كيف سترد إيران علي
استهداف مطار تي4؟

هادي محمدي
وكالة القدس للانباء(قدسنا) «هادي محمدي»*: يتحدث الكثير من المحللين عن سناريوهات رد ايران المحتمل علي جريمة استهداف مطار "تي 4" بواسطة القصف الصاروخي الذي نُفذ من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، والذي أدي إلي مقتل سبعة مسيتشارين الايرانيين.
إن الاحتلال الاسرائيلي فرح من جهة لأنه استطاع ان يقتل عدد من المستشارين الايرانيين خلال هذا القصف الصاروخي، لكنه قلق من جهة أخري بسبب عدم القدرة علي تقييم الاوضاع ومعرفة كيفية الرد الايراني علي هذه الجريمة الصهيونية.
إن الاحتلال الاسرائيلي يتوقع الرد ويستعد له ويتعاطى معه على أنه حاصل حتما وقادم لا محالة، ولكنه بنفس الوقت لا يملك أي تصوّر كيف سيكون ھذا الرد وأين ومتى؟
لاشك ان الكيان الصهيوني ومن خلال تقديم الدعم للمنظمات التكفيرية، حاول أن يشن حرباً بالنيابة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. وتوضيح ذلك هو أن الصهاينة حاولوا خلال السنوات الاخيرة أن يستخدموا حلفائهم من الدول العربية وايضا المنظمات الارهابية، كأدوات للمارسة الضغط ضد طهران.
ومن الخطوات التي قامت اسرائيل باتخاذها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية هي اتخاذ خطوات تهدف لزعزعة أمن واستقرار ايران، هذا بالاضافة إلي عمليات الاغتيال التي طالت العلماء والخبراء النووين في الجمهورية الإسلامية قبل سنوات.
إن هذه الخطوات العدوانية المتخذة من قبل اسرائيل، جعلتها تجد نفسها مشغولة في تقييم وتوقع طبيعة الرد على خطواتها العدوانية، بحيث تبدي دوائر صنع القرار في إسرائيل قلقها من طبيعة رد الفعل المتوقع من.
إن الصهاينة المحتلين يعلمون جيداً بأن طهران لديها قدرة الرد علي جرائمهم ضد العالم الإسلامي، لذا فانهم علي ثقة تامة بأن طهران لاتمرر هذه الاعتداءات لكنها تختار التوقيت المناسب للرد على العربدة الإسرائيلية، وحماً سترد في الوقت المناسب وستعرف كيف ومتي ترد.
إن محاولة البحث عن كيفية الرد وايضا المنطقة التي يتم من خلالها الرد ضد الجرائم الاسرائيلية، تقودنا إلي القول بأن ايران تمتلك الرد المناسب لكن عدم الاعلان عن كيفية الرد وأين سيكون هذا الرد ومتي، يأتي في إطار اسراتيجية خفية لايتم الافصاح عنها لأسباب تتعلق بالخطط الاستراتيجية الخاصة التي رسمتها طهران.
القضية الأخري التي تتعلق بكيفية الرد علي جريمة استهداف مطار "تي 4" بواسطة القصف الصاروخي الذي نُفذ من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، هو اختيار التوقيت المناسب من قبل طهران.
إن يوم النكبة وهو يوم احتلال فلسطين واعلان اقامة اسرائيل هو من المناسبات التي تسعي فيها اسرائيل أن تحافظ علي الهدوء لكي تثبت للصهاينة بأن الاراضي المحتلة آمنة ويمكنهم العيش فيها بسلام. ومهما يكن فانه علي اسرائيل انتظار لحظة الرد، في توقيت حساس ستكون له نتائج ودلالات كبيرة، كما ستكون له رسائل عدة للكيان الصهيوني وأمريكا والدول العربية التي تتعامل معها.
في النهاية إن تم توجيه ضربة انتقامية من قبل ايران للنظام الصهيوني فإنها ستكون عقوبة عن كل أفعال الصهاينة المباشرة و غير المباشرة خلال الأربعة عقود الماضية. كما أن الرد الإيراني المحتمل سيحمل على أقل تقدير رسالة للجانب الصهيوني مفادها أن أي عدوان في قتل المواطنين الإيرانيين و المدافعين الإيرانيين سيتم مواجهته بقوة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
*كاتب وخبير سياسي ايراني
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS