"إیران" لیست العراق أو أفغانستان ولا أحد یتسطع شن حرب ضدها و الیکم ادلتنا
وکالة القدس للانباء(قدسنا) أحمد روح الله زاد*:
منذ عقدین یطلق بعض القادة الغربیین تصریحات معادیة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مهددین بشن عمليات عسكرية للتصدي لما وصفوه بنشاطات إيران في المنطقة. هذه التهدیدات تکررت في السنوات الاخیرة لاسیما ﺑﻌد أﻻﺣﺗﻼل اﻷﻣرﯾﮐﻲ ﻟﻟﻌراق و ایضا بعد الحرب الأمریکیة علی أفغانستان.
وفي هذا الصدد نحاول أن نعقد مقارنة بین ایران و الدول التي هددتها امریکا بعلمیلات عسکریة ودخلت فیها(نعني العراق و افغانستان) ، في محاولة للاجابة علی سوال في غایة الاهمیة وهو هل تستطیع امریکا وبالتعاون مع حلفاءها ان تشن حربا ضد ایران؟
وللاجابة علی هذا السؤال لابد لنا ان نتطرق الی الظروف السیاسیة، والاجتماعیة، والاقتصادیة و العسکریة لتلک الدول التي دخلتها القوات الامریکیة، ونقارن الظروف التي کانت تعیش بها هذه الدول مع الظروف التي تمر بها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
اولا: افغانستان
أي سلطة محتلة بحاجة لترویج بعض الأكاذيب كمبرر لاحتلال الدول التي ترید ان تحتلها، حتی تستطیع ان تخدع الرأي العام الداخلي والخارجي بواسطة تلک الاکاذیب و الدعایات. ان هجمات 11 سبتمبر 2001، في شمال شرق الولايات المتحدة کانت حجة واشنطن للاحتلال افغانستان، لذلک احتلت امريكا افغانستان نتيجه الهذه العملية. الراي العام الامریکي الذي شهد تلک الهجمات کان يشعر بعدم الأمان، لذلک کان مؤیدا للاحتلال الامریکي لافغانسان(علی الاقل عن طریق عدم ادانة تلک الحرب، والسکوت اخو الرضاء او علامته).
ولافغانستان (قبل الاحتلال الامریکي) خصائص و میزات عدیدة یمکن اجمالها کالتالي:
-لم تکن في افغانسان(قبل دخول القوات الامریکا) حکومة قویة شاملة ومقتدرة لاسباب عدة
-ان دولة الغانسات من حیث القدرات العسکریة کانت تعتبر دولة ضعیفة وما کانت تمتلک اسلحة متطورة کالمقاتلات الحربیة
-کانت افغانسان تشهد اضطرابات وحروب اهلیة عند دخول القوات الامریکیة الی اراضیها
-کانت حرکة طالبان مسیطرة علی جزءا من اراضیها
-الحرکات المخالفة لحرکة طالبان کانت في حالة حرب ونزاع مع هذه الحرکة
-الشعب الافغاني کان مخالفا لما تقوم به حرکة طالبان التي کانت تسیطر علی بعض المناطق
-کانت اغانستان دولة ضعیفة اقتادیا ومکن عدها ضمن قائمة افقر دول العالم
- تفكك الاتحاد السوفيتي وانشغال روسیا بازماتها السیاسیة و الاقتصادیة آنذاك
-موقعها الجغرافي ماکان یشکل خطرا علی الاقتصاد العالمي. علی سبیل المثال لاتوجد مناط و ممرات استراتیجیة في افغانسات کمضيق باب المندب او مضیق هرمز.
یتضح مما ذکر، ان الظروف کان مهیئة لامریکا من أجل الدخول لافغانستان و احتلالها، ولم تکن هناک حواجز تحول دون وصول القوات الامریکیة الی تلک الدولة. لذلک غزت الولايات المتحدة أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر بدعم في الأول من عدد من حلفائها، بدأ تدخل الناتو في 2003.
ثانیا: العراق
للعراق اهمیة کبری الشرق الاوسط. وذلک بسبب الثروة النفطیة بحیث يعتمد الاقتصاد العراقي اعتماداً كلياً على القطاع النفطي حيث يكون 95% من إجمالي دخل العراق من العملة الصعبة. القَوة العسكرية العراقیة آنذاک ایضا کانت تثیر انتباه الدول الغربیة.
هناك عدة ادعاءات روجتها أمريكا كمبرر لاحتلال العراق من أهمها امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل. هناك دلائل عدة ادت الی هزیمة الجیش العراقي امام الجیش الامریکي من أهمها أن النظام العراقي کان نظاما دیکتاتوریا یتزعمه صدام حسین. هذا النظام البعثي شن حربا ضد ایران. کما انه اجتاح الکویت ما ادی الی تدخل القوات الدولیة لتحریر الکویت من قبضة العراقیین. ثم تلته عقوبات فرضها المجتمع الدولي ضد العراق. بالاضافة الی ذلک، الاحداث الداخلیة التي کان یشهدها العراق ابام حکم صدام حسین(منها احتجاجات سکان الشمال و الجنوب ضد الحکومة المرکزیة)، کلها ادت الی انشغال النظام العراقي بازماته عدیدة و بالتالي اضعافه. لذا الظروف کانت مهیئة ایضا لدخول القوات الامریکیة في العراق، لان تلک الازمات جعلت من العراق دولة لا قدرة لها على للدفاع عن نفسها.
وظروف العراق قبل دخول القوات الامریکیة الی الاراضي العراقیة یمکن اجمالها کالتالي:
-الحروب شنتها العراق علی جیراناها انهکت الجیش العراقي و جعلته جیشا ضعیفا
- يعتمد الاقتصاد العراقي اعتماداً كلياً على القطاع النفطي حيث يكون 95% من إجمالي دخل العراق من العملة الصعبة. وبسب العقوبات التي فرضها مجلس الامن ضد العراق، فان العراق کان محروما من جمیع العوائد و الارباح التي کان من المفترض ان یکسبها من خلال تصدیر النفط، الامر الذي ادی الی انهیار الاقتصاد العراقي
-الطاقات و الاستراتیجیة العسکریة التي کان ینتهجها الجیش العراقي کانت معروفة وواضحة للتحالف الغربي الذی احتل العراق
-خیانة بعض قادة الجیش العراقي وتعاملهم مع امریکا منذ سنوات قبل شن الحرب
- حزب البعث العراقي و سیاسته القمعیة ادت إلی ابتعاد الشعب العراقي عن هذا النظام
-احتجاجات الاکراد في الشمال، وثورة الشیعة في الجنوب ضد نظام صدام، ادت إلی اضعاف الحکومة العراقیة
- الغزو العراقي للكويت هجوم شنه الجيش العراقي على الكويت في 2 أغسطس 1990 ادت الی ان تنغلب الدول العربیة ضد العراق و تساعد امریکا و حلفاءها علی احتلال العراق
في تلك الظروف دخلت امریکا وحلفاءها العراق، و استطاعوا ان یحلتوا الاراضي العراقية، لکن الظروف(کما ذکرنا اعلاه) کانت مهیئة لشن حرب ضد العراق.
ثالثا: ایران
لکن ظروف ایران بالنسبة لافغانستان و العراق تختلف تماماً.
-موقع ایران الجغرافي جعل منها منطقة استراتیجیة. علی سبیل المثال ان مضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن وله تأثیرا کبیرا علی التجارة العالمیة، یقع في ایران.
-ایران یحکمها نظام ثوري ومتکي علی التعالیم الاسلامیة والثوریة، والنظام الایراني یتخذ من الثورة الحسينية المقدسة مبدأ وسلوك
-الحرب العراقیة علی ایران جعلت من ایران دولة ذو قدرات عسکریة عالیة و حولت قوة ایران من قوة دفاعیة إلی قوة هجومیة ذوامانیات عالیة
- بخلاف بعض الانظمة طاقات ایران واستراتیجیتها العسکریة غیر معروفة للعدو
-هناک علاقة وثیقة بین الشعب و النظام الایراني. و ان الشعب الایراني اثبت خلال السنوات الاخیرة انه یقف خلف النظام في جمیع الحالات
-تتکون ایران من قومیات مختلفة تعتبر نفسها ایرانیة؛ القومیات التي لم تمثّل أيّ خلاف اجتماعي
-الجمهوریة الاسلامیة استطاعت ان تحافظ علی استقلالهاخاصة في مجال الطاقة، واستطاعت ان تحقق نجاحات کبیرة في هذا المجال
-الجمهورية الاسلامية ترفع لواء الدفاع عن المظلومين خاصة مظلومي الدول الاسلامیة، الامر الذي جعل منها دولة مرحبة بها و انصار ایران في المنطقة في حالة ازدیاد
-المجتمع الایراني اثبت انه في الظروف الحساسة یترک الخلافات الموجودة ویتحد لمواجهة مؤامرات الاعداء. ما حدث ابان الحرب المفروضة علی ایران اکبر دلالة علی ذلک
اضافة الی ذلك، هناك ادلة عدیدة لا مجال ذکرها هنا، تبین لنا ان ایران لیست العراق أو أفغانستان ولا أحد یتسطع شن حرب ضدها و الیکم ادلتنا، وان جمیع التهدیدات ضد ایران مجرد اوهام ولاتتعدی ذلك.
*خبیر ومحلل سیاسي ایراني
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS