الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

وتستمر المعاناة ..

وکالة القدس للانباء(قدسنا) ربيعة الحسناوي – تونس

لا يعرف عشق الحرية إلا من يكابدها .... ولا يعرف السجن إلا من ذاق مرارته وعانى علقم ظلمه. فلكل أسير * حكاية, قصة, تجربة  * داخل السجون وتختلف من أسير لأخر . قدموا من خلالها أعمارهم قربانا لحرية الوطن.

وهم بذلك يجددون انتصارهم على السجان الذي أراد اعتقالهم لطمس وجودهم و حقهم, من بينهم الكاتب والأسير – ثامر سباعنة, الذي ملأ عنفوان الشباب قلبه بالشجاعة والرجولة والشعور المؤجج  بالإنتقام  والثأر للحرمات والمقدسات والأسرى فيما نامت أعين الجبناء نوما عميقا....فكان معه هذا اللقاء.

1- نسمع عن الإضرابات التي يخوضها الأسرى في السجون ولكن لا نعرف حقيقتها واختلافها وتنوعها, وهل خضت اضرابا عن الطعام في السجون وما نوع هذا الإضراب . توضيح للرأي العام؟

الإضراب عن الطعام هي وسيلة من المقاومة السلمية أو الضغط حيث يكون المشاركين في هذا الإضراب صائمين ممتنعين عن الطعام كعمل من أعمال الإحتجاج السياسي، أو ربما تكون لإشعار الآخرين بالذنب. وعادة هذا الإضراب ما يصاحبه غاية لتحقيق هدف محدد، ومعظم المضربين عن الطعام لا يضربون عن الماء ،أنا شاركت بالإضراب مرتين ، وهو رسالة الأسير للعالم بل هو اخر سلاح يملكه الأسير ألا وهو أمعاؤه الخاوية ، الإضراب عن الطعام هو السلاح الأخير في أيدي هؤلاء الأسرى، ما داموا يرون أنه الوسيلة الفعالة والأكثر تأثيرا لدى الآسرين، وأنه الأسلوب الذي يغيظ الإحتلال ، فهم يعبرون فيه عن رأيهم، ويلفتون أنظار المجتمع الدولي إليهم، وبينوا أن هؤلاء المناضلين أصحاب قضية عادلة، والإضراب حق معترف به عالميًّا لفضح الجرائم وكشف الظلم الذي يقع عليهم، إستخدام أسلوب الإضراب المفتوح عن الطعام إذا كانوا يتعرّضون لانتهاكات تطال حقوقهم الإنسانية طالما أن هذا الأسلوب هو الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى نتيجة في هذا العصر، وحتى إذا لم يؤدِّ إلى نتيجة إيجابية بحقّ السجناء، فإنه يلفت نظر الرأي العام المحلّي والدولي إلى الممارسات غير الإنسانية بحقّ الاسرى.

2- هل أنت فعلا تشكل خطرا على الإحتلال أم هي سياسة لطمس قضية الأسرى ؟

الإحتلال يرى كل فلسطيني يشكل خطر على امن الاحتلال ووجوده

3- ماهو أسوء ابتزاز تعرضت له من قبل السجان؟

عندما يدخل الأسير للسجن يبدأ في رحلة التعذيب التي تستمر من شهر إلى شهرين يتم ممارسة كل أنواع التعذيب، الاعتداء الجسدي ومحاولة تحطيم نفسيته والتلويح بالاعتداء على أهله، المساومة، الترغيب والترهيب. كل ممارسة قذرة يمكن استخدامها لانتزاع المعلومات، منذ اليوم الأول لاعتقالك تبدأ معاناة كل من يرتبط بك وكل من هو قريب منك. إذ تتجلى بالاعتداءات المتكررة على منازلهم لتفتيشها واعتقال بعض الشباب الذين لهم علاقة بك.

وكان أصعب ما تعرضت له هو التهديد باعتقال زوجتي وكذلك اخوتي.

4-  ماهي أصعب الحالات التي وجدتها في سجون الاحتلال ؟

أريد التحدث عن أسير يتألم على مدار الساعة وهو الأسير بسام السائح الذي عشت معه في غرفة واحدة وكيف أن نومه ألم واستيقاظه ألم ولا دواء له سوى ما يتم التخفيف عليه من خلال خدمة إخوانه له، وعندما قررت الإدارة نقله إلى سجن الرملة توسل قائلاً:" هنا أفضل من المسلخ، فالجميع هناك مرضى ولا يستطيعون مساعدتي " وهذا الأمر يشير إلى صعوبة الحالة المرضية للأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي ".

5- تجربتك في الأسر دفعتك للبحث بعمق في قضية الأسرى من خلال كتاباتك. هل تراها تفي بالغرض المطلوب تجاه قضية الاسرى؟
خلال فترة اعتقالي عام 2000، وجدت الضعف الاعلامي في تناول موضوع الأسرى، بل وجدت أن ملف الأسرى من النادر أن يتم تناوله، وقتها أخذت على عاتقي العمل لأجل الأسرى، وفعلا بعد الحرية بدأت بالكتابة عن الأسرى وعن معاناتهم وألمهم ، ثم أعيد اعتقالي عام 2006 وأمضيت 25 شهر  كتبت فيها سلسلة مقالات وتقارير عن الأسرى، نشرتها في كتاب أنا والشاعرة اللبنانية أسماء قلاوون والرسام محمد سباعنة بكتاب عنوانه قيود حرة، وأنشات أنا ومجموعة من الناشطين والناشطات أول مجوعة للأسرى على الفيسبوك باسم أخبار الأسرى.

طبعا العمل الأن هو كتابة وأنشطة وفعاليات لأجل الأسرى ومهما فعلنا لن نوفي الأسرى حقهم.

6- كيف تنظر إلى سياسة القمع التي يمارسها الاحتلال على الأسرى في الآونة الأخيرة ولماذا يستهدف أسرى حماس والمطلوب لوفق هذه الممارسات ومن يتحمل مسؤولية ذلك ؟

سحب الإنجازات من الحركة الأسيرة أصبح بشكل يومي, إضافة إلى أن معظم الأسرى الجدد ليس لهم أي تجربة اعتقالية سابقة وهذه الثغرة استطاعت من خلالها مصلحة السجون التغول تجاه الأسرى من خلالها وفرض إجراءات لم تكن موجودة, لاسيما انعدام ظاهرة الحركة الأسيرة الموحدة والتنسيق بين السجون، وأصبح كل سجن يتعامل بطريقة مغايرة عن السجن الآخر وكان للانقسام في الساحة الفلسطينية الأثر السلبي على وحدة الحركة الأسيرة في السجون .

7- هل تعتبر نفسك مقصرا في قضية الأسرى؟ وما هي أمنياتك؟

أكيد أجد نفسي مقصر، لأن كل ما أقوم به لا يساوي دقيقة أسر أو لحظة وجع لأسير أو ذرة شوق لأهل الأسير.
هناك إجحاف بحق الأسرى والمعتقلين، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، بأن يُخلف الأسير في أهله، ونعمل على تلمس آلامهم وحاجاتهم، وهو أقل القليل من القاعدين والأحرار، فالسجن معاناة للأسير وأهله، لذلك يجب أن يحيا أهل الأسير حياة كريمة بتقديم واجبنا تجاههم والتخفيف من معاناتهم، ونحمل عن كاهل الأسير عِبئهم، وهناك جوانب أخرى معنوية، من قبيل التواصل مع أسرة الأسير، ويجب أن يصبح هناك وعي عام تجاه تضحيات هذه الفئة من أبناء شعبنا، وتقديرها التقدير الكافي، نظير تضحيات أصحابها
أمنيتي طبعا الحرية لكل الأسرى، أما الأمنية الأخرى أن أتمكن من طباعة ونشر كتبي التي انجزتها داخل السجون ، إذا إني الأن أنهيت حوالي أربع كتب داخل الأسر، كتاب بعنوان كنت معهم بالأسر ويتحدث عن سيرة 60 أسير، كذلك كتاب فسيفساء دعوية ويتناول تجارب ومقالات دعوية حركية، وكتاب اليراع الأسير ويتحدث عن الاسر وحياة الأسير من كل النواحي وكذلك خواطر الأسير ، وكم أتمنى أن أرى هذه الكتب مطبوعة ومنشورة.

8- ماهي رسالتك للشعوب العربية في ضل الصمت الرهيب تجاه قضية الأسرى؟

الدور الذي يطلبه الأسرى من الأمة أن تنصر قضيتهم وأن يسعوا لتحريرهم.

عندما كنا في السجن إذا قام إمام المسجد الحرام أو النبوي بمجرد الدعاء لفلسطين كانت معنوياتنا ترتفع جداً. الأسرى يريدون من أمتهم ألا تنسى أن لها أبناء في فلسطين تغول عليهم هذا العدو الغاشم أمضوا معظم سنوات حياتهم في السجون وأن تناصرهم لا بالمال فقط بل بالدعاء والعمل الجاد لأجل تحريره ، ورسالتي إلى وسائل الإعلام أن يتم نقل معاناة الأسرى ليس للشارع الفلسطيني بل إلى كل دول العالم وبكافة اللغات وترجمة المعاناة ليسمع بها كل شخص .

إن المطلوب من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكذلك الشعوب والدول التي تعرف قيمة الإنسان والحرية أن تقف وقفة جدية وحقيقية أمام هذا الملف المهم والحساس والذي يتعلق بأرواح آلاف الأسرى وأسرهم، وعلى وسائل الاعلام تفعيل قضيتهم وابرازها بشكل قوي وملحوظ امام الراي العام العالمي ، وتوضيح الصورة الصحيحة والحقيقية لهؤلاء الأسرى وكشف زيف الإعلام الإسرائيلي الذي يظهرهم على أنهم مجرمين وارهابيين، فهؤلاء الأسرى أصحاب حق وحاملي رسالة الحرية لفلسطين ومن حقهم أن يحيوا حياة العز والكرامة وأن يطبق عليهم القانون الدولي.

9- كلمة توجهها للجهات الرسمية لضعف دورهم لنصرة الأسرى ؟

عمل المؤسسات لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، لابد لها من القيام بحالة ضغط قوي جداً للتخفيف عن الأسرى ليعيشوا بمستوى يليق بهم كبشر، هناك مواثيق دولية، ولكنها للأسف حبر على ورق، ويجب أن تُترجم هذه الحقوق من نصوص، إلى واقع عملي معاش داخل السجون، حتى يرفع الظلم، والإجحاف عن إخواننا الأسرى والمعتقلين، فلا يليق بنا ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، عصر الحضارة، وعصر الرقي الإنساني، ووضع الأسرى الحالي، غير مقبول حتى في العصور الحجرية! ومطلوب تحرك حقيقي مسؤول لكل المؤسسات العاملة في حقوق الإنسان وفي مجال الأسرى، وعلى كل مؤسسة أن تحمل الأمانة بالشكل الصحيح السليم, ووقتها سيكون هنالك انجازات على أرض الواقع.

في يوم ما كان الأسير الكاتب  ثامر سباعنه حرا طليقا وأجري له هذا القاء بعدها بحوالي أكثر من شهر تم اعتقاله .



هذه حياة كل فلسطيني عاش مرارة الأسر وقسوة الزنازين ولم ولن يستسلم لعنجهية السجان ويبقى صامدا يأبى السقوط. فمن خطط لكسرهم سينكسر بإذن الله.
 


| رمز الموضوع: 152356







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)