوبات على "إسرائیل".

ویقول البروفسور کوهن إنه "من ناحیة کارتر، فإن القول إن "إسرائیل" نفّذت تجربة نوویة لا یقل عن کابوس رهیب". وبالتالی، فقد توصلت اللجنة عملیاً إلى استنتاجات کانت مریحة للجمیع. تقریر سری لجهاز الاستخبارات فی البنتاغون وصف استنتاجات اللجنة بأنها "طمس سیاسی"، وادعى بأن هذه کانت تجربة نوویة. واعترف فیزیائی کبیر کان عضواً فی اللجنة فی وثیقة سریة بأنها قامت "بعمل خفیف ولیس جدیاً".

أما رئیس اللجنة، البروفسور جان رواینی، فسمع من أحد تلامیذه "الإسرائیلیین" فی جامعة MIT فی 1980 التفاصیل الحقیقیة عما حدث فی المحیط. وحسب الوثائق، فإن ذاک "المصدر" الإسرائیلی کان د. انسلم یرون، أحد قادة مشروع "یریحو" والخبراء الرواد للصناعة الجویة. المصدر: وكالات


| رمز الموضوع: 151807







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)