"تجديد سياسة الاغتيال" خطة اسرائیل الجدیدة للقضاء علی نشطاء المقاومة

وکالة القدس للانباء(قدسنا) اغتیل الاسبوع الماضی المخترع التونسی"محمد الزواری" ( 15 دیسمبر/کانون الأول 2016) بإطلاق شخصین مجهولین 20 رصاصة علیه وهو فی سیارته أمام منزله بمنطقة العین فی محافظة صفاقس بتونس، وقد أطلِق الرصاص من مسدسین کاتمین للصوت فاستقرت ثمانی رصاصات فی جسده خمس منها فی جمجمته. یقال ان الزواری انضم قبل سنوات إلى کتائب عز الدین القسام (الجهاز العسکری لحرکة المقاومة الاسلامیة حماس) و ساعدها فی صناعة الطائرات بدون طیار.
و بعد اغتیاله، اکدت کتائب القسام، ان المهندس التونسی هو احد قادتها محملة اسرائیل مسؤولیة اغتیاله. عملیة اغتیال هذا المهندس التونسی اثارت تساؤلات کثیرة من أبرزها السعی وراء کشف الجهة التی تقف وراء اغتیاله. من أجل الاجابة علی هذه الاسئلة یجب التعرف علی شخصیة المقتول ونشاطاته وانتماءاته.
أکمل الزواری دراسته وسجل للدکتوراه فی المدرسة الوطنیة للمهندسین بصفاقس(المدینة التی قتل فیها)، وکان یعد رسالة تخرجه حول اختراع غواصة تعمل بنظام التحکم عن بعد، وقد کانت رسالة تخرجه فی مرحلة ما قبل الدکتوراه عن صناعة الطائرات بدون طیار. اضافة الی ذلک، تقول مصادر مقربة من المقاومة الفلسطینیة ان الزواری کان یعمل فی "الوحدة الجویة" لجناح کتائب القسام، ومتخصص فی الاشراف على قطاع هندسة انتاج "طائرات بدون طیار"، او ما یطلق علیه "الدرونز".
هناک قضیة هامة تتعلق بعملیة اغتیال هذا المهندس التونسی و هی ان عملیة اغتیاله جاءت بعد أیام من مقابلة صحفیة أجرتها معه مراسلة تعمل لصالح الاعلام الصهیونی، سألته عن خطته لاختراع غواصة تعمل بنظام التحکم عن بعد اضافة إلی صناعة الطائرات بدون طیار. هذه القضیة و انتماءات المهندس تقرب للاذهان روایة القائلین بأن الجهة التی تقف وراء مقتل هذا المهندس التونسی هو جهاز الموساد الاسرائیلی وهو جهاز الاستخبارات للعملیات الخارجیة.
عملیة اغتیال هذا المتخترع و المهندس التونسی تذکر باغتیالات مماثلة لرموز مقاومة حدثت فی دول مختلفة ابرزهاعملیات اغتیال العلماء النوویین الإیرانیین و ایضا اغتیال المئات من العلماء العراقیین؛ تلک العملیات التی نفذها جهاز الموساد الإسرائیلی فی طرق عدیدة و مختلفة.
الخبر و اتهامات المقاومة الاسلامیة للموساد الاسرائیلی قوبلت بصمت من قبل الصهاینة المحتلین، فلا الموساد صدقته أو کذبته، کما أن الحکومة الإسرائیلیة لم تعلق علیه بالسلب أو بالإیجاب، لکن مع هذا لا یخفی علی أحد بان اسرائیل لا ترید ان تخفی أنها تقف وراء اغتیال بعض القیادات و نشطاء المقاومة و هی بذلک ترید ان توصل رسالة إلی من یعارضها بأنها قادرة علی القضاء علی کل من یعرقل مخططاتها. الامر الذی أشار الیه وزیر الحرب الاسرائیلی افیغدور لیبرمان، خلال مقابله صحفیة له حیث قال: إن اسرائیل ستقضی عل کل من یعرقل سیاساتها و یضر بها فی ای مکان و زمان، و لا تتوانی أو تتردد عن فعل ذلک لان ما یهمنا هو مصلحة اسرائیل. و کانت صحیفة یدیعوت أحرونوت الصهیونیة قد أکدت، بأن سبب اغتیال المهندس الزواری أصبح واضحاً، وهو قیامه بتطویر غواصات غیر مأهولة لصالح الکوماندوز البحری التابع لحرکة حماس.
مهما یکن من أمر فإن عملیة اغتیال المهندس التونسی جاء فی اطار خطة الکیان الصهیونی للقضاء علی علماء المقاومة خاصة و ان المهندس التونسی کان یعکف على صناعة غواصة یتم التحکم بها عن بعد، ومتخصص فی الاشراف على قطاع هندسة انتاج "طائرات بدون طیار"، وبالفعل نجح هذا القطاع فی اطلاق العدید من هذا النوع من الطائرات من قطاع غزة، و نجح فی اختراق الاجواء الفلسطینیة المحتلة فی الحرب الاخیرة علی قطاع غزة، واربک الاستخبارات العسکریة الاسرائیلیة والمستوطنین. و ان اسرائیل تعلم مدی خطورة محاولات حماس لتطویر قدراتها البحریة "الکوماندوز" وأدواتها تحت الماء، نظراً لصعوبة کشف هذه الأدوات وتسلل المقاتلین عن طریق البحر فی المواجهة المقبلة.
هذه القضایا ان دلت على شی انما تدل على أن حکومة الاحتلال الاسرائیلی عادت إلى سیاسة الاغتیالات التی تستهدف کوادر و نشطاء المقاومة، وأن حملة الاغتیالات الجدیدة ستطول قادة ونشطاء فی مختلف انحاء العالم.
ختاما یمکن القول ان الکثیر من الدول الاسلامیة لا تدرک مدى خطورة الکیان الصهیونی علی الامة الاسلامیة ولاتحاول ان تتخذ قراراً یساهم فی کشف ووقف المؤامرات الإسرائیلیة والأمریکیة ضد الأُمَّـة العربیة الإسلامیة. اضافة إلی ذلک یعتقد بعض قادة الدول العربیة و الاسلامیة بأن اسرائیل لم تعد عدوة الامة و یتخذها البعض منهم حلیفا یمکن الاعتماد علیها، ویتسابقون للتطبیع معها، فإن هذا امرا بالغ الخطورة وله تداعیات خطیرة على الأمة الإسلامیة.