qodsna.ir qodsna.ir

إلي شريف من شرفاء
العرب

مهدي عزيزي

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) «مهدي عزيزي»*: بادئ ذي بدء، أقول أنا كصحفي إيراني عمل في مجال الصحافة فترة استغرقت عقدين من الزمن ولايزال، وأكدت خلال كتاباتي علي عدالة القضايا العادلة وعلي رأسها القضية الفلسطينية؛ لطالما واجهنى سؤال متكرر أظنه واجه كثيرين غيري من الذين يعملون في مجال الصحافة، والسؤال هو: ما مدي تأثير كتاباتي في الدفاع عن القضايا العادلة أمام الكم الهائل من التضليل والتحريف وحملات التشويه التي يقودها الإعلام الغربي الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية؟

 

كاعلامي أعتبر نفسي ضمن الإعلاميين الذين واجبهم الدفاع عن القضايا العادلة كقضة فلسطين، لذلك أتابع الشأن الفلسطيني بكل شغف وايمان بعدالة القضية بعيداً عن المواقف السياسية والعنصرية، والطائفية، والنزعة القومية. تابعت مجريات الحروب التي شنت ضد قطاع غزة وكتبت عن آلام الشعب الفلسطيني في غزة وأوجاعه بقلب مليء بالمآسي والوجع.. هكذا حاولت تجسيد المعاناة التي يعاني منها أهل قطاع غزة في فلسطين جراء الحروب الإسرائيلية عليهم.

 

كلني ثقة بأني تلك المواقف سوف تكلف المرء، لكن ذلك لم ولن يثنيني عن الدفاع عن القضايا التي أؤمن بعدالتها وحقانيتها.

 

والسؤال الآخر الذي واجهني عدة مرات هو هل لكتاباتنا وتصريحاتنا في المحطات الإعلامية دورٌ في إيصال رسائل الأطفال الفلسطينية إلي الأحرار، وهل يمكننا التخفيف من خلال عملنا التخفيف من آلام الأطفال الفلسطينيين؟ وهل لكتابتنا دورٌ في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله في ظل الهجمة المسعورة والمتسارعة التي تشنها الدعاية الصهيونية؟ كنتُ أرد بما توفر لدي من معطيات وقدرة على التحليل، مقنعاً نفسي علي مواصلة عملي الذي لازلت أرى أنه واجب على عاتقي وعلى من هم في اختصاصي.

 

أعرف الكثير من الكتاب الأحرار من العرب وغير العرب، والمسلمين وغير المسلمين، إما تابعت كتاباتهم من خلال المحطات الإعلامية وإما تعرفت عليهم من قريب، كانت وجهات نظرهم وآراءهم وتحليلاتهم الحافز الذي ساعدتني علي مواصلة مسيرتي عكلما وصلت إلي طريق مسدود عنوانه: توقف عن العمل، عملك لايقدم ولايؤخر!

 

وعندما تري نفسك غارقاً في الأمواج المتلاطمة التي تسببها الدعاية الإعلامية الغربية ذات الأفكار الصهيونية، سوف يرسل لك هؤلاء الكتاب الأحرار زوارق النجدة المتمثلة بأقلامهم وآراءهم، وينجونك من الانجرار وراء الشائعات المغرضة المشؤومة.. إن لهؤلاء القدرة على تغيير تفكيرك، إضافة إلي تذكيرك بتقدير الأشياء التي تمتلكها.

 

إن ما كتبه اليوم السيد عبدالباري عطوان في افتتاحية جريدة رأي اليوم، ما هو إلا نتاج فكر وعقيدة سليمة لإعلامي حر تجرد عن العنصرية، والطائفية، والنزعة القومية، و النزعة القبلية، وقام مدافعاً عن قضايا الشعوب العادلة والمحقة. ما كتبه السيد عطوان جعلني أشعر بأني حصلت علي نتيجة دفاعي عن القضايا العربية والإسلامية العادلة، كما زاد اعتقادي بأن صوت الحق يعلو على الباطل مهما اشتدت قوتة وكثرت حيلته وتعاظمت سطوته وتعالت كلمته لأنه دائماً زهوق.. قال تعالي: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُور اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَاَللَّه مُتِمّ نُوره وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

 

*كاتب وإعلامي إيراني