التضییق على غزة.. خطوات ومؤامرات جدیدة تُحاک ضد القطاع والمقاومة
وکالة القدس للانباء(قدسنا) «حسین رویوران»*:
يشهد قطاع غزة في الایام الاخیرة، حالة من الغضب الشديد في صفوف موظفي السلطة بغزة عقب الخصومات التي طالت رواتبهم بحجة الحصار المالي الذي تتعرض له سلطة محمود عباس. هذه الخطوة جاءت بعد لقاء رئیس السلطة الفلسطینیة بقیادات الإدارة الأمريكية الجديدة، ما يعني أن هناك ما هو أخطر وهو أن مثل هذه الخطوات تأتي في اطار المؤامرات الجدیدة التي تُحاك ضد القطاع والمقاومة.
والملفت هو اقتصار الخصم على موظفي غزة دون الضفة الغربية المحتلة، الامر الذي زاد من حالة الاحتقان والغضب لدى موظفي القطاع لان هذه الخطوة تعني تضيق الخناق على قطاع غزة المحاصر منذ 11 عام.
هذار القرار(خصم ما نسبته 30% من رواتب موظفيها، بحجة الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة)، الذي اصدرته حكومة الوفاق الوطني شمل موظفي القطاع ممن ینتمون إلی حرکة فتح و یؤیدونها.
و بالتزامن مع تضییق الخناق علی قطاع غزة؛ اعلن محمود عباس بأنه بصدد القيام بخطوات غير مسبوقة بشأن قطاع غزة خلال الأيام المقبلة وذلک إذا لم تستجب حماس لمبادرة حکومة رامي الحمدلله. وقال ابومازن اذا لم تستجب حماس لطلباتنا فاننا سنتخذ سلسلة خطوات منها منع وصول الوقود ولادویة مما یفاقم من معاناة المواطنين في قطاع غزة.
هذه الخطوات تعتبر خطوات وقرارات تمهیدیة للدخول في مرحلة جدیدة ستشهدها الساحة الفلسطینیة. حکومة نتنیاهو و بسببب الضغوط التي تمارسها الاحزاب الصهیونیة، تعارض انهاء الصراع مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، لأنها تعتبر حل الدولیتن خطرا علی مستقبل اسرائیل.
من جهة اخری، الادارة الامریکیة الجدیدة تؤکد ان المفاوضات هي الطریقة الامثل لانهاء النزاع؛ لکن ادارة ترامب تری ان المفاوضات یجب ان تکون بین اسرائیل و الدول العربیة (خاصة مصر والاردن والسعودیة)، ولیس اسرائیل والسطة الفلسطینیة.
ویری البعض، أن هذه الخطوات تأتي في إطار مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية قبل وفاته. و المبادرة کانت تهدف إلی إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وكانت في عام 2002.
الدول العربیة في السنوات الاخیرة اعلنت عن ادخال تعدیدات علی تلک المبادرة، حیث اعلنت عن تشکیل لجنة للتواصل مع القادة الاسرائیلیین یترأسها الجنرال السّعودي المتقاعد، أنور العشقي. أنور عشقي، والذي عمل مستشارا لرئيس المخابرات السعودية السابق بندر بن سلطان، ومعه بعض القادة الاسرائیین، اعلنوا عن تقاریب غیر مسبوق بین تل ابیب و الریاض في السنوات الاخیرة، کما یفهم من تصریحات هؤلاء، ان السعودیة (نیابة عن الدول العربیة) تعهدت لاسرائیل بقبول بعض مطالباتها خاصة فیما یخصل الاستیطان، وعلیه یمکن للاطراف استئناف وتسريع المفاوضات بناء علی توافقات مسبوقة بین الطرفین.
تصریحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول اتفاقه مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن البناء في المستوطنات، یثبت هذا الادعاء و یمکن اعتبار هذه التصریحات بهانها مقدمة وتمهید للدخول في مفاوضات جدیدة بین اسرائیل و الدول العربیة.
ومهما یکن من أمر فان هناک اطرافا تحاول استئناف مفاوضات بین حلفاء امیرکا من الدول العربیة، و الکیان الصهیوني من أجل تصفیة القضیة الفلسطینیة و ضرب محور المقاومة في المنطقة.
و یری البعض بأن قرار اقتطاع نسبة من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية، الذي أحدث جدلاً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية، وضغوط ابومازن علی حرکة حماس هو البداية في سلسلة قرارات أكثر صعوبة سيتخذها محمود عباس لضرب المقاومة، وایجاد شرخ بین الفلسطینیین و حرکة حماس و من یؤیدهم.
*خبیر فی شؤون الشرق الأوسط
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS