الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

العاروري في طهران؛
سلاح إيراني بالضفة

سعيد رضا دل شكيب

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) خاص؛

قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمي السيد علي الخامنئي، وإبان الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل علي قطاع غزة؛ أكد علي ضرورة تسليح الضفة الغربية ، مؤكدا اهمية تنفيذ هذا الامر حيث يجب أن يتم تسليح الشعب الفلسطيني وخاصة سكان الضفة الغربية أمام غطرسة كيان الاحتلال الصهيوني. وأكد سماحته: يجب تسليح الضفة الغربية تماماً مثل قطاع غزة. لأن ذلك يؤدي إلي إضعاف الكيان الصهيوني و إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.


واضاف سماحته، جرائم الاحتلال الاسرائيلي تفوق الخيال، وان الكيان الصهيوني الذئب قاتل الأطفال لاعلاج له سوى من خلال القضاء عليه واستئصاله، وحتى يتم هذا فإن المقاومة المسلحة و اتساعها حتى الضفة الغربية هي الطريق الوحيد لمواجهة هذا الكيان المتوحش.


 وخلال استقباله أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلح و وفد قيادة الحركة المرافق له ؛ أكد سماحة القائد: ان الحرب مع «اسرائيل» هي حرب مصيرية ، ولابد من مضاعفة قدرات المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة ، داعيا الى العمل في الضفة الغربية ، بما يجعل العدو الصهيوني يعيش القلق مثلما يواجهه في غزة .


ومنذ ذلك الوقت إلي الآن ، شهدت الساحة الفلسطينية عدة تطورات، وبالرغم من وجود ازمات متعددة في المنطقة منها الأزمة السورية والعراقية؛ انتفض الشعب الفلسطيني مرة أخري ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ الإنتفاضة الثالثة التي انطلقت من القدس بوسائل قد تكون بدائية، لكنها قد تحمل نوعًا من الإبداع أحيانًا.

 

من جهة أخري، أن الخلافات التي طرأت علي علاقات داعمي المنظمات التكفيرية في سوريا من جهة، والانتصارات التي حققتها القوات السورية والعراقية في معاركها ضد المنظمات التكفيرية من جهة ثانية، بالاضافة إلي التغييرات التي شهدتها بعض التحالفات الاقليمية؛ أعادت القضية الفلسطينية لتكون علي رأس اولويات الدول العربية والاسلامية خاصة دول محور المقاومة.


وبالعودة إلي زيارة وفد حماس لطهران، يمكن القول بأن هذا الزيارة جاءت نتيجة بعض التغييرات الاقليمية وايضا التغييرات التي حدثت في قمة قيادتها نتيجة لانتخابات داخلية. أن هذه الزيارة تدل علي أن حماس عادت مرة أخري إلي أحضان محور المقاومة بعد فترة من التوتر الذي طرأ علي العلاقات بين حماس وطهران، وذلك بسبب موقف حماس من بعض القضايا الاقليمية كالأزمة السورية. كما أن حماس تسعي إلي تقريب وجهات النظر بين الطرف المصري وطهران، وعن طريق ذلك تتعاون بين الجانبين كأطراف ذات تأثر في الساحة الاقليمية.


وفي ظل تشديد الضغوطات التي تمارسها السلطة ضد قطاع غزّة، في محاولة للضغط على حركة حماس للرّضوخ لشُروطها وايضا فرض سيطرتها علي غزة مرة أخري، تحقق حماس انجازات ديلوماسية.

وفد حركة حماس الذي زار طهران للمُشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس روحاني، كان بقيادة السيد عزت الرشق، وعُضوية كل من أسامة حمدان وصالح العاروري، وزاهر جبارين. صحيح أن هذه الزيارة جاءت لمشاركة في حفل تنصيب الرئيس روحاني، لكنها حملت رسائل عدة اقلقت العديد من الأطراف خاصة الكيان الصيوني المحتل.


أن حضور رئيس الجناح العسكري لحركة حماس في الضفّة الغربية «صالح العاروري»، أثار قلق الصهاينة لأنهم كثيراً ما يوجهون اصبع الاتهام له، ويؤكدون بأنه المسؤول خلف اسر المستوطنين الثلاثة، كما أنه المسؤول وراء كل الاعمال التي تنفذها المقاومة في الضفة الغربية؛ لذلك فان حضور العاروري في طهران لايعني للاعداء إلا إشارة لإحياء وتكثيف المقاومة في الضفّة الغربيّة والقدس المحتلّة.


صالح محمد سليمان العاروري (أبومحمد) قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ساهم بتأسيس الجناح العسكري لحماس في الضفة (كتائب القسام)، أعتقل وقضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم تم إبعاده عن فلسطين.


تعتبره إسرائيل أحد أهم مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، واتهمته إسرائيل بأنه يقف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل.


اعتقل لأكثر من 18 سنة في السجون الإسرائيلية، وعندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010 تم ترحيله إلى سورياً لمدة ثلاث سنوات ومن ثم غادر إلى تركيا مع تفاقم الأزمة السورية ويعتقد أنه لعب دوراً محورياً في اتمام صفقة شاليط.


و اعتقل إداريا خلال السنوات 1990-1991-1992م حتى 2007 (15 سنة) بتهمة تشكيل الخلايا الأولى للكتائب القسامية في الضفة، ثم أعيد اعتقاله بعد ثلاثة شهور من الإفراج عنه, ولمدة ثلاث سنوات حتى سنة 2010م حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين. يقال أنه يعيش الآن في الضاحية الجنوبية في لبنان.


صالح العاروري الذي تعتبره المسؤول خلف الأحداث في الضفة، أصبح اليوم تحت حماية إيران. وعليه فأن سؤلا الساسياً يطرح نفسه بهذا الخصوص وهو هل الضفة الغربية اقتربت من التسليح كما حصل ذلك في قطاع غزة؟ وإذا حصل ذلك الامر، ما هي الاستراتيجية "الاسرائيلية" لمواجهة هذا الأمر؟


| رمز الموضوع: 302626







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)