الرجل الذي أراد إزالة
إسرائيل من الوجود

وكالة القدس للانباء(قدسنا)
وكالة القدس للانباء(قدسنا) يصادف الحادي والعشرون من شهر آبان ذكرى استشهاد مؤسس البرنامج الصاروخي في ايران الشهيد حسن طهراني مقدم. إن إيران وبفضل علمائها أصبحت ضمن الدول العظمي من حيث القدرات الصاروخية، حيث أنها تعتبر سادس قوة صاروخية في العالم.
وعن مؤسس البرنامج الصاروخي في ايران الشهيد حسن طهراني مقدم، يمكن القول بأننا نستطيع التطرق إلي حياته من عدة جوانب وزوايا، وفي هذا المقال نريد ان نشير إلي جانب صغير من حياته وهو الجانب كان أحد امنياته.
في ايام الحرب المفروضة ضد ايران، شن الجيش العراقي العديد من الغارات ضد الاراضي والمدن الايراني بانواع الصواريخ قصيرة المدي وبعيدة المدي، وفي المقابل تكبدت ايران خسائرا خاصة علي مستوي الارواح، وذلك بسبب عدم امتلاكها للصواريخ. وبعد انتهاء تلك الحرب، قررت الجمهورية الاسلامية الايرانية انشاء قوة صاروخية يمكنها مواجهة المخاطر الموجهة لايران. بعد ذلك كلف الشهيد حسن طهراني مقدم بتحقيق هذا الأمر.
إن بداية الحرب المفروضة ضد ايران قد تزامنت مع رفع شعار"اليوم ايران وغدا فلسطين" من قبل الشعب الايراني. وبعد انطلاق شرارة الحرب اكتمل هذا الشعار بشعار آخر وهو"طريق القدس يمر من كربلاء"، وهذا يعني ان القوات الايرانية كانت تري الحرب إلي ابعد الحدود، حيث انها تتعدي الاراضي العراقية وصولا إلي الاراضي المحتلة لمواجهة العدو الرئيسي للامة الاسلامية، اي الكيان الصهيوني. أنهم كانوا يرون بأن تدمير اسرائيل ضرورة لابد من تحقيقها. أما بالنسبة للشهيد طهراني، مقدم فيمكن القول بأن وصية الشهيد طهراني مقدم(التي كانت كالتالي: هذا قبر شخص أراد تدمير اسرائيل ازالتها من الوجود) مأخوذة من تلك الفكرة العامة التي يحملها الشعب الايراني وهي ضرورة إزالة اسرائيل.
إن احدي قيم الثورة الاسلامية هي الوصول إلي الاستقلال ورفض الهيمنة والتبعية للغرب والقوي الاستعمارية. وبما ان الكيان الصهيوني تمت اقامته بتخطيط من القوي الاستعمارية، فانه كان يعتبر العدو الرئيسي للثورة الاسلامية وقيمها.
وكانت اسرائيل بسبب الدعم الذي قدمته لها القوي الاستعمارية، القوة العسكرية في المنطقة، لذا فان تطوير القوة العسكرية الايرانية كانت ضرورة ملحة لمواجهة المخاطر والتحديات، لاسيما الخطر الذي يشكله الكيان الصهيوني لايران والعالم الاسلامي.
وعليه تم اتخاذ قرار بموجبه يتم تطوير القوة الصاروخية الايرانية، الأمر الذي أدي إلي تغيير موازين القوي والمعادلة في المجال الصاروخي. ونتيجة هذا التغيير في المعادلات، تكبدت اسرائيل العديد من الخسائر في حروبها التي شنتها ضد غزة ولبنان، الأمر الذي أثبت لأن القوة الصاروخية الاسرائيلية فقدت هيبتها، وان المقاومة الاسلامية المدعومة من قبل ايران اصبحت تشكل تحديات كبيراة للصهاينة وقدراتهم السعكرية.
إن الشهيد طهراني مقدم كان يعرف جيداً بأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وعليه فانه سار علي النهج الذي يؤدي إلي تدمير وإزالة الكيان الصهيوني من الوجود وهو النهج الذي يؤكد عليه القرآن الكريم. ثال تعالي: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)
ان حسن طهراني مقدم قد استشهد لكن امنياته ستحقق من قبل زملائه في ساحات القتال، وايضا المجتمع الايراني. إن الممارسات والخطوات التي تقوم بها اسرائيل كمحاولات التطبيع مع الدول العربية، والتحشيد ضد طهران لزيادة الضغوط ضد الشعب الايراني ماهي إلا محاولات لضمان امن اسرائيل ومنع انهيارها، لكن وعد الله ستحقق لامحالة.