قمة سوتشی بدایة
جادة لنهایة الأزمة السوریة

و أخیراً و بعد زمن طویل عقدت قمة سوتشی لإیجاد حل سیاسی نهائی للشعب السوری  و إخراج سوریة من أزمة دامت 7 سنوات.

فی الواقع إن هذه القمة تعد استمراراً لقمة آستانه فی کازاخستان حیث اجتمعت فیها جمهوریة إیران الإسلامیة و روسیا و ترکیا بهدف کسر الجمود السیاسی الناشئ  عن مؤتمر جنیف و الدور السلبی الذی لعبته الولایات المتحدة و بعض الدول العربیة فی المنطقة.

و تعتبر قمة سوتشی أکبر تجمع للسوریین بهدف إیجاد حل سیاسی منذ بدایة الأزمة فی عام 2011، حیث دعی إلیها 1600 ممثل سوری سیاسی و دینی و قومی فی حین حضر منهم 1511 شخص .

تغیبت عن  القمة بعض المجموعات التی کانت تهدف لإفشالها، مثل مجموعة الریاض و بعض الشخصیات السوریة المعارضة التی اعترضت على رفع العلم السوری و طالبوا بانزاله، وهو أمر لم یتم قبوله فی المؤتمر حیث اعتبر العلم السوری الرمز الرسمی للهویة السوریة و المعترف علیه فی الأمم المتحدة.
 

• شارک بالقمة 10 دول بصفة مراقب. کما دعیت أمریکا وفرنسا و بریطانیا و لکنهم لم یحضروا. و أضاف حضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأزمة السوریة ( ستیفان دی میستورا) طابعاً شرعیاً للقمة فی ظل غیاب کل من أمریکا و فرنسا و بریطانیا.
• کان عنوان القمة (السلام للشعب السوری) الذی یکافح من أجل إنهاء الأزمة فی ظل قرار الأمم المتحدة رقم 2254.
• اجتمع فی المؤتمر أربع لجان متخصصة بهدف إیجاد خارطة طریق لإنهاء الأزمة فی سوریا و هی:
   

1. لجنة الإصلاح الدستوری
2. لجنة مکافحة الإرهاب
3. اللجنة الإنتقالیة
4. لجنة الإنتخابات

و قد کان اسم اللجنة الأولى لجنة صیاغة الدستور الأساسی إلا أن الحکومة السوریة لم توافق على الإسم لأنه یعنی أن الحکومة الحالیة غیر شرعیة. کما أعلنت الدولة السوریة بأنها لن تقبل أی شروط مسبقة للمؤتمر و لکنها ستقبل بنتائج  المؤتمر.

• أحد أهم نقاط القوة فی قمة سوتشی هو أن جمیع أعضاء اللجان الأربعة سوریینأما بقیة الممثلین السیاسیین فقد حضروا بصفتهم مراقبین لا أکثر و هو ماجعل کثیراً من المحللین السیاسیین یعلّقون الآمال على نجاح قمة سوتشی.

• اقترحت أمریکا قبل المؤتمر مشارکة کل من بریطانیا و فرنسا و السعودیة و الأردنو اقصاء مشارکة الطرف الذی یمثل الحکومة السوریة فی المؤتمر و هو ما اعتبر تدخل واضح بالشؤون الداخلیة لسوریا و انتهاکاً للقوانین الدولیة و لذلک کان أحد أهداف غیاب أمریکا و بریطانیا و فرنسا عن قمة سوتشی التأثیر سلباً على مسیرة المؤتمر و نتائجه. إلا أن قمة سوتشی کانت مشهداً واسعاً قرر فیه أبناء الشعب السوری مصیرهم بأنفسهم و هوالأمرالذی أکد علیه وزیر الخارجیة الروسی السید لافروف فی خطاب افتتاحیة المؤتمر حین قال ( السوریین هم فقط الذین سیحددون مصیرهم).

• و قد أعلنت المعارضة التی اعترض على وجود العلم السوری فی المؤتمر وعلى اثره عادوا إلى مطار اسطنبول، أعلنت بأن ترکیا تمثلهم و بأنهم سیوافقون على أی قرار تتخذه الحکومة الترکیة و هذه إشاره واضحة إلى الدور الذی تلعبه ترکیا فی الأزمة السوریة ، و تؤکد على أن هؤلاء الأفراد لایریدون أن یکون لهم أی دور فاعل فی حل الأزمة السوریة.

• أمریکا سعت کثیراً لکی یکون لها حضوراً مؤثراً فی الأزمة السوریة إلا أن مؤتمر الآستانة و الإنتصارات النی حققتها إیران و سوریة أخرجا امریکا من اللعبة (و حالیاً أمریکا حاضرة فقط فی المناطق الکردیة السوریة) و قد دعیت أمریکا إلى قمة سوتشی بصفتها عضواً مراقباًو هو الأمر الذی سیزید من تراجع الدور الأمریکیویعزز الدور الإیرانی الروسی فی سوریا. و بناءً على ذلک رفضت أمریکا المشارکة فی المؤتمر و تلتها کل من بریطانیا و فرنسا.

• یعد مؤتمر سوتشی تتمة لمؤتمر جنیف وقد عقد ضمن اطار قرار الأمم المتحدة رقم 2254 .مع وجودالإختلافبأنه فی مؤتمر جنیف شارک المعارضون الذین لم یکن لهم دوراً على الساحة السوریة إنما کانوا یمثلون للسعودیة و الأردن وقطر و الإماراتوقد أطلق علیهم لقب المعارضة نزلاء الفنادق ( على حساب الأنظمة العربیة). أما فی مؤتمر سوتشی فقد حضر ممثلی الشعب السوری بشکل واسع على جمیع الأصعدة السیاسیة و الدینیة و القومیة مما یدل على أهمیة هذا المؤتمر و هو ماجعل الخبراء یصرحون بأن قمة سوتشی هی بدایة جادّة لنهایة الأزمة فی سوریا.