الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

بعد فشل أهدافها في المنطقة.. السعودیة تحاول إیجاد حلول للخروج من مأزقها الحالي

وکالة القدس للانباء(قدسنا) «حسین رویوران»*: لم تتوقف أدوار الوساطة بین الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة و السعودیة فی ظل تصاعد الخلافات فی وجهات النظر بین الجانبین حول قضایا المنطقة. وکانت آخر الدول التی سعت فی هذا المسار هی دولة الکویت، التی زار وزیر خارجیتها «صباح خالد» العاصمة الإیرانیة فی حضور لیوم واحد، حاملا رسائل تتعلق بالعلاقات العربیة الإیرانیة.

و قبل دولة الکویت، حملت سلطنة عمان رسائل بین طهران والریاض لاحتواء الازمة بین البلدین.

وتأتی خطوات الوساطة لأحتواء الأزمة فی العلاقات الإیرانیة السعودیة فی ظروف تدعو طهران إلی تعزیز العلاقات مع البلدان الجارة علی مبدأ حسن الجوار.

ودعا الرئیس الایرانی حسن روحانی قبل ایام السعودیة الى العودة عن الأخطاء والکف عن تأجیج الأزمات. ودعاها ایضا إلى التوقف والکف عن السیاسات المثیرة للانقسام، إذا کانت جادة بشأن السلام والأمن بالمنطقة، مؤکدا أنه فی هذه الحالة ستکون طهران جاهزة للحوار مع الریاض لحلّ الأزمة السیاسیة بین الجانبین.

ومهما یکن من أمر، فإن البعض یری بأن زیارة وزیر الخارجیة الکویتی ؛ تحمل رسائل هامة لاحتواء الازمة بین طهران و الریاض و أنها محاولة أخری للمصالحة بین إیران و السعودیة.

من یسلط الضوء على الصعوبات والأزمات الداخلیة والخارجیة التی باتت تفرض نفسها على المملکة السعودیة خلال الفترة الأخیرة، یری بأن المملکة تحاول إیجاد حلّ للخروج من مأزقها الحالی.

و تواجه السعودیة تحدیات و ازمات عدیدة من أهمها:

- التغییر فی الإدارة الأمریکیة و زعزعة التزامها فی الدفاع عن السعودیة. لا یخفی علی أحد نظرة آل سعود التشاؤمیة من وصول دونالد ترامب إلى البیت الأبیض، الامر الذی یثیر قلق الریاض بشکل کبیر لان الرئیس الامریکی الجدید، معروف بمواقفه التي تختلف تماماً مع وجهة نظر السعودیة خاصة فیما یخص قضایا المنطقة.

- الخسائر التی تکبدها التحالف السعودی خلال حربه على الیمن. السعودیة دخلت فی حرب ضد الیمن و لم تستطیع أن تحقق أهدافا علی ارض الواقع ما جعلها أن تنجر إلى حرب استنزاف، ستخرج منها السعودیة خاسرة. ارتفاع تکلفة الحرب علی الیمن و الذی بلغت 200ملیار دولار، من أکبر الازمات التی تواجهها الریاض فی الفترة الراهنة، الامر الذي زاد وسیرتفع نسبة العجز فی المیزانیة السعودیة.

اضافة إلی الارقام العالیة لتکلفة الحرب التی تقودها السعودیة على الیمن، تواجه الریاض ادانات دولیة واسعة بسبب جرائمها التی ترتکبها ضد الشعب الیمنی.

- فشل المشروع السعودی في المنطقة. من أهم الاسباب الذي دفعت السعودیة إلی إیجاد حلّ للخروج من مأزقها الحالی هو فشل مشاریعها في المنطقة خاصة فیما یخص سوریة و العراق. اجتماع أستانة والذي عقد لمناقشة الأزمة السوریة، والذي أسدل ستاره ببیان ختامی یدعو لحوار مباشر بین المعارضة السوریة ونظام الأسد، ویلحظ إنشاء آلیة ثلاثیة (بین روسیا وترکیا وإیران) لمراقبة وقف إطلاق النار بسوریا، دلالة واضحة علی هذا الامر.

علاوة علی خسارة المشروع السعودی فی العراق و سوریة، یمکن اعتبار وصول العماد میشال عون الى سدة الرئاسة اللبنانیة انتصار صاف لمحور المقاومة وخسارة صرفة لمحور السعودیة، لأن الرئیس عون یعتبر داعماً للمقاومة اضافة إلی کونه حلیفا استراتیجیاً لایران و حزب الله اللبنانی.

وفیما یتعلق بالبحرین، فإن جهود السعودیة هناک و التی تأتی فی إطار الحملة القمعیّة البائسة التی یشنّها الکیان الخلیفی ضد أبناء الشعب، لن تؤدي إلی نتائج مطلوبة بالنسبة لآل سعود و آل خلیفة، وبات من الواضح بأن حرکة الشعب البحرینی سیکون حلیفها النصر.

هذه القضایا تعتبر جزءا من التحدیات والصعوبات والأزمات الداخلیة والخارجیة التی باتت تفرض نفسها على السعودیة، و هي التي دفعت الریاض وراء السعی عن ایجاد حلول للخروج من مأزقها الحالي.
 

*رئیس اللجنة السیاسیة لجمعیة الدفاع عن الشعب الفلسطیني


| رمز الموضوع: 152179







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)