الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ولايتي‌ في‌ بغداد؛ محاولة
لحفظ الإنجازات‌الميدانية

مهدي عزيزي

 

يبدو أن زيارة علي أكبر ولايتي لبغداد، شأنها شأن جميع زياراته الإقليمية، تهدف لحشد الإنجازات السياسية و الميدانية و ايجاد التقارب فيما بين الأحزاب و التحركات السياسية بما يصب في مصلحة العراق ومنفقعته ، لاسيما و أن هذه الزيارة جاءت بعد ارسال الأمريكان لوزير الخارجية الأمريكي الجديد ريكس تيلرسون إلى بغداد، في سبيل استعادة دورهم و كرامتهم الضائعة.

 

لقد جاءت زيارة كبير مستشاري المرشد الأعلى و الأمين العام للمجلس الأعلى للصحوة الإسلامية ( علي أكبر ولايتي) لبغداد في الزمان و المكان المناسبين. فزيارة و لايتي لبغداد تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون و تلت انتهاء قمة جمع المساعدات لإعادة إعمار العراق في الكويت.

 

و قد جاءت زيارة ولايتي بعد أن لاحظ أن الإنجازات التي حققتها المقاومة في سورية و العراق يتم مصادرتها من قبل بعض الجهات الخارجية و الأجنبية،  و هو مايستدعي العمل من أجل إعادة حشد العوامل المسببة للإنتصار و التذكير بأهمية الإنجازات التي تم الوصول إليها حتى الآن و ضرورة المحافظة عليها.

 

خلال زيارته لبغداد، جمع ولايتي جميع الحركات و المجموعات السياسية العراقية بكافة مواقفها السياسية من أجل خلق نوع من الوحدة فيما بينهم شبيهه بتلك الوحدة التي كانت على أرض المعركة  ضد داعش.

و لكي تكتمل الإنتصارات التي حققتها إيران و المقاومة في المنطقة لابد من وجود عمل سياسي دبلوماسي قوي يدعم هذه الإنتصارات و يحافظ عليها.

 

لذلك لنرى ماهي الأوضاع التي تمت خلالها هذه الزيارة:

 

أولاً: تعتبر إيران لاعب أساسي في المنطقة فضلاً عن دورها الكبير في إبادة داعش في سوريا و العراق، و بناءً على ذلك فإنه من الطبيعي أن نجد إيران تقف جنباً إلى جنب مع الحكومة العراقية بعد الحرب. و يرى المحللون السياسيون بأن القوى الإقليمية في المنطقة يخوضون منافسة حادة من أجل تعزيز مواقعهم في المنطقة .

 

ثانياً: تدعي الولايات المتحدة أن ضرباتها الجوية ساهمت في التخلص من تنظيم داعش في سوريا و العراق ( رغم أن المعطيات أثبتت عكس هذا الإدعاء) و بحجة منع عودة داعش للعراق تحاول أمريكا حماية مصالحها في العراق عن طريق إعادة زرع قواعدها العسكرية في الأراضي العراقية.

 

حيث تسعى كل من السعودية و قطر و الإمارات، التي كانت داعمة لداعش خلال الحرب، لمسح ماضيها الأسود  و جرائمها من ذاكرة الشعب العراقي عن طريق تقديم المساعدات الإقتصادية للحصول على صداقة الحكومة العراقية.

بينما تعتقد العديد من القوى العراقية الداخلية و خاصةً قوات الحشد الشعبي أن الولايات المتحدة و بعض دول مجلس التعاون الخليجي كانت الداعم الأول لداعش خلال الحرب، و لذلك من أجل ضمان عدم عودة داعش و تكرار المأساة القديمة فإنه من الضروري إبعاد مناصري داعش السابقين عن الساحة العراقية.

 

اذ صرح المتحدث بإسم الحشد الشعبي في العراق بأنهم يعارضون استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق و بأنه على الولايات المتحدة أن تغادر قواعدها في العراق لكي تستلمها القوات العراقية. كما أكد أن  أي وجود أجنبي في العراق سيتم التعامل معه على أنه احتلال.

 

و أضاف المتحدث بإسم قوات الحشد الشعبي بأن الدور الذي قامت به جيوشهم تؤهلهم لأن يتخذوا مثل هذا الموقف و بأن قوات الحشد الشعبي لاتريد أن تأخذ دور الحكومة العراقية و لكنها ستتخذ الإجراءات المناسبة في سبيل حفظ استقلال العراق و وحدته و منع تكرار المآسي فيه.

 

و هو الأمر الذي أكدت عليه إيران( أكبر داعم لقوات الحشد الشعبي للعراق) بأن العراق  بعد أن تخلص من داعش يجب أن يكون خالياً من وجود أي قوة أجنبية. 

و قد كان أحد أهداف زيارة علي أكبر ولايتي لبغداد هو نقل رؤية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن مستقبل العراق.

فإنه من الضروري تذكير المسؤولين العراقيين بأن اشراك الحشود و الجهات العراقية في عملية إعادة إعمار العراق إلى جانب المساعدات الدولية  هو أمر ضروري ومهم لمنع عودة بعض القوى المشكوك فيها بذريعة إعادة الإعمار .

و مع اقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية في العراق، فإن المرشحين يجب أن يضعوا مسئلة اشتراك فئات الشعب العراقي في عملية  إعادة الإعمار في صدارة لوائحهم كمؤشر لدعم استقلال العراق.

 

حالياً هناك ثلاث حركات تؤيد خروج القوات الأجنبية من العراق و هي :

  1. حركة نصر بقيادة حيدر العبادي
  2. حركة فتح التي يديرها الحشد الشعبي
  3. و القوى التقليدية التي يحضر فيها أفراد مثل المالكي و حكيم

و ستسعى الإنتخابات المستقبلية من أجل إيجاد توازن بين القوى الثلاثة السابقة و هو مايستدعي وضع ترتيبات و شروط مناسبة لتشكيل حكومة ائتلافية في المستقبل.

 

و يبدو أن زيارة الدكتور ولايتي لبغداد و التي تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون ، تهدف لإيجاد هذا النوع من التقارب و الإئتلاف بين الجماعات و الحركات السياسية العراقية من أجل تحقيق مصلحة العراق و منفعته.

 

 

 


| رمز الموضوع: 308836







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)