بكم ننتصر: الضاحية الجنوبية في بيروت على موعد جديد مع الإنتصار في الرابع عشر من آب

إنها الضاحية، الصبر والصمود، العزّ والإباء.. ومنذ إثني عشر عاماً، كانت الضاحية بأهلها وأحياءها وأبنيتها هي الضحية، قصف ودمار ودخان، ورائحة الشهادة تتصاعد من بين الركام...
وكالة القدس للانباء(قدسنا) : أمل شبيب/ لبنان
إنها الضاحية، الصبر والصمود، العزّ والإباء.. ومنذ إثني عشر عاماً، كانت الضاحية بأهلها وأحياءها وأبنيتها هي الضحية، قصف ودمار ودخان، ورائحة الشهادة تتصاعد من بين الركام، تفاصيل لا يدركها إلاً من عايش يوميات حرب تموز 2006، كانت الحياة فيها أشبه بمسلسل رعب يومي، شهداء وضحايا بالعشرات، ومجازر وتدمير بالمئات. ثلاثة وثلاثين يوماً نهضت الحياة من بين أبنية مدمرة، وشوارع فقدت هويتها، وأحياء إختفت معالمها، وبقي الرماد الذي سيطر على كل مكان.
في الذكرى الثانية عشر لإنتصار المقاومة في لبنان، كان لوكالة قدسنا جولة على الضاحية الجنوبية في بيروت، الضاحية التي تستعد لإحياء المناسبة بإحتفال النصر في الرابع عشر من آب مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
جلنا في شوارع الضاحية نستذكر مع أهلها ذكريات مُرّة لكنها مرّت بفعل إرادة الشعب والمقاومة، الشوارع في الضاحية اليوم أجمل مما كانت عليه قبل العدوان. هذه هي الضاحية.. صارت تتسع للوطن، شوارعها بحجم المقاومة، وطرقاتها الفرعية إمتدت الى كل العالم، شرفاتها عادت تتباهى بجمالها بعدما أعادتها المقاومة أجمل مما كانت.
ضاحية الإباء
أبناء الضاحية لم يهزموا، ولم ولن يعرفوا معنى الهزيمة يوماً، شبابها ورجالها، أطفالها ونساءها، شيوخها وكهولها ينتظرون إشارة واحدة من قائد المقاومة ليلبوا النداء. في مجمع الإمام الحسن(ع) في منطقة الرويس، يجلس رجل كبير في السن، في عينيه فرح وغصة، فرح بالإنتصار الإلهي الكبير في تموز 2006، وغصة بعدما فقد عائلته في المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في الثالث عشر من آب 2006، يقول الرجل، هنا كنا، وهنا بقينا، وهنا غدرت فينا صواريخ العدو الإسرائيلي في حرب تموز وارتقى العشرات من سكان هذا المكان شهداء، لكننا لم نستسلم وما زلنا حاضرين للشهادة.
من الرويس كانت الوجهة الى الشياح، المنطقة التي تعرضت ايضاً لمجزرة هزّت الضمير الإنساني. أوجاع مختلفة عاشها أهالي الضاحية الجنوبية، لكن العزيمة والصبر عند الكثيرين لم تمنعهم من الصمود والبقاء في منازلهم، رافضين مغادرة بيوتهم رغم محاصرتهم ودكّهم بالصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة، تقول السيدة أم جمال"لم يهمنا الحجر ولم يستوقفنا الدمار، كان جلّ هدفنا هو المقاومة والشعب العظيم، الذي أكّد مرة جديدة أنه شعب وفي، لم يتخلى عن مقاومته لأنها الحصن والحضن، لم ترهبنا صواريخهم ولا قذائفهم ولا طائراتهم، كان الدعاء وسيلتنا ورفيقنا في كل لحظة، وهنا في هذا المكان كانت ترفع الأصوات بحماية المقاومة وسيدها...."
إذاً، إنتهت حرب تموز، وعاد أهالي الضاحية الى منازلهم المدمرة، وقفوا على الركام ينشدون أناشيد النصر والإنتصار، ولم يأبهوا بكل هذا الدمار، فقيمة الإنتصار أكبر الكرامات وأجلّها وأجملها وأعظمها، وكان بإنتظارهم "وعد" المشروع الذي أطلقه حزب الله لإعادة إعمار الضاحية، فأعاد بناء حوالي مئتين واثنين وسبعين وحدة سكنية وتجارية كانت قد هدمتها اسرائيل في الضاحية، عادت أجمل وأجمل مما كانت.
الضاحية الجنوبية تستعد لعرس النصر
في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي باحة عاشوراء في منطقة الجاموس سيسجل تاريخ الرابع عشر من آب 2018 تاريخاً جديداً للإنتصار حيث يستعد جمهور الضاحية والمقاومة لإحياء الذكرى الثانية عشر لإنتصار المقاومة في تموز 2006، حيث سيتخلل المهرجان كلمة مباشرة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، كما رفعت المواد الاعلامية والفنية والرايات والتصاميم على الابنية وفي محيط المكان إستعداداً لهذه المناسبة الكبيرة، ويعمل قسم الاعلام في حزب الله مع اللجان المنطمة للمهرجان على مدار الساعة وعلى كافة المستويات في ترتيب باحة المهرجان وتركيب المنصات لإستقبال الحشود والشخصيات التي ستشارك في المناسبة.
بكم ننتصر....
ولأنهم شعب وفي، قدّم وضحّى حتى الإنتصار، ولأن هذا الشعب يستحق كل التقدير والإحترام، وفي إحتفالية المقاومة في الإنتصار الإلهي لتموز 2006، أطلقت وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشعار الرسمي لإحتفالية 14 آب | 2018 "بكم ننتصر".
"بكم ننتصر" الشعار الذي تم اختياره لهذا العام يكتسب دلالة عميقة تبرز أهمية تكاتف البيئة الحاضنة للمقاومة ومجاهديها، وصوابية الثقة بخيارات وولاء هذا المجتمع، حيث أن الرهان عليهم في عدوان تموز، كما في كل الاستحقاقات، كان رهاناً رابحاً يعبّر عن الثبات في التصدي، والعطاء الدائم، وصلابة الموقف.
عطاءات بحجم الوطن...
من يدخل الضاحية اليوم، يعاين مشاهد الإنتصار بكل فخر، هنا أبنية تشرق بالإنتصارات، وهنا تحضيرات كبيرة للمهرجان، وهناك وفي كل مكان مواطنين يعيشون بأمان، وأمام هذه المشاهد لا بدّ وأن نستذكر شخص إرتبط إسمه بإنجازات ومشاريع التنمية والإعمار، أعاد الحياة الى أهلها أجمل مما كانت، المهندس حسام خوش نويس أو حسن الشاطري رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار في لبنان، واليد التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية الى شعب لبنان بعد إنتصاره في حرب تموز 2006.حضر خوش نويس الى لبنان في الرابع عشر من آب 2006، فكان له الدور الأساس في الاشراف على اعادة اعمار لبنان بعدما دمّره العدو الصهيوني، من البنى التحتية والطرقات والجسور والمدارس ودور العبادة والمستشفيات..
ولأن الحرب طالت كل لبنان، كانت انجازات الشهيد بحجم الوطن حيث تمكن من الاشراف على مشاريع تعدت الـ 5480 مشروعاً، امتداداً من بيروت والبقاع وصولاً الى الجنوب حيث حرص على تقديمها بأفضل نوعية وبجودة عالية.
المهندس حسام خوش نويس المولود في مدينة سمنان الإيرانية عام 1960، أعطى صورة فنية وعلمية مميزة لحركة الاعمار في لبنان، فإلتزم بأحدث المعايير العالمية في البناء والترميم، واستورد أحدث المعدات، وكان متابعاً ميدانياً لكل المشاريع، وحاضر دائم في الميدان، معتبراً أن دوره في اعادة اعمار لبنان هو استكمالاً للنصر الذي حققه الشعب اللبناني ومقاومته خلال حرب تموز 2006.تميز الشهيد المهندس حسام خوش نويس بحبه في خدمة الشعب اللبناني وأهل المقاومة، حتى نفسه الآخير، وبتاريخ الثاني عشر من شباط 2013 استشهد المهندس حسام خوش نويس اثناء عودته من دمشق الى بيروت، فيختم حياته كما بدأها "بالجهاد والمقاومة".
على موعد مع النصر.....
إذاً، إنها الضاحية، الأرض والوطن، والسيادة التي تُصنع بالتضحية والشرف والإباء حتى الوفاء، السيادة التي ترفرف مع كل علم...وفي الرابع عشر من آب 2018، ستكون الضاحية وأهلها، وكل شعب المقاومة على موعد مع سيد النصر والإنتصار، الأمين على الدماء والأرواح، أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مشهد وطني جديد يرسم صورة التلاحم والعيش المشترك بين لبنان المقاوم وشعبه وجيشه الداعم ورجاله الأقوياء وشباب كانوا وما زالوا يملكون روح المقاومة حتى الفداء، أعطوا... قدّموا... ضحّوا بأغلى ما عندهم حتى قضوا شهداء...
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS