عن رسالة هنية لقائد
الثورة الإسلامية

أشاد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رسالة لقائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة السيد علي الخامنئي، بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية شعباً و حكومةً في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بمختلف أنواع المساعدات . كما حملت رسالة هنية سلاماً من أبناء الشعب الفلسطيني لقائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني الأصيل و الذي وصفه بالشعب  المقاوم و المقارع للإستكبار.

إن رسالة اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة السيد علي الخامنئي حملت  ابعاداً عديدة وذلك بناء علي المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية التي تحتاجها حماس في عملها المقاوم و منها:

    أن الأزمة السورية شكلت نقطة تحول في علاقة إيران مع حماس. فقد اتخذ بعض أعضاء حركة حماس سياسة لا تتفق مع جوهر محور المقاومة من خلال تحليلهم الخاطئ للتطورات في بعض دول الربيع العربي .و قد كان الهدف من هذه الدسائس هو فصل ايران عن المقاومة الفلسطينية . إلا أن ايران استطاعت اجهاض المؤامرة الغربية و العربية و العبرية الخطيرة بحكمتها و انتصاراتها التي حققتها في سورية و العراق. لذلك بحث المعنيون موضوع التغييرات في قيادة حماس و انتقال المكتب السياسي لها من خارج الي داخل فلسطين و أيضاً بعثات حماس إلي ايران ضمن هذا السياق.

    كما وضح جانب من هذه الرسالة عجز السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس عن تحقيق المصالحة الوطنية رغم التنازلات التي قدمتها حماس لصالح محمود عباس فضلاً عن الأزمات الإقتصادية و الصحية التي يعاني منها قطاع غزة بسبب الحصار المفروض عليه منذ أكثرمن ۱۲ عاماً. و الذي كان يهدف لكبت جناح المقاومة في فلسطين. لذلك مثل هذه لظروف تدعو حماس لتغيير استراتيجياتها و نهجها المقاوم .

    و اعتبر هنية أن الكيان الصهيوني استغل صمت السلاح المقاوم لحماس في تسريع سياساته الاستيطانية في اراضي67 و لاسيما حول حرم القدس الشريف ، و للأسف لم تفلح محاولات الشباب الفلسطيني في انتفاضة ۲۰۱۵ بوقف السياسيات العدوانية لإسرائيل.

    كما وضحت رسالة هنية المؤامرة الكبري لدول الإستكبار ضد ايران و حزب الله و حماس و التي تجلت بوضوح في قمة القادة في الرياض و تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و إعلانه الأخير الذي سميّ ب ( صفقة القرن) و الذي اعتبر من خلاله القدس عاصمة لليهود، لتمسي هذه المؤامرة أكثر وضوحاً من أي وقت مضي.

    كما أنه بعد قمة الرياض ، أصبح جلياً بأن الأنظمة العربية تعمل خلافاً لمصالح الشعب الفلسطيني و منه التصريح الذي صدر عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و الذي وضع فيه حماس علي قائمة الإرهاب . و بذلك أدركت حماس بأنها أخطأت بتعلقها بمثل هذه الأنظمة و أن عليها أن تكون أكثر دقة في خياراتها المستقبلية.

    أما بالنسبة لأوروبا فعلي الرغم من أنها لم تدعم قرار ترامب الأخير إلا أنها أثبتت عدم فعاليتها في حماية فلسطين و الدفاع عن حقوقها خاصة و أن الأوروبيين يرحبون بأي حل لإنهاء الصراع الفلسطيني و الإسرائيلي بحيث يحفظ أمن وحدود اسرائيل حتي لما بعد احتلال ۱۹۴۸ م . لذلك لايمكن لحماس أن تعتبر أوروبا خياراً مناسباً رغم أن من الممكن أن تتعاون معها اقتصادياً باعتبارها منافس قوي لأمريكا.

    و بالنسبة للصين فعلي الرغم من أنها أقوي المنافسين الاقتصاديين لأمريكا إلا أنهم دائماً مايتعاملون مع القضية الفلسطينية بحياد و بذلك لايمكن لحماس أن تعتمد علي الصين من أجل ابطال مؤامرة صفقة القرن الكبري.

أما    فيما يخص روسية فقد دعمت المقاومة في سورية لاسيما بعد أن لاحظت أن الأزمة السورية ممكن أن تزعزع استقرار الأمن فيها ، لذلك نراها وقفت جنباً إلي حنب مع ايران لإنهاء تنظيم داعش في المنطقة. لهذا يعتقد الشعب الفلسطيني بأن روسية ممكن أن يكون لها ثقل مهم في حل القضية الفلسطينية.

    إن إدارة محور المقاومة للأزمات الكارثية في المنطقة و قدرته علي إنهاء داعش في سورية و العراق فضلاً عن اجهاضه للحركات التكفيرية في كل من سورية و لبنان دليل عليدوره الفعال و المهم في المنطقة. هذا الدور الذي يمكن أن يكون أكثر فاعلية بإضافة الجانب الروسي إليه. و بناء علي المواقف الثابتة لإيران من القضية الفلسطينية فإن حماس بالرغم من شذوذ بعض أعضائها عن مسار المقاومة، تؤمن بأن ايران هي الخيار الأفضل و الأكثر ملائمة لمجابهة المؤامرات و الدسائس الغربية و العبرية و العربية، خاصة و أن ايران تدرك بأن دعمها للمقاومة يتماشي تماما مع مصالح ايران و أمنها .

    و أكد هنية في رسالته علي استعداد الشعب الفلسطيني لإشعال فتيل انتفاضة مسلحة أخري ضد مؤامرات العدو الصهيوني و الأمريكي و هو الأمر الذي أشار إليه القائد المعظم بأنه استراتيجية ناجحة للضغط علي النظام الإسرائيلي . حيث ظهرت أهمية هذه الإستراتيجية بشكل أوضح خلال انتفاضة المسجد الأقصي والتي أدت إلي انخفاض نمو الإقتصاد الإسرائيلي من (+6 %)الي (-6% ) و ازدياد نفقات الأمن الإسرائيلي بشكل مطرد و هجرة أعداد كبيرة من الجالية اليهودية .

    و بذلك فإن إشعال انتفاضة رابعة في فلسطين سيكون له أثر وخيم علي سياسة الإستيطان الإسرائيلية .

    ويؤكد الخبراء علي أن اندلاع انتفاضة رابعة سينهي اسرائيل حتماً ، فعلي الرغم من كل الإدعاءات، إلا أن اسرائيل الآن في أضعف حالاتها منذ عام ۱۹۴۸مخاصة و أن الدول الداعمة لها لم يعد لها نفس القوة التي امتلكتها في الماضي . فقرار ترامب الأخير حول القدس أدي إلي خسارة أمريكا لمصداقيتها و لمكانتها العالمية بين الدول .

    و بناء علي ذلك فإن هذه الظروف ( ضعف المحور الغربي و العربي و العبري و قوة محور المقاومة في العالم الإسلامي)  مناسبة جداً لشن انتفاضة مسلحة تستوجب دعم جميع الدول لها لوجيستياً و بكافة الأشكال لجعل القضية الفلسطينية لصالح العالم الإسلامي.