دوافع إيران لمعاقبة
إسرائيل

قسم التحليل السياسي في وكالة القدس للانباء(قدسنا) : السؤال الذي شغل بال المحللين السياسيين في إسرائيل و دول آسيا الغربية و حتى الخبراء في الغ و أيضاً في ايران هو، هل سترد إيران على الإعتداء الإسرائيلي على مطار T4  الذي أودى بحياة عدد من المستشارين الإيرانيين في المنطقة ؟

تشير التقارير  إلى أن النظام الصهيوني كان واثقاً من وجود الإيرانيين في قاعدة T4 ، فلماذا ، على الرغم من معرفتهم  للوجود الإيراني ، قاموا بمهاجمتهم؟ لذلك أجريت تحليلات مختلفة عن سبب تنفيذ الهجوم ، و تبين مايلي ؛

• تنبه الرأي العام العالمي لموضوع حق العودة الفلسطينيو إلى العنف الذي يوجهه الجيش الإسرائيلي للمظاهرات الفلسطينية السلمية وهو الأمر الذي اعتبره المحللون الصهاينة تهديد خطير لوجودهم.

• أن إسرائيل قلقة من الوجود الإيراني في سورية و هذا الهجوم بمثابة تحذير لإيران بأن إسرائيل لن تتساهل مع الوجود الإيراني هناك.

• إن إسرائيل تسعى من خلال الهجمة لتوجيه تحذير للجيش السوري الذي حقق انتصارات مذهلة خلال الحرب الكونية على سورية ، و هذا التحذير يحمل رسالة للجيش السوري بأن اسرائيل لازالت قوية و قادرة على الدفاع عن وجودها. خاصة و أن اسرائيل تعلم بان سورية لديها نية بإستعادة أرضي الجولان المحتل قبل البدء بإعادة الإعمار حتى .

• الهجمة الإسرائيلية على مطار تيفور السوري تحمل رسالة لمحور المقاومة الذي تتزايد قوته و نفوذه في المنطقة.

• إسرائيل تسعى لرفع معنويات المجموعات الإرهابية في سورية التي تم التخلي عنها من قبل الداعمين العرب و الغرب و الأمريكان.

• اسرائيل قلقة من نية أمريكا بسحب قواتها من سورية و هي تشعر بأنها أصبحت وحيدة في المواجهة لذلك هي تسعى لضربات استباقية في سبيل تنبيه الطرف المقابل على أنها لازالت قوية و قادرة على الدفاع عن نفسها أي باختصار إسرائيل تشعر بأن وجودها مع إنسحاب الأمريكان من سورية سيكون في خطر.

• نظراً لتحالفات بعض الأنظمة العربيةضد إيران و خوفهم من تزايدالهيمنة الإيرانية في المنطقة، تسعى إسرائيل من خلال هذا الإعتداءلإيجاد نوع من الطمأنينة في قلوب هذه الأنظمة الفاسدة مؤكدة على أنها حليفة لهم و في صفهم.

• حتى الآن لم تكن إسرائيل طرف مباشر في الحرب على سورية و هي من خلال هذا الإعتداء تسعى لأن تكون أحد الأطراف الرئيسية في المعركة ضد سورية بهدف إطالة حالة التوتر و عدم الإستقرار في المنطقة قدر الإمكان .

• في الآونة الأخيرة يتابع المجتمع الصهيونياتهامات قضايا الفساد التيوجهت لنتنياهو و أقربائه والذي أيضاً يتعرض للضغط من قبل منافسيه على الحكم و لذلك يبدو أن نتنياهو يحاول شغل الرأي العام الصهيوني عن هذه القضية و لفت انتباهه إلى احتمال نشوب حرب مع إيران.

واحتج الشعب الإيراني بشدة على موضوع الإعتداء على القاعدة T4 ، داعياً إلى رد قوي على هذا الإعتداء الذي أودي بحياة أبنائه. خاصة و أن الأعمال الإجرامية للنظام الصهيوني ضد ايران قد تفاقمت وتصاعدت لحد غير محتمل.  فالرد الإيراني هنا سيكون قادراً على خلق حالة من الرضى لدى الإيرانيين و بنفس الوقت وضع حد للإرهاب الذي يمارسه أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في حال لم يتم الرد على هذه الهجمة فنتوقع أن يكون هناك هجمات أخرى غيرها في المستقبل على القوات الموالية للجيش السوري في سوريا من إيرانيين و لبنانيين و أفغانستانيين و باكستانيين و غيرهم .

و عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي سيزيد من أوهام الأنظمة العربية الفاسدة بأن إيران ضعيفة و غير قادرة على مواجهتهم.

مما سبق يتبين كيف أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على قاعدة T4 هو أمر حتمي لابد منه، و إسرائيل ستعاني حتماً من هذا الرد . وهو ما أكد عليه مستشار القائد الأعلى للقوات الإيرانية في سورية (علي أكبر ولايتي) بأن إسرائيل ستدفع ثمن ما قامت به. و أيضا أكد عليه الجنرال باقري
(أعلى ضابط عسكري في سوريا) حيث أعلن بأن تصرفات العدو الصهيوني أصبحت فوق الإحتمال و أن إيران لن تتسامح أبداً مع هذه التصرفات.

يعتبر الرد الإيراني على الإعتداء الإسرائيلي على قاعدة T4 نوع من تصفية حسابات قديمة و جديدة و لكن لايبدو أن هذا الرد سيجر إلى حرب مستمرة بين الطرفين على الرغم من جاهزية إيران للدخول في حرب ، إلا أن إيران حددت مسبقاً جاهزيتها في حالة الدفاع فقط و سوف تستفيد بشكل كامل من هذه الجاهزية في حال لزم الأمر. و من جانب آخر فإن إسرائيل تعلم أن ليس في مقدورها الدخول في حرب مع إيران ، لأنه كما صرح نائب قائد الحرس الثوري أنه عندما تدخل إيران في حرب مع العدو الصهيوني سيكون هدفها الوحيد هو القضاء على الوجود الصهيوني في المنطقة.