qodsna.ir qodsna.ir

إنجازات الثورة الإسلامية
خلال اربعة عقود

أنيس نقاش

نظمت وكالة القدس للانباء(قدسنا) الدورة الثانية من سلسلة ندواتها التخصصية، تحت عنوان «الخدمات المتقابلة بين إيران وفلسطين؛ اربعة عقود بعد الثورة الإسلامية»، بحضور عدد من الخبراء والمحللين السياسيين.

وحاضر في هذه الندوة كل من منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية، أنيس نقاش، ورئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، الدكتور حسين أكبري، وممثل حركة الجهاد الإسلامي لدي طهران، ناصر ابوشريف.

 

وخلال كلمته في هذه الندوة، قال منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية، «أنيس نقاش»، إن ايران منذ انتصار الثورة الإسلامية دعمت القضايا الإسلامية العادلة واستطاعت أن تحقق العديد من الانجازات خلال اربعة عقود من الدعم المتواصل لهذه القضايا.

 

واليكم النص الكامل لكلمة الباحث أنيس النقاش في هذه الندوة:

 

 

إن بداية العلاقات بين ايران وفلسطين تعود إلي ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الإمام الخميني(رض). عندما كان الإمام في مدينة النجف، اصدر عدة فتاوي أكد فيها علي ضرورة الدفاع عن فلسطين، وبذلك عرف القضية الفلسطينية كقضية رئيسية للعالم الإسلامي.  وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، قامت ايران بطرد السفير الاسرائيلي من طهران ورفعت العلم الفلسطيني علي مبني السفارة الإسرائيلية.

 

 

بشكل عام يمكن لنا أن نتطرق إلي العلاقة بين ايران وفلسطين من ثلاثة زوايا استراتيجية، وهي:

 

1-عقدية اسلامية. أن قضية فلسطين وخاصة قضية القدس والمسجد الأقصي تم التأكيد علي أهميتها في القرآن الكريم. لذا كان لابد لايران الإسلامية من الإهتمام بقضية فلسطين لانها قضية تؤكد علي اهميتها الشريعة الإسلامية.

2- علاقة تأثير وتأثر بين الجغرافيا والسياسة. تعتبر ايران دولة كبيرة وهامة في المنطقة، لذا فانها تختلف مع الدول الصغيرة في المنطقة. وفي القضايا المتعلقة بعلاقة التأثير والتأثر بين الجغرافيا والسياسة، كان لابد لإيران من الإهتمام بالقضايا الإقليمية، وعليه يمكن القول بانه لو لم تهتم ايران بهذه القضايا فان ذلك يعني أنها تخلت عن مصالحها الاستراتيجية.

 

3-التجارب التاريخية للثورات. بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، طرح سؤال من قبل النخبة في العالم العربي حول اولويات الثورة الإسلامية وآلياتها للحفاظ علي قيمها. وطرح سؤال اخر يتعلق بالمخاطر التي تهدد هذه الثورة وهل هذه المخاطر هي التي كانت تهدد الثورات الأخري كالثورة الفرنسية والروسية؟

 

عندما انتصرت الثورة الفرنسية، كانت احدي مطالب هذه الثورة انهاء الحكم الملكي وإقامة حكومة دمقراطية. هذا الأمر كان يشكل خطرا علي الحكومات الملكية الاروربية. هذه التجربة التاريخية تؤكد لنا حقيقة هامة مفادها أن اي ثورة تطرح افكاراً جديدة تؤثر علي المجتمع الدولي، ستواجه اعداء ومخالفات، لذلك تقوم الدول الانظمة المعارضة لاتخاذ خطوات تستهدف هذه الثورة.

 

هذا الأمر حدث بالنسبة لثورة اكتبر عام 1918 في روسيا. بعد الثورة البلشفية في روسيا، قامت الحكومة الروسية بسحب قواتها من الحرب العالمية، وأعلنت بأن النظام الحاكم هناك هو نظام شيوعي، الأمر الذي دفع الدول الاروبية لاتخاذ مواضف مضادة لهذه الحكومة حيث عملت تلك الدول علي مساعدة المعارضين هناك.

 

 وبناء هذه التجارب التاريخية ، فان المصالح القومية الايرانية بعد الثورة كانت معرضة للخطر من قبل المعارضين للثورة الإسلامية. لذلك كان لابد لايران من التعامل مع قضايا المنطقة والاهتمام بها للحفاظ علي مصالح البلاد وابعاد المخاطر ومواجهة التحديات الموجهة لها. وما كان للأعداء أن يقفوا مكتوفي الأيدي ويتركوا هذه الثورة تحقق مطالبها في الداخل والخارج، الأمر الذي أثبتته العقود الأربع الماضية، حيث قامت الانظمة والقوي المعادية لايران والثورة الإسلامية باتخاذ العديد من الخطوات للنيل من الجمهورية الإسلامية.

 

وهذه نقطة في غاية الأهمية، لأن ايران وفي إطار الحفاظ علي مصالحها، تعاملت مع قضايا المنطقة واخذت موقفاً محدداً منها. إن ايران تعاملت مع دول المنطقة بناء علي الانمظة الحاكمة هناك، وخلال ذلك تبنت سياسة خاصة تقوم علي معرفة الفرص والتحديات التي تشكلها تلك الدول علي الأمن القومي لإيران.

هذه هي أهم الابعاد الاستراتيجية التي تتعلق بالعلاقة بين ايران وفلسطين، وعبر الاعتماد علي تلك الابعاد يمكننا تفسير العلاقة القائمة بين الجمهورية الإسلامية وفلسطين.

 

والسؤال الاساسي الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: هل القضية الفلسطينية هي قضية خاصة بمنطقة خاصة تسمي ارض فلسطين؟ أو أنها قضية تحتوي علي قضايا أخري؟

 

إن اسرائيل تزعم بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. وعليه طلب الرأي العام من الصهاينة بأن يتمسكوا بالحلول الاديمقراطية، لذلك قيل لهم تمسكوا باجراء استفتاء عام. ان اسرائيل ومن أجل الافلات من هذه المطالب قامت بصياغة قانون ينص علي ان اسرائيل دولة قومية، ثم تمت المصادقة علي هذا القانون العنصري في الكنيست الاسرائيلي. و"قانون القومية" يكرس يهودية الدولة ويمنح اليهود وحدهم حق تقرير المصير في الاراضي المحتلة.

 

القضية الهامة التي لابد من الإشارة لها في هذا المجال هي قضية زوال اسرائيل حتى 25 سنة القادمة. ان قائد الثورة الاسلامية قال: إن القادة الصهاينة قالوا بعد المفاوضات النووية بأنهم تخلصوا من هاجس ايران حتى 25 سنة القادمة لكنني اقول لهم بانهم سوف لن يروا الـ 25 سنة القادمة وان شاء الله لن يكون هناك شيء اسمه الكيان الصهيوني حتى 25 سنة القادمة في المنطقة وخلال هذه الفترة لن يرتاح الصهاينة بفضل الروح الاسلامية الجهادية والملحمية.

 

إن قائد الثورة الإسلامية قد أعلن بأن اسرائيل سوف تزيل عن الوجود خلال الـ25 عام المقبلة. إنه لم يقل ان امامنا خمسة وعشرون عاماً فقط لإزالة اسرائيل.. بل أنه قال إن عمر اسرائيل أقل من 25 عام. ان هناك من فهم تصريحات قائد الثورة بشكل خاطئ، يظهر ذلك من خلال تفسيراتهم لتلك التصريحات. شخصياً أري بأن هناك عدة اشهر متبقية من عمر الكيان الصهيوني ليس عدة سنوات.