قراءة فی وثیقة حماس الجدیدة.. صیاغة جدیدة أم محاولة للتعامل مع الملفات الشائکة؟
وکالة القدس للانباء(قدسنا) نشرت قناة الميادين الفضائیة بنوداً قالت إنها تمثل وثيقة حركة حماس الداخلية، اكدت فيها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة عاصمتها القدس ضمن حدود الـ67 هي صيغة توافقية وطنية مشتركة، وأن منظمة التحرير إطار وطني للفلسطينيين في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه وتطويره.
الخبیر السیاسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران«حسین رویوران»، أشار إلی ما سربته مصادر إعلامية مقربة من حركة حماس، والتي تحدثت عن الوثيقة السياسية الجديدة التي من المقرر ان تعلنها الحركة خلال ايّام، وقال: كما صرح القيادي في الحركة احمد يوسف في حدیثه لقناة المیادین الفضائیة مؤخرا، تطابقت بنود الوثيقة مع ما كشفه يوسف قبل ایام. کما أن یوسف أکد أن وثیقة حماس الجدیدة تنص علی أن الحركة تعتبر إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، مشروعا وطنيا توافقيا، دون الاعتراف بإسرائيل. لکن الوثیقة تحتوي علی نقاط مهمة لابد من الاشارة الیها وهي کاتالي:
-أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس الميثاق المُحدِد لهويتها وأهدافها عام 1988 في بداية وذروة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقد اتسم الميثاق بالصبغة الإسلامية وتبنى الحل الاستراتيجي الحاسم المتمثل في تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر. لکن الوثیقة الجدیدة لن تتضمن هذا الحل الاستراتیجي (أي تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر)، لذلك لایمکن اعتبار تصریحات أحمد یوسف بأنها تمثل موقف حماس الرسمي. لکن هناک ایضا نقطة هامة وهي عدم اصدار اي تصریح أو رد رسمي علی ما قاله هذا القیادي في الحرکة، یمکن اعتباره دلیل علی تأییدا لما قاله یوسف.
-ان موافقة "حماس" على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، و ذلک بالتزامن مع القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن بحضور معظم القادة العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، یمکن اعتباره دلالة علی أن موقف حرکة حماس يلتقي تماما مع موقف الانظمة العربیة تجاه القضیة الفلسطینیة، والمعروف ان هذه الانظمة مستعدة لعقد السلام مع اسرائیل.
-حرکة حماس وفي وثیقتها الجدیدة أکدت بأنها حرکة تحرریة وطنیة اسلامیة وفلسطینیة ترفض کل أنواع التطرف والتدخل في الشؤون الخارجیة. في الحقیقة ان حماس فی هذه الوثیقة تؤکد علی انفصالها (تدریجیا)عن حرکة الإخوان المسلمین ، والسبب هو ان حرکة الإخوان المسلمین قد تضعها أمیرکا مستقبلا ضمن قائمة الإرهاب ، لذلک تؤکد وثیقة حماس الجدیدة بأن حماس هي حرکة وطنیة فلسطینیة بحته .
-صحیح ان وثیقة حماس أکدت ان موافقة الحرکة على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 والقدس عاصمة لها، دون الاعتراف بإسرائيل، لکن بعض النقاط التي وردت في الوثیقة تثیر تسؤلات کثیرة قد تدل علی تراجع موقف حماس المعروف(ميثاق الحركة الذي صدر في عام 1988)، خاصة وان منظمة التحریر الفلسطینیة قد اتخذت قرارات کقرار حماس هذا، لکن تلک الخطوات لن تجلب للفلسطینیین غیر المزید من مصادرة الاراضي الفلسطینیة وتوسیع المستوطنات الاسرائیلیة في تلک الاراضي.
ویبقی سوال آخر یطرح نفسه: هل تحمل وثیقة حماس لغة جديدة تجاه الملفات الشائكة في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات، أم ان الوثیقة محاولة لاسترضاء بعض الاطراف کترکیا وقطر؟
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS