5 دلالات خطيرة
لعملية القدس

عدنان أبو عامر
"نوع جديد من العمليات" هذا ما صرح به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعليقاً على عملية القدس البطولية التي وقعت صباح اليوم، وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة رابع.
الزمان والمكان ونوعية المنفذ ومهاراته، تكاملت بصورة مشرقة نتج عنها عملية، اعتبرت بمثابة "كسر لكبرياء إسرائيل وإهانة لأمنها"، ولذا كان "الثمن هذه المرة كبيراً جداً"، وفق ما أعلنه مفوّض شرطة الاحتلال.
فعملية القدس التي وقعت في وقت تزعم في "إسرائيل" قضاءها على انتفاضة القدس، وملاحقتها للخلايا المسلحة، لتوجه لأجهزة الأمن الإسرائيلية صفعة مؤلمة، وصل دويها الى أركان المؤسسة السياسية والعسكرية.
ولعملية القدس دلالات خطيرة على الكيان الإسرائيلي، وخطوة على طريق "أكثر إيلاماً" للجيش الإسرائيلي، يلخصها الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر:
1- يبدو واضحا أن مستوى هذه العملية، وتخطيطها، وطبيعة الهدف الخاص بها، تحقق بنتائجها، مقتل ثلاثة جنود مدججين بأفتك الأسلحة، فالتخطيط الجيد يقود لتنفيذ جيد، ونتائج جيدة في معظم الأحيان، وهذا اللون من العمليات يقدر عليه الجميع، فلا يقتصر على ذوي الانتماء الحزبي والتأطير التنظيمي والعاملين في صفوف المقاومة.
2- هذا اللون من عملية القدس، رغم بساطته وقلة التعقيدات الكامنة فيه، يكرس شكلاً أساسياً من أشكال العمل المقاوم التقليدية، في ذات الوقت الذي يحقق فيه مستوى واسعا من الانفتاح الشعبي على الانخراط في المقاومة عبر تبني هذا الأسلوب الذي يقترب من إمكانات وقدرات الجماهير.
3- تأتي عملية القدس بإطلاق النار في وقت عزت فيه القنابل، في تكتيك جديد يقوم على اعتبار البندقية أفضل من القنبلة، وهي خطوة تؤدي لتسهيل العمليات ضد قوات الاحتلال، والحصول على قدر أكبر من التبرير السياسي، وبالتالي يتحول المسلح بالبندقية إلى قنبلة بشرية، لكن لا يترك خلفه صور انفجارات.
4- عملية القدس ومثيلاتها تقلق "إسرائيل" لأنها بحاجة إلى رصد، إعداد، ومنطقة داعمة تمكن "السمك من الغوص في مياهه"، لأنها تستهدف "كبرياء" الجيش الإسرائيلي، وتتجنب ما يمكن وصفهم "المدنيين".
5- عملية القدس باستهدافها للجنود ورجال الأمن، تسلب من "إسرائيل" المبررات الأخلاقية بخصوص الطابع غير الإنساني للمقاومة الفلسطينية، فضلا عن منحها تحفيزا لمنفذين آخرين ينتظرون في الطريق، تؤدي لزيادة جرأتهم.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS