تخاذل العرب لن يضعف
الشعب الفلسطيني

هيثم أبو الغزلان
وكالة القدس للانباء(قدسنا) أمل شبيب/ لبنان
49عاماً مرت على إرتكاب العدو الصهيوني جريمة إحراق المسجد الأقصى ولا زال هذا العدو المجرم ينتهك المقدسات في فلسطين ويقتل أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل بدعم من الغرب الذي يبذل كل ما بوسعه لترسيخ هذا العدو الحاقد في قلب الوطن العربي وحارس لمصلتحه الإستعمارية، وفي ذكرى إحراق المسجد الأقصى وبعد إنتهاء المباحثات بين الفصائل الفلسطينية حول التهدئة في القاهرة كان لقدسنا لقاء مع منسق العلاقات الإعلامية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان هيثم أبو الغزلان.
بداية اللقاء كانت حول نتائج المباحثات التي جرت في القاهرة التي سعت للتهدئة بين المصالح الوطنية، إذ يشير أبو الغزلان أن هذه المباحثات تركزت حول السبل الآيلة إلى تخفيف الظروف القاسية والمعاناة التي يعيشها أهلنا في القطاع منذ 12 عاما، وحول المصالحة بين حركتي فتح وحماس… والجميع يدرك أن أية تهدئة ستكون على أساس تفاهمات 2014 مقابل إغراءات كثيرة طرحها الجانب المصري، لن يتم الالتزام بها إلا بالقدر الذي يلتزم به العدو الصهيوني. فحركة الجهاد الإسلامي تؤكد على استمرار المقاومة ضد العدو الصهيوني حتى تحرير فلسطين، وأن هذا السلاح سيبقى مشرعًا لحماية أهلنا من أي عدوان يُقدم عليه العدو الصهيوني.وبات معروفًا أن المباحثات بين الوفود الفلسطينية والقيادة المصرية قد جرى تأجيلها لمزيد من البحث والمشاورات إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك.
وحول دلالات وأبعاد هذه النتائج وآثارها على فلسطين وغزة تحديداً، يؤكد أبو الغزلان أن حركة الجهاد الإسلامي في العموم لن تسمح للعدو الصهيوني أن يحقق بالسياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان، والمقاومة ستبقى مستمرة ما دامت فلسطين محتلة.
وحول المستقبل الذي يتنظر جميع الفصائل الفلسطينية بعد مفاوضات القاهرة، يعتبر ابو الغزلان أنه من السابق لأوانه الحديث عن تطورات ما ستؤول إليه الأمور، فالمسألة هي صراع تُراكم فيه الإنجازات لكي يُبنى على الشيء مقتضاه، والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي حاربت وأفشلت أهداف العدوان الإسرائيلي في 2008 و 2012 و 2014، قادرة على أن تفشل أهدافه في أي عدوان آخر إذا قام به، وتحقق النصر بإذن الله تعالى.فالفيصل دائما هو الميدان وشعبنا في قطاع غزة صبر وصمد وقاوم طيلة 12 عامًا من الحصار المتواصل، ولا يزال يخوض مسيرات العودة منذ 30 آذار القادر على أن يستمر ليحقق العودة وكسر الحصار. فما حققته هذه المسيرات السلمية كشفت زيف ادعاءات العدو وزيف روايته، وعرته أمام العالم وأظهرته على حقيقته يمارس القتل الوحشي، ويستخدم الرصاص الحي ليقتل المتظاهرين السلميين، ويستهدف برصاصه أيضًا الأطقم الاعلامية والاسعاف.. ليظهر للعالم كله أنه عدو قاتل ومجرم ولا يقيم للأعراف والقوانين أي اعتبار.
ولأننا نعيش الذكرى التاسعة والأربعون لإحراق المسجد الاقصى، وعمّا إذا كان من تحركات معينة لكسر الحصار عن غزة ووقف الحرب، أكّد منسق العلاقات الإعلامية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إن الشعب الفلسطيني لم يهدأ منذ بدايات المشروع الصهيوني الذي استهدف أرضنا ومقدساتنا، وقاوم شعبنا كل المخططات المعادية التي حاول العدو من خلالها استغلال المعطيات السياسية والأمنية الإقليمية والدولية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وواجه اعتداءات الجيش والمستوطنين والاستيطان المتصاعد والمتنامي في القدس والمسجد الأقصى ما منع الاحتلال وقادته من "حسم المعركة" كما تمنوا وعملوا لذلك عبر سياسة "إسرائيلية" مبرمجة تستهدف جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وذلك عبر الاعتداءات والاقتحامات، والتوسع في المشاريع الاستيطانية وإنشاء المزيد من المستوطنات وتسمين القائم منها، ناهيك عن القضم المنهجي لما تبقى من أرض مقدسية أتى عليها جدار الضم/ الفصل العنصري. في الوقت نفسه تتواصل الحفريات أسفل المسجد الأقصى حتى بلغت أخطر مراحلها، وتهدد بقاءه تمهيداً لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه.
إن الموقف "الإسرائيلي" ليس بالجديد بل إنه الموقف الطبيعي الذي يخدم سياسة ومصالح الكيان، أما من غير الطبيعي فهو هذا التخاذل العربي المطبق عن نصرة الأقصى والمقدسات، نعم هناك أصوات تعلو هنا وهناك ولكنها تبقى أصواتاً باهتة، وغير مؤثرة، لقد غاب التأثير مع غياب التحرك المنظم لإنقاذ الأقصى والقدس، فلا نكاد نلمس ردود فعل عربية أو إسلامية قوية على عمليات التخريب والتهويد والتشويه المستمرة والمتواصلة، وكأن ما يجري في هذه البقعة المقدسة هو خارج هذا العصر الصهيو-أمريكي بإمتياز.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS