qodsna.ir qodsna.ir

هل یشن ترامب هجوما عسکریا على ایران؟

وکالة القدس للانباء(قدسنا)

لا یمکن التکهن بتاتا بما یقرره الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب وما یقدم علیه، فمنذ ترشحه للسباق الرئاسی وحتى الیوم یطلق تصریحات ویتخذ قرارات واجراءات من العیار الثقیل، ولا یتجاوز المسؤولون فی أمیرکا ودول العالم والرأی العام المحلی والعالمی؛ صدمة أحد تصریحاته ومواقفه واجراءاته الا وباغته بتصریح أو قرار صادم آخر لا یقل عن الأول.

من هنا فلا یمکن التکهن بأنه سوف یهاجم ایران أو لا یهاجمها، لأن قراراته وتصرفاته ومواقفه لاترتکز على قواعد واسس متعارفة امیرکیا فضلا عن أن تکون دولیة، فحتى الرأی العام الامیرکی یستغرب تصرفات ومواقف رئیسه الجدید.

ولکن وفقا للتجارب الأمیرکیة السابقة فی شن الحروب على البلدان، وخاصة العدوان الأمیرکی على العراق؛ فانه یمکن القول أن الارضیة غیر مهیئة للهجوم على ایران، وذلک للاسباب التالیة:

أولا: لیس هناک أی اجماع دولی ضد ایران، فلو کانت الاجواء الحالیة قبل التوقیع على الاتفاق لکان یمکن القول ان ارضیة الموافقة الدولیة على شن الحرب متوفرة، بینما الیوم نرى العکس تماما فالمجتمع الدولی یعلن جهارا نهارا رفضه لبعض القرارات الأمیرکیة کقرار الهجرة والتأشیرات.

اغلب الدول تعلن بصورة غیر مباشرة رفضها لأی تحرک أمیرکی ضد ایران عبر اعلان تمسکها بالاتفاق النووی، ومادامت دول العالم وخاصة الدول الست متمسکة بهذا الاتفاق فان شبح الحرب سیبقى بعیدا عن ایران.

ثانیا: الید الامیرکیة والدولیة لم تصل لترسانة الأسلحة الایرانیة، فقد هاجمت الولایات المتحدة العراق عندما تأکدت أنه خال من أی سلاح مدمر، وفی هذا الاطار قدم المفتشون الدولیون خدمة عظیمة لامیرکا عندما دمروا کافة اسلحة العراق بما فیها صواریخه، وایضا عندما فتشوا العراق شبرا شبرا، حتى القصور الرئاسیة بحثا عن أسلحة العراق.

هذه التجربة لا تزال طریة وبالتالی فان الایرانیین یأخذونها بنظر الاعتبار ولا یسمحون بتکرارها فی بلادهم، والایرانیون یرفضون الاقتراب من معسکراتهم ومصانعهم فما بالک بتدمیر اسلحتهم.

ولعل السبب الرئیس فی اطالة امد المفاوضات النوویة هو الضغوط التی کان الجانب الآخر یمارسها على الجانب الایرانی من أجل معرفة ما حجم وقوة الترسانة الایرانیة، اذ کان من المفترض أن تنتهی هذه المفاوضات خلال الشهور الستة الأولى من انطلاقتها، حسب الاتفاق الذی ابرم بین الطرفین ولکنها استمرت سنتین ونحو اربعة اشهر، لعدة اسباب من بینها سعی الطرف الآخر الى ربط البرنامج النووی الایرانی بترسانة الأسلحة الایرانی، الأمر الذی کان یرفضه المفاوض الایرانی.

ولذلک تؤکد طهران دائما ان تجاربها الصاروخیة لا تنتهک الاتفاق النووی، لانه لا یوجد فقرة فی الاتفاق یمنع ایران من اجراء تجارب صاروخیة، نعم هناک فقرة تمنع ایران من اجراء تجارب صاروخیة تحمل رؤوسا نوویة.

وبما ان الولایات المتحدة ترید الخروج من أیة حرب مع ایران (فیما لو قررت شنها) بخسائر قلیلة وانتصار باهر، فان ذلک لا یتحقق من دون معرفة حجم وکمیة وقدرات الأسلحة الایرانیة، لذلک یمکن القول انه من المستحیل أن تسمح ایران بمعرفة هذه الترسانة.

ثالثا: بما أننا تحدثنا عن الاتفاق النووی واعتبرنا انه احد عناصر عرقلة شن الحرب، فان الادارة الأمیرکیة صحیح انها فرضت عقوبات جدیدة ضد ایران ولکن هذه العقوبات سیبقى تأثیرها محدود لو لم تطال سائر الدول والشرکات التی تتعاون مع ایران، لذلک عندما تطال الدول والشرکات التی تتعاون مع ایران فان طهران لن تسکت علن ذلک، لأن الادارة الامیرکیة ستهدد بهذه العقوبات بشکل مباشر المصالح الایرانیة، آنذاک ایران هی التی ستبادر الى الغاء الاتفاق النووی والاستعداد للمواجهة.

رابعا: فک الارتباط الایرانی – الروسی، فما دامت العلاقة بین ایران وروسیا وثیقة ووطیدة واستراتیجیة فمن المستبعد ان تقوم واشنطن بأیة مغامرة ضد طهران، وفی هذا الاطار لیس من المستبعد ان تقوم الادارة الامیرکیة بتقدیم عروض مغریة لموسکو من أجل فک الارتباط، والأمر یتوقف على موسکو ونظرتها لهذه العلاقة، فاذا نظرت الیها على انها مجرد ورقة من أجل تحقیق المزید من المصالح فبالتأکید انها ستفرط بها، واذا نظرت الى ایران على انها الحلیف الذی لو تخلت عنه فستتکبد خسائر فادحة عندها یمکن القول ان واشنطن ستحسب لهذا التحالف ألف حساب.

وتجدر الاشارة هنا الى قضیة فی غایة الاهمیة وهی أن ترامب ربما لایعرف الشعب الایرانی ولکن من المؤکد ان مستشاریه یعرفونه جیدا، فالشعب الایرانی سیزداد تلاحما ووحدة وانسجاما امام أی عدوان تشنه أیة دولة ضد ایران، وهذا یعنی أن ترامب ربما یشن ضربة أو هجوما ضد ایران ویضرب مؤسساتها الاستراتیجیة ولکنه فی نفس لن یتمکن من التحکم بتداعیات هذه الحرب، بمعنى آخر ان ترامب ربما یستطیع اتخاذ قرار شن الحرب ولکنه لن یکون قرار وقفها بیده.

هذا فضلا عن أن أوضاع الولایات المتحدة وخاصة الاوضاع الاقتصادیة لا تسمح لواشنطن وترامب باتخاذ مثل هکذا قرار کارثی، الامر الذی یدعونا الى البحث عن اسباب أخرى لتهدیدات ترامب ضد ایران والاجراءات الامیرکیة ضد ایران.

وهذا هو بیت القصید، فلعل الجمیع یتذکر ما أعلنه ترامب خلال حملته الانتخابیة عندما أکد ضرورة دفع دول المنطقة وخاصة السعودیة ثمن حمایتها، ولا یمکن أن تدفع هذه الدول ذلک الثمن ما لم تشعر بالخطر وقد بدأ یداهمها، لذلک فان ترامب ولتحقیق ذلک علیه التهویل ضد ایران وشیطنتها لیکون ابتزازه لهذه الدول مبررا.

 

امیرقزویني/ کاتب واعلامي


| رمز الموضوع: 152388