حماس وخطر الوقوع
في مصيدة جديدة

سعيد رضا دلشكيب
وصل ظهر اليوم الاثنين، وفد حكومة التوافق برئاسة رئيس الحكومة رامي الحمد الله، وكافة الوزراء والمسؤولين الأمنيين، في زيارة هي الأولى بهذا المستوى منذ عام 2015. وقد ثمن الحمد الله الجهود التي قامت بها مصر لاستكمال ملف المصالحة.
ووصل مسؤولان مصريان رفيعا المستوى إلى قطاع غزة مساء أمس، للمرة الأولى منذ عشر سنوات، إيذاناً بانطلاق قطار المصالحة الوطنية الفلسطينية اليوم بوصول حكومة التوافق الوطني لعقد اجتماعها الأول منذ تشكيلها أواسط عام 2014.
ان للاتفاق الجديد بين حركتي فتح وحماس، أهداف غايات وعديدة كما أنه من جهة سيؤدي إلي إفشال بعض المخططات منها فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة؛ ذلك الاتفاق الذي كان من المقرر أن يتم بوساطة مصرية.
لاشك أن كافة المسلمين في جميع أنحاء العالم، يولون اهتماماً واسعاً بالقضية الفلسطينية لذلك فانهم يرحبون بانهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، لانهم يعلمون جيداً بأن استمرار هذا الانقسام مناسب للكيان الصهيوني ويصب في مصلحة الصهاينة المحتلين.
أن الكيان الصهيوني يفضل استمرار الانقسام الفلسطيني لان هذا لامر ئيعني عدم وجود شريك جاد للمفاوضات وهذا ما يحول دون الوصول إلي الاتفاق الذي قد يلزم إسرائيل بالالتزام بالقرارات الدولية.
وتشير الأوساط إلى وجود إجماع دولي لم يتوفر سابقا لإتمام المصالحة التي عملت عليها مصر على مدار الأشهر الماضية، وسيبدأ قطف ثمارها بتولي حكومة الوفاق الوطني مهامها رسميا الاثنين المقبل في غزة؛ فلماذا كل هذا الاجماع الذي لم يتوفر سابقا؟
قيل بأن تفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة بعد تعطل الخطوط المصرية المزودة للكهرباء في محافظات غزة، واستمرار وقف إدخال الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع بسبب فرض ضرائب عليه من قبل الحكومة الفلسطينية، ومن جهة اخري، تاكيد السلطة علي عدم دفع رواتب موظفي غزة في حال استمرار الانقسام الداخلي، زاد من الضغوط علي حركة حماس حيث دفعها إلي قبول االاقتراحات التي عرضت عليها من أجل اتمام ملف المصالحة.
لا شك ان غزة واهاليها وبالرغم من كل الضغوط والحروب التي شنت ضد هذه المنطقة، ماضية في المقاومة ولن تخضع للضغوطات. لا أحد يشك بأن أهالي القطاع يدعمون وُيساندون حركات المقاومة الأمر الذي زاد من قدرة المقاومة في غزة علي اتخاذ القرار، وهذا الامر بحد ذاته يعتبر انتصارا للمقاومة لان كل الضغوطات التي مورست ضد غزة، جاءت بهدف ايجاد شرخ عميق بين اوساط الشعب الفلسطيني وفي صفوف مقاومته البطله.
هذا الامر ينفذ ادعاءات من يعتقد بأن حماس خضعت للضغوط واضطرت إلي قبول اتمام ملف المصالحة والعروض التي عرضت عليها من أجل التخفيف عنها.
وبالعودة إلي السؤال الاساسي(أي اسباب الاجماع الذي لم يتوفر سابقا) خاصة الدول الداعمة لإسرائيل؟
من أجل الاجابة عن السؤال يجب العودة إلي آخر التطورات الامنية والسياسية في المنطقة. أن الانتصارات التي حققها محور المقاومة في الاشهر الاخيرة ، قد غير من موازين القوي حيث لانجد أحدا يشك بأن موازين القوي قد تغيرت لصالح دول محور المقاومة.
إن الانتصارات الكبيرة التي حققها محور المقاومة في العراق وسوريا قد افشلت مخططات اسرائيل و السعودية الرامية لتوسيع نطاق الازمات في المنطقة خاصة الازمة السورية.
من الواضح أن الانتهاء الازمات في العراق و سوريا يعني توظيف كل الطقات لتوجيه البوصلة نحو فلسطين ومحاربة العدو الرئيسي للامة الاسلامية.
أن حركة حماس وباقي حركات المقاومة يمران في مرحلة حساسة. يجب علي هذه الحركات الانتباه إلي المحاولات الرامية لجعل القضية الفلسطينية طي النسيان وذلك بعد القضاء علي المقاومة في غزة. يجب علي حركات المقاومة أن لا تحيد عن درب المقاومة والنضال، وكما يجب عيلها أن تواصل نضالها في وجه المحتل حتى دحر الصهاينة المحتلين.
لاشك أن أحد اهداف الدول الداعمة لاسرائيل و الداعمة لاتمام ملف المصالحة، هو القضاء علي المقاومة وزع سلاحها في غزة وذلك بعد الاتفقا علي هدنة طويلة المدي.
ان الاحتلال الاسرائيلي ورغم كل الدعم الذي تقدمه دول الاستكبار العالمي، عاجز عن مواجهة صواريخ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، هذا ما يؤكدهقادة الاحتلال مرارا وتكرارا. لذلك لجأت اسرائيل إلي إدخال جر حركة حماس داخل المصيدة، حيث أنها توصلت الى تفاهمات مع الدول العربية(التي تقيم علاقات سرية معها) من اجل صفقة متكاملة عنوانها هدنة طويلة المدي، تجمد فيها خيار المقاومة وتقمع اي فصيل فلسطيني يلجأ اليه بشراسة، مقابل رفع الحصار، واعادة الاعمار، وفتح ممر بحري يربط القطاع بالعالم الخارجي.
وفي الختام لا يبقي لنا غير تحذير حركة حماس من الوقوع في هذه المصيدة والخطط التي تدعمها امريكا و اسرائيل وتحاول تمريرها تحت عنوان ملف المصالحة الفلسطينية، مع تأكيدنا علي ضرورة ايجاد حل لمشاكل القطاع وكما أننا نؤكد علي أن الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس يصب في مصلحة الصهاينة المحتلين.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS